بالطبع يرغب الكثير من الشباب بالزواج من الزوجة الموظفة ، وفي المقابل يتهرب الكثير من الشباب من الزواج بالزوجة الموظفة ، ولكل من الفريقين أسبابه ، وتوجهاته ، وأفكاره تجاه هذه المسألة .
فالزوجة حرية الاختيار ، وللزوج حرية الاختيار .
بعد هذا التمهيد أود شد العزم لدخول إلى منطقة وعره .. بسم الله .
أنا الآن وصلت إلى منطقة ( راتب الزوجة .. لمن؟ ) ووجدت وللأسف الشديد العديد والعديد من النساء الموظفات حاملات السلاح اللساني ، والقذائف الشتائمية ؛بل قمن بالتعمد على رميها علي ، واستطعت عد تلك القذائف المتساقطة علي وهي ثلاث قذائف :
الأولى : أصلاً من سمح لك بالحديث في هذا الموضوع؟.
الثانية : راتبي وأنا حرة ، ولم يتبقى إلى رجل يريد أن يتحكم في مالي ، وكدي ، وتعبي!!.
الثالثة : تبغى تآكل حقي في راتبي ، وتخدعني بكلمتين ، وبعدين تقولي بعدين!!.
بالطبع ؛ كان لابد من التهدئة ، وإعلان الصلح بين الطرفين لأنه في الحقيقة لا توجد مشكلة في الأساس .
فتلك النساء يعتقدن بأن الزوج يريد شفط وسحب رواتبهن ؛ في حين تناسين أو تغافلن عن الآتي :
1) أن الزوج هو المسؤول الأول عن الزواج ؛ فهو من يدفع تكاليف الزواج والمهر وغيرها من التكاليف كاملة مكملة بدون أي نقصان إلا ما كان في قلبها رحمة وشفقة فخففت عليه بعض الشيء.
المهم ؛ أن الزوجة لم تدفع ولو ريالاً واحداً على الإطلاق.
لا أريد أن أُقِرَ هذا الأمر أو أرفضه ؛فكما أن الزوج يحرص على الزواج أيضاً الزوجة عليها أن تحرص على الزواج ؛فهل نحن أحسن من الزوجة المصرية مثلاً : حيث جرت العادة على أن الزوجة هي من تدفع جميع مصاريف الأدوات التي تخص المطبخ ، بل وحتى الزوجة السورية تتكفل في العديد من أثاث المنزل ؛بل كلا الزوجتين المصرية والسورية تقتطعان جزءً من المهر لشراء هذه الأغراض المنزلية .
بالطبع ؛ الزواج شراكة بل شركة مكونة من طرفين زوج وزوجة ؛وماذا نقول عن شريك لم يدفع ولو هللة واحدة في شركة هو المؤسس الثاني فيها؟
المهم ؛ أن الرسالة وصلت ، وأن الزوج ليس (طماع) في راتب الزوجة كما تقول الكثير من النساء الموظفات ؛لأن الطمع لا يدفع إلى إنفاق نفقات بالآلاف على مشروع ما ؛بل الطمع يدعوا إلى الاقتصاد قدر الإمكان ؛فأين الطمع من زوج يدفع قرابة 80.000 أو 100.000 في مشروع واحد ، يقام على ظهره ، ويربط بعاتقه؟!!.
لتحمد الله من استمتعت بكامل مهرها ، وجلست على أفخر أثاثها ، واستخدمت أرقى الأدوات المنزلية كل هذه الأشياء كانت من راتب زوجها وليس لها أية منة أو فضل؟!!.
2) بعد الزواج هل تغير الأمر يعني هل تأخر الزوج المسكين في شراء المستلزمات ، والمتطلبات المنزلية الأساسية ؛ لنأخذ هذا المثال :
زوج يملك راتباً مكوناً من (3000) ريال . إلى أين يذهب؟.
في الغالب : (1000) أجار شقة ، و (1000) طلبات منزل على أقل الأحوال ، (1000) وقود للسيارة وكماليات شخصية ومستلزمات العمل والأبناء.
أين تلك التي تقول : زوجي يريد شفط راتبي؟
لنرى من شفط الآخر ؛هذه صفحت راتب الزوج أمامكِ فأخبرينا عن صفحت راتبكِ وكم شفط منها الزوج على حد تعبيرك؟
في الغالب : (50%) من الراتب أدوات تجميل ، وملابس ، وموضة ، و(20%) كماليات شخصية وأشياء تافهة مصيرها القمامة أعزكم الله و(20) ربما تعطى للأبوين أو أحد الأخوة أو غيرهما .
كم تبقى (10%) هذه هي مربط الفرس ؛يعني ربما تمنح للزوج ؛لكن بالتأكيد أنه لن يسلم من المنة والتذكير بها إلا ما رحم ربي.
قارنوا بين الصفحتين لكلا الراتبين هل هناك تشابه ؟.
هل يشفط الزوج راتب الزوجة؟.
أم هل يشفط البيت والزوجة والأبناء راتب الزوج؟.
3) عند الكوارث والملمات سواءً دين أو ضائقة مالية حلت بالزوج هل تسرع الزوجة إلى خلع المجوهرات والحلي فضلاً عن إقراضه من راتبها أم أنه يترك في نارٍ تلظى ، لا يصلاها إلا هذا الزوج المسكين .
في حين أن أية كارثة أو ضائقة قد تحل بأحد أخوتها أو أقربائها ؛ تسرع إلى الصرافة ، وتبيع كل جوهرة في سبيل إنقاذ أخيها أو قريبها ، والزوج ينظر ويكتم ، ويشاهد ولا يسأل ، ويشتهي ولا يطلب.
