همسة إلى الرجل..
إنّ الدِّين القويم هو أحقّ بالإتّباع من عاداتٍ محكَمَة.. فادرس معاني القوامة والسلطة ورئاسة الأسرة من منطلقٍ شرعيّ وليس من مفاهيم ورثتها عن أهلك.. فالقوامة لا يعني تكبيل المرأة وتسييرها على هواك وهي ليست سلطة مطلقة لك على أمَةٍ عندك تتصرف كيف تشاء دون حسيب أو رقيب! وكفى بالله حسيبا! بل هي التزام وقيام بشؤون الأسرة والإنفاق عليها!..
والمرأة – خاصة إن كانت متعلمة ومثقفة ومُنتِجة – تستحق المشاركة في القرار.. ولكَ في الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة.. وهو يقول: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله" وقال أيضاً "استوصوا بالنساء خيراً".. فاتّبِع!
وأُخرى إلى المرأة..
قد تشعرين أن زوجك لا يتمتّع بمقوِّمات تؤهِّله ليكون قوّاماً عليكِ.. إيّاكِ أن تُشعريه بذلك.. واستخدمي ذكاءكِ لتديري دفّة القيادة من دون إهانة ولا سيطرة ولا سخرية.. حاوريه واطرحي ما ترغبين بطريقة ذكية دون الإكثار من النصح وادفعيه إلى أن يأخذ برأيك دون إصرار منك.. تقرّبي منه وتتبّعي حسناته وأبدي له الإعجاب والاحترام.. اتّقي الله جلّ وعلا فيه وادعيه سبحانه أن يعينكِ على مسك زمام الأمور بحكمة ووعي.. أمّا إن كان أهلاً للقوامة ولكنّ "الكبرياء" يمنعك من الخضوع له فراجعي نفسك قبل أن تغرق السفين وهيهات من ندم! واعلمي أنّ الرجل خلقه الله جل وعلا بخصائص جسديّة ونفسيّة تتوافق مع هذه القوامة كما أخصّكِ بمميّزات – أهمها العاطفة - تعينك على تربية النشء وحضانة الأولاد وأمور المنزل..
إنّ هذه الرابطة الزوجية قد عبَّر عنها القرآن الكريم بلفظ "الميثاق الغليظ" لأهميتها في استقرار النفوس والقلوب.. وأرسى الإسلام لها قواعد وضمانات وتوسّعَ في تبيان الأسس التي على الزوجين أن يلتزما بها للوصول إلى لبنة متينة في مجتمعٍ إسلامي مستقر ينشده الجميع ويتوق إليه.. وما علينا إلا الاتّباع لنصل إلى الإستقرار والسكينة.. لننال سعادَتَي الدنيا والآخرة..
__________________
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة واغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب