بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعون الله نبدأ
تعريف السعادة الزوجية:
هي فن إدخال السرور على الآخر
أو اجتهاد الزوجين في إرضاء كل
طرف للآخر دون معصية لله تعالى
أو الوصول لرضى الله تعالى ، و منه الحرص على إرضاء كل طرف للآخر.
***
البحث عن السعادة :
و السعادة الزوجية الحقيقية هي التي يبحث عنها الجميع
فهي كاللؤلوة تحتاج للغوص والاجتهاد للوصول إليها
فالكل يجرى ورائها ويلهث خفها و يبحث عنها ،
ولكن بعضهم لا يفيق ولا يعرف حقيقتها إلا بعد ضياع العمر و
فبعض الأزواج يلهث خلف سراب المال والغنى أو الجمال والمفاتن و المظاهر
أو المغامرة والسياحة ، أو المناصب والقوة ،
في النهاية يتأكد الجميع أن السعادة
في القرب من الله تعالى بالطاعات ،
والحرص على فعل الأعمال التي تزيد الإيمان وتسهل
الوصول للجنات مع الاجتهاد في البعد عن المعاصي و وتجنب الآثام و المنكرات .
أما من وقع في شئ منها وقت الغفلة فعليه
بالمبادرة إلى التوبة والندم والاقلاع عن الذنب ، والمسارعة إلى الاستغفار.
أو السعادة الحقيقية هي في الإيمان والعمل الصالح :
فالسعادة دين يتبعه عمل، و الله تعالى في كتابه الكريم
لم يقرن الحياة السعيدة بالمال،
ولا بالسلطة والجاه ولا بكثرة الأولاد.
فالحياة السعيدة مع طاعة الله، مضمونة لمن يعمل الصالحات،
و نصوص القرآن الكريم وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم
تنص نصاً صريحاً على الحياة الطيبة للمتقين،
على طمأنينة القلب لمن كان من الذاكرين (
الَّذِينَ ءامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ٱاللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ ٱاللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ ٱ
الَّذِينَ امَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَـئَابٍ [الرعد:28، 29].
***
إن فقدان السعادة من قلب المرء،
يعني هجوم القلق والاضطراب النفسي في شخصه،
فتجتمع عليه الهموم الأحزان، إضافة إلى الأرق والسهر .
فالسعادة أيها الأخوة الكرام غاية ينشدها كل البشر،
من المثقف و المتعلم والعالم ، إلى العامي في البسيط في تصرفاته ،
ومن السلطان في قصره المشيد، إلى الصعلوك في كوخه الصغير .
ينشدها الرجال والنساء ، ينشدها الأزواج والزوجات ،
فكيف يمكن الوصول إليها؟
كيف يمكن الوصول لحقيقة السعادة :
فكل إنسان لا يتمكن من معرفة معنى السعادة الكاملة
ولا كيفية الوصول إليها ، إلا بطرق منها القراءة النافعة
أو حضور مجالس العلم ، أو الاستفادة بخبرات العلماء الناصحين ،
أو الجلساء الصالحين .
و أما من يلجأ لغير ذلك تجده يتخبط ولا يصل للمطلوب إلا بعد فوات الآوان.
وإليكم التفاصيل عن أصناف الناس في البحث عن السعادة :
وبيان هل السعادة في المال أو الجمال أو في المنصب والجاه
أو الصحة والعافية والقوة، أو في الشهرة أو في ماذا ؟
أصناف الناس في البحث عن السعادة :
الصنف الأول :
فمن الأزواج من يرى أن السعادة في حصوله على المال
الوفير والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، والخيل المسومة والأنعام والحرث،
ويظن أن بواسطته يستطيع أن يحقق كل أحلامه ،
من زوجة جميلة وسيارة فارهة وعمارة عالية أو سكن واسع فسيح مريح.
ولا مانع من محاولة تحقيق ذلك مادام لا يغضب الله تعالى.
وقد ورد في الأثر( أظنه عن علي بن أبي طالب أن السعادة في أربع:
في زوجة صالحة ومطيعة ، ودابة سريعة ومريحة، وعمل شريف، ومنزل واسع فسيح.
