بسم الله الرحمن الرحيم المعتدي حسب تعريف العلماء هو شخص يكبر الضحية بخمس سنوات على الأقل وله علاقة ثقة وقرب للضحية حسب اخصائي نفس امريكيين، وقد دلت الدراسات أن أكثر من 75% من المعتدين هم ممن لهم علاقة قرب مثل أب، أخ، عم، خال، جد أو معروفين للضحية. ويتم الاعتداء عن طريق التودد أو الترغيب : من خلال استخدام الرشوة، والملاطفة، وتقديم الهدايا، أو الترهيب والتهديد والتخويف من إفشاء السر أو الكشف عن الاعتداء : وذلك عن طريق الضرب، التهديد بالتوقف منح أشياء للطفل اعتاد عليها كالخروج لنزهة أو شراء حلويات... والخطير في الأمر هو أن هذا الاعتداء يتم بسرية كاملة حيث يلجأ المعتدي بإقناع أو ترهيب الطفل بضرورة إخفاء الموضوع وعدم الكشف عنه ، ونادرا ما يستخدم المعتدي القوة مع الضحية خوفا من ترك آثار على جسمها ؛ الأمر الذي يثير شكوكا حول ذلك، وهو في الغالب يلجأ لذلك عندما يضطر خوفا من افتضاح أمره. الاستغلال الجنسي : "هو اتصال جنسي بين طفل وشخص بالغ من أجل إرضاء رغبات جنسية عند الأخير مستخدما القوة والسيطرة عليه" التحرش الجنسي : وهو عملية أشمل وأوسع من مجرد الاغتصاب والممارسة الجنسية، ويقصد بهذا النوع من الاستغلال : - كشف الأعضاء التناسلية. - إزالة الملابس والثياب عن الطفل. - ملامسة أو ملاطفة جسدية خاصة. - التلصص على طفل. - تعريضه لصور فاضحة، أو أفلام. - أعمال شائبة، غير أخلاقية كإجباره على التلفظ بألفاظ فاضحة. - اغتصاب. مفاهيم يجب أن يعرفها الطفل - الاعتداء: الاعتداء على الطفل هو أي عمل يسيء إلى صحة الطفل النفسية والجسدية. يشمل ذلك أي أذى متعمد يصل إلى الطفل، ويمكن تقسيم الاعتداء إلى أربعة أقسام رئيسية: 1. الاعتداء الجسدي. 2. الاعتداء الجنسي. 3. الاعتداء العاطفي. 4. الإهمال. 1. الاعتداء الجسدي: الاعتداء الجسدي هو أي أذى جسدي مقصود يمارس على الطفل، يشمل هذا الضرب، الرفس، الخض، جر الشعر، العض، القرص، الخنق، الحذف أو غيره من الاعتداءات سواء تركت آثارا على جسم الطفل أم لم تترك. 2. الاعتداء الجنسي: إن جسمك شيء خاص بك وخاصة الأجزاء التي تغطى بالملابس الداخلية سواء كنت ولدا أم بنتا. إذا طلب منك أحد أو تحايل عليك ليجعلك ترضى بأن يلمس أو يرى أو يصور هذه الأجزاء من جسدك فإنه يعتدي عليك جنسيا. إذا طلب منك أحد أن تلمس أنت أو ترى هذه الأجزاء أو صورها فهذا أيضا يعني أنه يعتدي عليك جنسيا. أحيانا يحتاج طبيبك أن يلمس أعضاءك الخاصة لغرض الكشف الطبي، فهذا لا يعتبر اعتداء جنسيا. عندما يحتاج الأطفال الصغار للاستحمام والتنظيف وهم لا يستطيعون القيام بذلك بأنفسهم، هذه الأنواع من اللمسات لا تعتبر اعتداء جنسيا فهذه اللمسات لا تجعل الطفل يخاف أو يشعر بعدم الارتياح. 3. الاعتداء العاطفي: الاعتداء العاطفي هو أي تصرف ينتج عنه تشويه لنفسية الطفل أو نموه الاجتماعي، هذا النوع من الاعتداء لا يستلزم اللمس ولكنه يمارس عبر تصرفات أو كلمات جارحة تقال للطفل. يشمل هذا الصراخ، الشتم، إطلاق الأسماء المكروهة على الطفل، المقارنة السلبية بالغير، التفوه بجمل تحط من شخصية الطفل كالقول "أنت سيء" أو "أنت لا تساوي شيئا" أو "أنت غلطة. 5. الإهمال: يقع الإهمال عندما لا يوفر لك ولي أمرك أو من هو مسؤول عنك الأساسيات التي تحتاجها للحياة كالغذاء واللباس والسكن المناسب. إذا كان المسؤول عنك يحاول أن يوفر لك هذه الأشياء ولكنه لا يستطيع، فهذا لا يعتبر إهمالا. ولكنه يعتبر إهمالا إذا كان يمتلك نقودا ولا ينفقها على الأساسيات الضرورية بل يبخل بها أو ينفقها في أمور أخرى غير أساسية كالكحول أو المخدرات مثلا. لا يعتبر إهمالا أيضا إذا طلبت من والديك أن يشتريا لك لعبة مثلا أو سيارة. الإهمال يقع في عدم تلبية أساسيات الحياة فقط. قد يقع الإهمال على طفل واحد في العائلة أو قد يقع على جميع أطفال العائلة الواحدة. ولتوضيح الامور اكثر : يحدث التحرش الجنسي عادة بين شخصين غير متكافئين، بين راشد يبغي إشباع رغباته الجنسية وطفل عاجز عن الدفاع عن نفسه، وبالتالي يصاب برعب من المعتدي، وتسيطر عليه حالة من الخوف والخجل من الإفصاح عن معاناته لأسرته ووالديه أو حتى معالجه النفسي أحيانا، ويظل الأمر يضاعف من عذاباته كلما كبر وخاصة عندما يقترب وقت التفكير في الزواج. غير أن ما يزيد المشكلة تعقيدا رد فعل الكبار عند سماعهم بهذا النوع من الاعتداء، ويكون وقع الخبر شديدا ومفعما بالخوف والاحتقار أحيانا، في الوقت الذي ينتظر صاحب المشكلة منهم المساعدة في حل مشكلته التي يعاني منها، فإن بدر من هذا الطفل سلوك غير مرغوب فيه يلجأ بعض الآباء والأمهات إلى تفسيره بما حدث له من موقف جنسي، واتهامه بأنه ضعيف، وأنه هو الذي هيأ لذلك، وغيرها من المشكلات التي تعقد المشكلة كثيرا. ولعل التساؤل يفرض نفسه الآن : كيف يمكن للأسرة أن تكتشف تعرض أي من أبنائها لهذا الأمر؟ وكيف تشجعه على مصارحتها بما حدث؟ وما هي الطريقة السليمة التي يجب أن تتبعها الأسرة لعلاج الموقف؟؟ وماذا يتعين على المعتدى عليه أن يصنع حتى يعافى من جحيم التجربة؟؟ وأخيرا ما هي الإجراءات الوقائية التي تتبعها الأسرة حتى لا تتعرض لهذا الموقف الحرج؟؟ الإجابة على كل هذه التساؤلات في السطور القادمة. مسؤولية الأسرة : بالإضافة إلى أن الاعتداء الجنسي على الأطفال يكون مسؤولية الجاني الذي اقترف مثل هذه الجريمة؛ فهو مسؤولية الأسرة بلا شك في إهمالها للطفل قبل الحادث بعدم إفهامه لمعنى المحافظة على خصوصية جسده، وملابسه الداخلية، وعدم الثقة فيمن حوله من المراهقين ، ثم تبدأ مسؤولية أكبر خاصة بالأهل تتضح في عدم السماح للطفل بالتعبير عن مشكلته بنهره أو كبته أو تجاهل شكواه، فالحاصل أن الأسرة إذا لمست تغيرا في سلوك الطفل وانعزالا منه أو حزنا فإنها تحاول إرضاءه بالهدايا؛ وتتحاشى سؤاله عن مصدر تعبه بل وإيهامه أحيانا بأنه يتمتع بصحة جيدة بعبارات مثل "أنت ما شاء الله عليك بطل وشجاع "، وإذا ذكر الطفل عبارات مثل "أنا لا أحب ابن عمي، أو أي شخص آخر" توبخه الأسرة بأن ذلك عيب دون أن تسأل لماذا يعبر الطفل عن كراهيته لشخص معين في وقت يتزامن مع تغير سلوكه إلى الانعزال؟! أحيانا يرفض الطفل الذهاب إلى مكان الحدث مثلا وتخطئ الأسرة حينما ترغمه إلى الذهاب، والكارثة أن الطفل أحيانا يحكي، وتحاول الأسرة أن تمنعه بتهدئته ومنعه من الذهاب لمكان الحدث دون أن تمنحه الإحساس بالأمان أو تخفف شعوره بالذنب. والنصيحة : التي موجهة لكل مسؤول عن طفل، إلى كل أب وكل أم مؤداها ألا نهمل رعاية الطفل النفسية، وعلينا أن نستمع إلى شكوى الطفل، ومراقبة بداية تغير سلوكه، والتفتيش عن السبب من خلال استرجاع الأماكن التي يذهب إليها بمفرده، وعلى الأسرة أن تمنح الطفل الأمان حتى يعبر عن غضبه وحزنه فتحكي له بعض حكايا المجرمين الذين يعتدون على الأطفال، وتخبره أنه كطفل لا يعتبر مسؤولا، أحيانا يغضب الطفل؛ ولا يستجيب لمحاولات الأم لحثة على التعبير ولكن محاولاتنا التي تشبه انتزاع الشوكة من حلقه تريحه مستقبلا. كيف نحتوي الطفل؟ وقع المحظور واكتشفت حصول اعتداء جنسي على الطفل، عليك في هذه الحالة أن تحاول احتواء الطفل، وذلك بهدوء من خلال بعض التوصيات التي قدمتها إحدى الدراسات والتي نوجزها في النقاط التالية لكل مربي : - في البداية يجب التصرف بحذر والحفاظ على هدوء الأعصاب، وعدم إلقاء التهديدات للطفل، فهو في حاجة إلى الأمان والهدوء والدعم. - عدم استسلام الأهل لتأنيب الذات واللوم مما ينسيهم من هو المعتدي الحقيقي الذي يجب أن ينال عقابه. - عدم إلقاء المسؤولية على الطفل. - استعمال لغة الطفل وعدم تبديل ألفاظه أو الكلمات التي يستخدمها؛ لأن راحة الطفل هي المهمة في هذه الأوقات. - الحفاظ على الهدوء النفسي بتوفير الأمان، فإذا لم يستطع الأهل العمل مع ابنهم الضحية عليهم أن يطلبوا إشراك أحد من الخارج.. مرشدة مثلا. - تصديق الطفل (قد لا يقول كل شيء ليس لأنه يكذب بل لأنه خائف، فكلما كانت الثقة قوية يكون الطفل أدق في وصفه للحادث). الضحية.. كيف تتصرف؟! مجموعة من الإجراءات التي من شأنها مساعدة الضحية على الخروج من المأزق الخطير الذي أوقعتها الظروف فيه، وأهم هذه الإجراءات ما يلي: - ممارسة النشاطات المختلفة تلهي عن التفكير بالجنس، وحبذا لو كان بينها نشاطات تعود على الفرد بالفائدة مثل القراءة والهوايات المفيدة. - عليه ألا يسمع إلى من يشجعه على الإتيان بتلك الممارسات. - على الفرد ألا يحاول ممارسة التحرش الجنسي مع الآخرين انتقاما لنفسه؛ لأنه تعرض إلى ذلك، أو انتقاما من الذي اعتدى عليه، فستكون العاقبة وبالا عليه وذلك لتأنيب الضمير الذي سيلازمه طوال حياته للعذاب الذي سببه لمن اغتال براءتهم. - عليه أن يحاول رسم ذلك الشخص الذي اعتدى عليه في ورقة ويمزقها، أو يرسمه ويعمل ثقوبا على صورته، وذلك للتنفيس مما يعاني من كراهية تجاه المعتدي. - عليه أن يكون قويا بإيمانه، ولا يضعف أمام الأفكار السلبية التي تسيطر عليه. - عليه أن يراجع الطبيب للكشف الجسمي للتأكد من سلامة أعضائه، والنفسي لمساعدته في علاج حالته النفسية. - الأهم من ذلك كله مصارحته أسرته بالموقف، أو مصارحته أي شخص يكبره يثق هو فيه، ويرى أنه سيساعده على تخطي أزمته، والأخذ بيده إلى تجاوز المحنة. الوعي والتفهم : العبئ الأكبر في وقاية الأبناء وعلاجهم من هذا الشر المستطير يعود على مدى وعي الأسرة وتفهمها لهذه الأمور، وبخاصة الأم التي يجب أن تكون ملاحظة دقيقة لكل تغيير مفاجئ يحدث لطفلها وتبحث وتستقصي أسباب تدهور مستواه التعليمي فجأة على سبيل المثال، فقدانه لشهيته، انعزاله، ظهور بعض العلامات العصابية عليه مثل قضم الأظافر، أو التبول اللاإرادي، شكوى الطفل من بعض التعب الفسيولوجي رغم عدم وجود سبب عضوي ظاهر، كل هذه أمور تدل على أن الطفل يعاني من أزمة نفسية، قد يكون سببها تعرضه لاعتداء جنسي أو أي سبب آخر. التوعية المبكرة هامة جدا في تجنيب أبنائنا مخاطر التحرش الجنسي بهم، وعدم إيثار الصمت تحت مظلة أن الحديث معهم في هذه الأمور سوف يفتح أعينهم على أشياء أكبر منهم، هذا كلام قديم، فالمعول على الطريقة التي ستحصن بها أبناءك، فاللغة الرقيقة والإيحاء، والحكاية غير المباشرة كلها أمور تؤدي في النهاية إلى الغرض المنشود. في حال اكتشاف الأسرة لاعتداء حدث على ابنها ينبغي أن تحتضن الطفل وتشعره بالأمان، وتؤكد له أنه غير مذنب، وأن الذنب يعود على الجاني فقط، مع مراعاة أهمية أن يأخذ المعتدي جزاءه العادل بالإبلاغ عنه؛ لأنه مريض يحتاج إلى علاج، ولسد باب المصائب التي يمكن أن يحدثها بأطفال آخرين ما لم يتم ردعه، فضلا عن أن هذا سيساعد في علاج الطفل المعتدى عليه، وإشعاره بأن المجتمع قد أخذ له حقه، وأنه لا ذنب له، أما عكس ذلك فيدمر المعتدى عليه نفسيا برؤيته المعتدي يمارس حياته بشكل طبيعي تماما كالأسوياء، وهو وحده الذي يدفع ثمن شذوذ المعتدي، هذا فيه ظلم وإجحاف للمعتدى عليه مرتين: مرة عندما تم الاعتداء عليه، والثانية عندما يترك الجاني بدون عقاب رادع. منقول للإفادة |
||
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|