على الإطلاق هو بيت حبيبنا صلى الله عليه وسلم مع أمهات المؤمنين
وانصح حقيقة كل أحد بالتدقيق في تفاصيل معاشرته عليه الصلاة والسلام في بيته وتخريج الفوائد واستنباط فنون المعاملة الزوجية
غير أني اختار منزل الحبيبين ( علي و فاطمة) رضي الله عنهما للعرض ، لزوال العصمة عنهما حتى ما يقول أحد ( محنا معصومين)!!!
وبيت علي وفاطمة رضي الله عنهما من أنجح البيوت على الإطلاق على مستوى التاريخ وليس على بيوت الصحابة فقط في استقراره و سعادته والأهم فيما نتج عن هذا البيت
أتدرون ماذا أنتج؟!!!
ريحانتا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين ( مجاهدين فقيهين ) والمذهل أنهما ( سيدا شباب أهل الجنة)
أترون أعلى من هذه القمة لتكون ( قمة النجاح الزوجي) ؟!!
وبالنظر نرى أن نجاح بيتهما الزوجي انطلق من نجاح كل منهما كأفراد ..قبل الزواج
فاطمة رضي الله عنها -قبل زواجها- ناجحة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، عفيفة، ذات شخصية رقيقة حنونة ولكن قوية ترى أبيها عليه الصلاة والسلام ساجد على ظهره سلا الجزور وزمرة من الكفرة يقهقون ، تحن و تذرف دموعها لكن بقوة المؤمنة تطرح عن ظهره السلا وقيل أقبلت على أؤلئك الرجال الأشداء و أخذت تسبهم عضباً منهم ولم تبال ِ ، وسنرى هذه القوة تظهر بعد زواجها أيضاً رغم أن الحياء يسربل هذه الطاهرة ويكسوها بأعظم درجاته إذ نعرف كيف سنت لنا ( جنازة المرأة) بشكلها الحالي من حيائها .
علي رضي الله عنه - قبل زواجه- شاب صالح فدائي ،تقي متشرب من بيت النبوة كل معاني السمو الإيماني والأخلاقي ، الرحمة مع الشدة والثقة مع الغيرة، مجاهد مقدام حتى قيل أن الباسل في العرب هو " علي" رضي الله عنه ويرون ذلك أرفع من الشجاع ، من كل جانب هو ناجح ، وشخصيته فريدة مرة أخرى أقول على ( مستوى التاريخ) ..
ما رأيكم في هذين الشخصين العظيمين الرائعين الناجحين لو اجتمعا ؟!!!
لحظة قبل الإجابة
*اسمحوا لي أن أقول " نجاح الزوجين كأفراد يؤسس نجاحهما كزوجين لكن لا يضمنه" *
لنتأمل :
لو عاشت هذه الزوجة فاطمة رضي الله عنهما بمعزل عن علي رضي الله عنه ، وعلمت هي وهو وكلّ بطريقته الخاصة دون النظر للآخر في بيتهما الزوجي ،،، صدقوني لما نجحا ..
سر نجاحهما الزوجي رضي الله عنهما و أرضاهما ، في امتزاجهما معاً ، وتكيف كل منهما مع الآخر ، و تشاركهما
في ( الهم ) و ( الهدف) ، لقد امتلأ كل منهما بصاحبه واحتواه فزاد ذلك من قوتهما كفردين وكزوجين
--------------------------------------------------------------------------------
( علي وفاطمة رضي الله عنهما زوجين )
عليٌ رضي الله عنه كشاب قوي باسل لا يظنُّ ظان أنه يرضى أن يغضبَه أحدٌ ما .. لكنه غَضبَ منها رضي الله عنها
فماذا فعلَ ؟!!! ببساطة خرجَ من المنزل تركه لها وفقط، كان بمقدوره كناجحٍ في (القوةِ) أن يضربها أو على الأقل يطردها هي من بيته ، لكنه نجح في الامتزاجِ بزوجته و تقديرها والمحافظة على بيتهِ ناجحاَ، حتى ولو دفعَ ثمناً لذلك أن يبيتَ خارج منزله في المسجدِ مثلاً ، فللهِ ما أعظمك يا أبا تراب ،
وهذا إهداء لكل زوج طرد زوجته في آخر الليل فباتت هي على الأرصفة ولكل من ظن(الرجولة) في تكفيخ الزوجة و إرغامها ويريد بعد ذلك حب واستقرار.. وطولوا بالكم ترا الإهداءات كثيرة اليوم
فاطمة رضي الله عنهما وأرضاها ، نراها زوجة حنونة تغدقُ على هذا الزوج كل معاني العطف والاهتمام والرعاية الشخصية به ، تمسح سيفَه ولا تهاب الدماء، وتنشدُ له الأشعارَ ، وتضمِّد بنفسِها جراحه ، امرأة غارقة في الأنوثة ، بل أقصد الأنوثةُ تغرقُ فيها ، بعكسِ من نرى من المسترجلات الواحدة منهن تصرخ وترغي وتزبد على أقل شيء،،،
ثم رغم شرف حسبها، نراها تخدم بيتها حتى يتأثر جسدها تتكاثر عليها الأعمال فلا تتهرب من تربية أبنائها بالاشتراك مع زوجها فترمي على مسامعهم توجيهاتها الرشيدة و رُوي أنها كانت تنشد لإبنها أبياتاً تذكره فيها بشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم كونه القدوة الأعلى له ،ثم يكمل علي رضي الله عنه هذا العمل التربوي ويأخذهما معه للمسجد ,
فأين التي تتمرد اليوم على العمل في بيتها وتزعم أنها تربي أطفالها وهي ترميهم أمام قنوات الأطفال الفاسدة ليتعلموا أن الساحرة امرأة طيبة وأنها تحي الدجاج وتميته كما في احدِ الأفلام ، فيكبر الواحد منهم لا يعرف طريق المسجد و لايعي له هدفا في هذه الحياة ، وكذلك البنت، ثم تريد البر منهم ...