و غالبية من يصل للمال الوفير أو عندما يتحقق له ذلك يجد أن هناك شيئاً
ما يُنغّص عليه حياته :
إما عدم الإنجاب أو قلة التوفيق لزوجة صالحة مخلصة ،
أو الإصابة بمرض عضال لا ينفع فيه مال قارون أو فقدان الأصدقاء،
فهو يشتري بماله الخدم والسكن لكنه لا يوفق لجلساء صالحين
أو أصدقاء ناصحين ممن لا يتمكن من شرائهم بالمال.
أو يصدم إذا أصيب المال فجأة بمصيبة، أو حلت به كارثة،
فينتهى المال ولا ينفعه خصوصا إذا كان من مصادر غير مشروعة،
و ولا ينفعه الندم .
لأنه لم يتكسبه من طريق حلال أو لم يؤد زكاته أو لم يراع منهج الإسلام
المتكامل في المال.
فإذا لم يسر الزوجين بمنهج الإسلام في المال نجد
أن الزوجة قد تدفع الزوج للوصول للمال من أي طريق،
ولا يفيق إلا بعد وقوع الكارثة ولا تتحقق السعادة .
ثم من رزق المال الوفير قد يطغيه ويجعله يتكبر على عباد الله ،
أو ينسب الفضل في الغني إلى نفسه
مثل قارون الذي ظن أنه هو السعيد وحده،
وكفر نعمة الله، وقد حذره ربه، وأنذره من الكفر بنعم الله ،
فأبى وأصر على تجريد المال من الشكر، والسعي في الأرض فساداً،
فكان الجزاء المر فخسفنا به وبداره الأرض [القصص:81].
وإن الله جل شأنه لم يعد المتقين بالمال
. وإنما وعد الله جل شأنه الذين يعملون الصالحات بالحياة الطيبة
نعم وعدهم بالحياة الطيبة يقول تعالى:
مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ
أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [النحل:97]،
لم يقل الله جل شأنه من عمل صالحاً لنعطيه مالاً لأن المال قد لا يسعده بل قد يشقيه.
فالسعادة إذن ليست في المال وحده.
الصنف الثاني :
وهناك من يرى أن السعادة في أن يحب ويعشق فتاة جميلة
دون الاهتمام بالأخلاق والقيم والفضائل ، وتكتمل سعادته إذا جمعهم
القدر تحت سقف واحد فإذا حصل الزواج عاشوا في الشهور الأولى حياة
سعيدة ولكنها سعادة مزيفة أو مؤقتة .
لأنه لم يحسن الاختيار ، فالجمال وحده لا يكفي
للوصول للسعادة الزوجية، لأن الباحث عنه سيستمر في البحث
عنه مع غير زوجته، ثم الجمال قد يزول أو يتغير مع حمل المرأة
وولادتها وتغيرها ورؤيتها في كافة الأحوال ، أو مع كبر السن،
فسرعان ما تحدث الخلافات بينهما فتصبح حياتهما شبه جحيم،
لكثرة طلبات الزوجة الجميلة أو المرفهة، لأن جمال المرأة
قد يطغيها أو يصبها بالتكبر على زوجها .
فيكره الزوج جمالها ويتمنى أن يتزوج بامرأة أخرى
أقل جمالا لكن أحسن أخلاقا.
فهنا يندم على سوء الاختيار من البداية .
فمن يريد السعادة الزوجية فلا بد أن يقدم العقل على العاطفة ،
ويفهم أن هذه العلاقة ليست متعة وقتية بل هي الإشتراك في تحمل المسؤولية
وتأسيس كيان قوي يكون لبنة قوية متماسكة لأسرة
فتية تنجب الأطفال وتربي الأجيال الصالحة
إذن .. السعادة الحقيقية ليست بالمال ولا بالزواج
المتسرع المقصود منه الحصول على الجمال الفتان أو المتعة السريعة الزائلة .
وللحديث بقية
تم دمج الرد عبر الرسائل الخاصه ... الاداره
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/
size]،
أخوكم المحب الناصح همام hamam129