السلام عليكم و رحمة الله
في الثامن عشر من شهر تشرين الاول من العام 2008 ، نحو الساعة الثانية صباحا ... كنا على موعد مع رحيل أسد من أسودنا على أمل اللقاء القريب بإذن الله ..
في هذا اليوم الذي كان يشكل حلقة إضافية من حلقات الجهاد المقدس ضد الظلم و الطغيان العالمي ، ضد أعداء الله و رسوله .. كان لا بد لنا من دفع قسط إضافي من ثمن الحرية و عزة المسلم ..
ذلك اليوم الذي كان يفصلنا به أيام قلائل على مرور ستة أعوام على رحيل من سطر ببندقيته ملاحم البطولة .. انه شقيقي الحبيب الراحل إلى رحمة الله في سبيل الله إن شاء الله ... الشهيد بإذن الله أحمد ... والذي قال في يوم من الأيام عندما كان أنس يبلغ 13 عاما و علمه على البندقية ... الان استطيع أن أرحل و انا مطمئن أن هناك من سيحمل الراية بعدي .......
و الذي لم يكن يفصلنا سوى 3 شهور و بضعة أيام عن مرور 6 سنوات على رحيل الام الغالية سعاد برصاصة في القلب أطلقها عليها الصهاينة بعد مطاردة بالطائرات و على نفس الدرب التي رحل لأجلها أحمد .. و كتبت بدمائها ألحان العزة و الكرامة و القوة والإيمان أن للموت طعم يمكننا أن نختاره بيدنا ليكون الطريق للقاء بالاحبة في سبيل الله ...
و على نفس المذبح .. مذبح الحرية كان مع الام الحبيبة سعاد .. رحيل عبد الله أسيرا بعد إصابته برصاص الصهاينة لمدة 45 شهرا قضاها ساعة بساعة و لحظة بلحظة لا تفارق عيناه مشاهد قتل امه أمام عينيه ... و رفيقه أيمن بعد ذلك بدقائق رحمه الله .. ليتساءل ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما ....... و لكن الله قد أختار له البقاء على هذه الارض ليبقى يعطينا الدرس تلو الدرس
ليمضي على ذات الشوكة ,,, البطل الأسد ... أنس فك الله أسره ....
صاحب الطلة البهية ... و القوة و الخشونة ... و صاحب الصوت الخطابي الرائع .. من هز بخطاباته عروش الظالمين على صغر سنه ........ و اشرق بطلته على كل زقاق بلدته الجميلة و القديمة ......
بعد نحو 8 شهور من الاسر في قلاع الحرية ...
علمنا فيها معاني الصبر و الثبات على الحق ... و الجرأة ...
غدا بإذن الله محكمته الظالمة لدى الاحتلال الصهيوني و المتوقع بإذن الله ان لا تزيد مدة حكمه عن عام و ذلك بفضل الله أولا و ثم بفضل ثباته في جلسات التحقيق أمام صعوبة التهم التي وجهت له .......
على ظلمة و حلكة الوضع لدينا الان .........
أتوجه لكم بعد الله ... طالبا منكم الدعاء لرب المستضعفين .. رب سيدنا يوسف عليه السلام ... من اطلقه من سجنه أن يطلق أخي أنس من سجنه مستذكرين أكثر من 11000 أسير فلسطيني و عربي و مسلم يقبعون في سجون الاحتلال إضافة لمن في العراق و افغان استان ...
لا تنسوهم من دعائكم