فنون الحياة الزوجية الناجحة في بيت علي و فاطمة رضي الله عنهما كإشارات فقط أقول:
- الغيرة الصادقة العذبة المنزهة عن "الشك" بينهما وفنون إظهار هذه الغيرة للطرف الآخر ، بالنظرة و الحركة ، وما أجمل الأبيات التي أنشدها علي رضي الله عنه في بيان غيرته من سواك فاطمة الذي يشاركه إياها ، وهنا أيضاً إهداء لكل من يكل مشاوير زوجته للسائق و يتركه يختلي بها دون أدنى غيرة أو يسمح لها أن تظهر زينتها بلثام فاضح وعطر فواح وكأنه يستعرض بها عياذا بالله....
- مراعاة الحالة المادية للزوج ، نعرف أن علي رضي الله عنه لم يكن معه شيء عند خطبته لفاطمة، لا راتب عالي ولا قصر مجهز اللهم إلا درعه ، تستطيعون أن تتصوروا الحالة المادية الضعيفة لهذا البيت الناجح، فلم تكلفه رضي الله عنها بأن يجلب لها العبيد والجواري أقصد الخدم بل عندما احتاجت لجأت لأبيها، مراعاة لزوجها،هنا إهداء لتلك التي تطلب وتطلب مالا يحتاج إليه وكأن زوجها بنك فيه كل أموال الدنيا ، لا ترضى بالقليل الطيب المبارك فواحد من اثنين إما أن يستجيب الزوج ويستدين فتريق ماء وجهه أمام الناس فتعيش هي في رضا و يتمرغ هو في القلق والضيق (وسبحان الله أي راحة تجدها وزوجها مكروب ) وإما أن يتركها وطلباتها الفائقة وهذا ما أشجع عليه .
- رغم ضعف الحالة المادية لا يغفل هذه الزوج الناجح علي رضي الله عنه عن أهمية إسعاد زوجته بالمشتروات ، فنراه يجمع في خفية وسعادة الدرهم على الدرهم والدينار على الآخر .. ثم ماذا ؟!! هل اشترى له طعاما طالما اشتهاه أو شيء يركبه يحتاج إليه ؟!! لا ليس هذا شأن الزوج المرهف المحب بل اشترى به قطعة ذهب ،وقدمها هدية لزوجته بلا مناسبة غير أني "أحبك" ونرى شدة أثر هذه الهدية على نفس فاطمة رضي الله عنها حتى أخذتها لرسول الله عليه الصلاة والسلام وأخذت تردد " هذه هدية من أبي الحسن" وصدى هذه الكلمات كأنها تقول " كم هو يحبني ويتهم بي وكم أنا فرحة به"
إهداء لكل أزواج و زوجات اليوم ،
- على رأس كل ما سبق و دعامة هذا الزواج الناجح هو اتحاد الهدف ووضوحه لا شيء غير رضا الله عز وجل ونصرة هذا الدين والعمل له ، هو بجاهده و فقهه و هي بدعمها له و إعداد الأبطال ، تفقهها و نشرها لتعاليم دينها ، لا شيء في نظرهما يستحق التوقف في هذه الدنيا لأنها "جسر عن قريب ينتهي" غرضنا منه"عبادة الله عز وجل" فنراهما على فراشهما يسبحان الله ويكبرانه ويهللانه معاً ...
بكل هذه المعاني -وغيرها- المذهلة الناجحة بمعنى الكلمة استطاع الزوجان علي و فاطمة رضي الله عنهما أن
ينقلا بيتهما إلى ( الفردوس) بل والتميز حتى في الفردوس
فهي سيدة نساء أهل الجنة
و زوجها مبشر بالجنة معها
و ابناهما سيدا شباب أهل الجنة
((( اللهم ارض عنهم وأرضهم وصلي وسلم عليهم ، واجمعنا بهم )))
فهل يكون هذا البيت مثالا تسير عليه بيوت الأسر المسلمة اليوم؟!
أختكم ،،،
منقول لاهميتة