موقف أبكاني .. سحقاً للعادات والتقاليد..!!
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أتصل بي أحد الأصدقاء العزيزين على نفسي كثيراً يدعوني لزيارتة في بيتة ، ولا أخفيكم سراً بأني احمل له في قلبي حباً في الله لايسعة حتى قلبي ، وعند وصولي له أستقبلني خارج المنزل مٌرحباً بقدومي بأجمل العبارات التي تخرج منه بطريقةٍ دافئة ومحببة وقريبة من الفؤاد ، تخرج والله من صدق مشاعرهِ لي ولاتحمل أبداً في طياتها أي نوع من النفاق او الرياء ، وانا في ذلك اكيد!! كيف لا وهو صديق الطفولة وأعهده منذ أن كنا غلمان وأعهد طيبته وصدقه ورحابة صدرة.
وعند دخولي مجلسه وجدت عنده أصدقاء طفولتنا جميعهم (أصدقاء المدرسة ، والحارة القديمة)!! وكأنة في ذلك يهديني باقة من الذكريات الجميلة ، ف جلسنا نتبادل اطراف الحديث وأجبرناه على عدم ضايفتنا ف نحن نريد لهذه الجلسة أن تكون ذات "بساط أحمدي" ولا يليق بها إلا أن تكون كذلك ، ف تبادلنا فناجيل القهوة والشاي نُضَيف بعضنا البعض ، وجلسنا نستذكر الأيام الجميلة والمواقف المضحكة فما وجدنا من أنفسنا إلا أننا تعالينا الضحكات لدرجة الإختناق ، ونسينا أنفسنا وهمومنا ومشاكلنا وأنزوينا لضحكنا ولسعادتنا ولذكرياتنا الجميلة.
ثم بعد ذلك أكرمنا بوجبة عشاء وأسأل الله ان يطعمه من الجنة كما أطعمنا وآنسنا ، ثم بعد ذلك جلسنا نسأل بعضنا البعض عن احوالنا مع هذه الدنيا ، وجلس كل شخص يتكلم عن نفسة ، منهم من قال بأنه رزق بالأبناء والبنات ، ومنهم من قال بأنه أكمل دراساته العليا ، ومنهم من قال بأنه توظف في الجهة الفلانية ، إلى أن سألوني عن أحوالي!! فقلت لهم بأنني بخير ونعمة من الله ولكني لم ارزق بالأطفال!! وقدر الله وطلقت وها أنا "عزوبي" مرة أخرى.
ف بادر البعض منهم في عرض أختهِ لي والبعض الأخر عرض أبنة أخية او اختةِ ف شكرتهم جميعاً على مبادراتهم وحسن ظنهم بي وعلى حرصهم على سعادتي وأثنيت عليهم كثيراً ، لأن مافعلوة من مبادرات يعني لي الكثير والله.
ف قام أحد الأصدقاء وأسمه أحمد وقال لهم كل هذه الزيجات تخرج للمتفائل؟؟ "يابختة" ، فأجابه صاحب المجلس "صديقي" بأن المتفائل لانزكيه على الله ولكنة نعم الرجل وماعهدنا منة إلا المواقف الطيبة ، وإن أراد ف هذه أخواتي أيضاً في سن زواج ويشرفني نسبة وصهارتة ، فما وجدت من أحمد إلا أن قال له بكل قسوة!! كيف تريد للمتفائل أن يتزوج منكم!! فأنتم على حد علمي
عبيد وهو حر!!
والله نزلت كلمات أحمد الجارحة والغير محترمة على مسامعي ك الصاعقة فهي غير مهذبة جداً ، ومهما أستعبدتنا العادات والتقاليد ف هذا لايعطينا الحق أن نكون وقحين وغير محترمين أو أن نصغر من كرامة وكبرياء أي إنسان!!
فما وجدت من نفسي إلا النصرة لصديقي الذي أحبه كثيراً ، وقلت لأحمد أما حان لك يا أحمد ان تكون حراً؟؟ أما حان لك أن تفك أسرك من ظلم العادات والتقاليد!! أما حان للجاهلية الأولى أن تنجلي يا احمد!! ف والله قد يكون هناك شخصاً متسخة ملابسة ورائحته كريهة ولا اصل ولا فصل له عند الله أكرم منك ومن قبيلتك التي تنتمي لها!! فلا تغرنك نفسك ولا تغرنك قبيلتك بل والله أن ماقلته يا احمد يدل بانك أنت العبد وصاحبنا الحر ، ف حسبي الله ونعم الوكيل!! فوجدت دموعي تنهمر حزناً على جرح صديقي.
ف أحس أحمد بالإحراج وقدم إعتذاراته لصديقي ولي ولكافة الاصدقاء متذرعاً بأنها زلة لسان ، ف سامحه الجميع.
ف يا أخوان ويا أخوات الأصل في الزواج هو رضاء الدين والخلق ، وليس العرق او القبيلة ، فنحن كلنا تراب ، فلا يتعالى بعضنا على بعض ، ولايفضل بعضنا على البعض ، فإن الله تعالى قال في كتابه العزيز (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ولم يقل أن أكرمكم عند الله قبيلتكم أو عائلتكم او عرقكم!!
يا أخوان ويا أخوات نحن نحاط بعادات وتقاليد لم ينزل الله بها من سلطان فأجتنبوها فإن أجتنبتموها فإنكم أجتنبتم النار التي وقودها الناس والحجارة!!
من ظلم العادات والتقاليد قد ظهرت لنا منذ مئات السنين مصطلحات قد حاربها رسولنا الكريم بنفسة!! ك مصطلح "العبودية" وهو أن يقال بأن العائلة الفلانية قد كان أسلافهم عبيداً عند عائلة الفلانيين الذين ينتمون للقبيلة الفلانية!! فلا يصح لنا نحن الأحرار ان نزاوجهم أو أن نتصاهر معهم!! متكبرين على تلك الفئة ظلماً وبهتاناً وتصغيراً!! وأني والله لأستغرب منهم إستعبادهم للناس وقد ولدوا أحراراً مثلهم ، ولأتعجب أكثر من نصرتهم للعادات والتقاليد دون الدين وشرائعةِ الحميدة.
بل من المضحك جداً على تلك القبايل إستخراجهم مصطلخات أخرى ك مصطلح "الصانع" وهم عوائل كريمة عيبهم عند القبائل في ذلك الزمان الفائت بأنهم لم يصبحوا رعاة للأبل والغنم مثلهم بل أصبحوا أصحاب صنعة حرفية!! ولأنهم كذلك قد حكموا عليهم حَسَداً بنفس حكم "العبودية" وهو ان يخاصموهم في الزواج ولا يتزوجون منهم ولايقبلون بتزويجهم وكأنهم أتو بالعار!!
وللمعلومية من يتزوج "عبدة" أو "صانعة" وهو حر تسقط حريته أمام القبائل كلها وحرية أهلة ويصبح وعائلته في حكم المستعبدين!!
ومن
**** بأن لو أراد شخصاً من تلك القبايل الزواج من إحدى الجنسيات العربية الذين يعتاشون من وراء الصناعات الحرفية لا يقع علية ذلك الحكم والسبب بأنها لاتنتمي لقبيلة او بالأصح لأنها أجنبية!!
ف سحقاً لكل تلك العادات والتقاليد..!!