بالطبع ؛ لا أقول بأنه ليس هناك من الفتيات السعوديات من أوقفت زوجها على قدميه ، بل من سلكت له الطريق ، وأزالت الشوك عنه بكل ما تملكه من قوة مالية ،وقوة صبرية ،وقوة خلقية.
- منهن من باعت خاتمها الذي لا تملك سواه لمساعدة زوجها .
- ومنهن من أسرعت إلى البنوك قبل أن تغلق حتى لا يغلق على زوجها السجون ؛فأخذت أعلى قرض وأنقذت زوجها من القيد الحديدي ، والشبك المظلم .
- بل ؛منهن من ساهمت في مصاريف الزواج .
وإليكم هذه القصة التي حدثت في منطقتي التي أسكن بها :
أخبرت إحدى الأمهات جارتها بأن لديها ابنة موظفة وتطمح إلى تزويجها بولد هذه الأم الذي يعمل إماماً في أحد المساجد.
فأخبرت الأم أبنها الإمام بأن القوم قد أبدوا رغبتهم به وأن تدينه هو هدفهم المنشود ، وأنهم لا يريدون أي شي من التكاليف والأمور التي يتطلبها الزواج.
وفعلاً تقدم الإمام وطرق باب والد الزوجة ؛فلم يتقبله والد الزوجة ، وجعل له حيلة لتنفيره حيث طلب منه مهراً قدره (30.000) ريال ،متى ما أحضرها الإمام كتب العقد.
فرجع الإمام حزيناً إلى أمه وأخبرها بأن الزواج شبه مستحيل ، وأنه لن يستطيع دفع المبلغ إطلاقاً ؛بل إنه أيضاً لا يستطيع أخذ قرض لأنه لن يستطيع تسديده وأيضاً لن يستطيع تغطية النفقات الزوجية بعد الزواج ؛فماذا تتوقع من راتب لا يتجاوز (1500) ريال .
أيكفي لإيجار شقة؟ ، أم مهر؟ ، أم مصاريف؟ .. إلخ.
المهم أنه في أحد الأيام وبينما الإمام في سكون المسجد وحيداً ؛دخل عليه رجل ، وألقى عليه السلام ، وقال هذا الظرف لك ، وطُلِبَ مني تسليمه إليك ، فهل استلمت الأمانة؟
رد الإمام : نعم ؛ استلمت .
فتح الإمام الظرف وإذا به مبلغ (30.000) ، ورسالة من الزوجة الموظفة التي تقدم إليها تقول في هذه الرسالة :
فلان ... السلام عليكم .. هذا المبلغ هدية بسيطة هو مهرك لي ... أو إن شئت فقل سلف ودين تستطيع تسديده في أي وقت ... أنتظر قدومك إلى أبي .....
انتهت الرسالة ؛بل انتهت هذه القصة التي حدثت في هذا العصر ؛بل إن مثل هذه القصص تقول للقلب بأن هناك خير ما زال في المجتمع ، وبأن الرحمة ما زالت موجود في قلوب العباد .
ولنرحل إلى عصر النبوة ، ونتذكر أعظم من هذه القصة ؛ أنسينا الصحابية وأم المؤمنين وزوجة رسول الله خديجة رضي الله عنها ، فكما تعلمون أنها كانت تاجرة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل عندها ، إلى أن تزوجها ؛ ولا أكاد أحصي خلال قرائتي في السنة النبوية كم كان يكن النبي لزوجته خديجة من الحب العظيم حتى بعد وفاتها رضي الله عنها بسنين طويلة ؛ بل كان يذكر مسألة مساعدتها له بالمال فكان يقول : ( قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني من مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء) [رواه الإمام أحمد].
ولما فرضت قريش على المسلمين الحصار في شعب أبي طالب دخلت معهم، فذاقت ويلات الجوع والحرمان وهي السيدة الثرية الغنية، بل كانت تبعث بمالها سراً إلى ابن أخيها حكيم بن حزام بن خويلد ـ رضي الله عنه ـ ليشتري الطعام للمحاصرين ويرسله إليهم في جنح الظلام.
وقد تساور بعض النساء الشكوك في أن يجحد الزوج ما أنفقته زوجته عليه ، وما جاد به كرمها ؛فأقول : هل أردت من عطائك الأجر من الله أم من الزوج؟ أعلمي أيتها الزوجة الكريمة بأن الخير لابد من أن تنالي ثوابه في الآخرة ، ويصرف الله عنك بسببه من البلاء في الدنيا.
لا تفكري في الجزاء من البشر ، ولا تنتظري الثناء من أحد ، وأقتدي بخديجة أم المؤمنين رضي الله عنها ، وكوني كاتمة لكل ما تعطينه لزوجك فلا تخبرين أيَّن كائناً ما كان بأنك تجودين على زوجك من مالك ؛لأن الكلام لابد وأن يصل إليه .
ومما اعتادت عليه النفس الكريمة رفض المنة وأن يتحدث شخص آخر بأن له فضل عليها إلا المولى الكريم عز وجل .
لذا؛ ضعي أمام الكلام والإخبار في ما تعطينه لزوجكِ خطاً أحمر أمام لسانك ولا تسمحين له بتجاوزه إطلاقاً.
في الختام : لا نريد أن نكون مثل حال أولائك القوم في الغرب ؛حيث ترفع الزوجة على زوجها قضية في المحكمة بحجة أنه لم يوفر لها صابون الغسيل!!.
وكذلك .. لا أريد أن أسمع عندنا بحالات طلاق بسبب (الصرافة) المشؤومة في كثير من الأحيان ؛فأحد الأزواج طلق زوجته عند جهاز الصراف بحجة أنه امتنعت عن إعطائه صرافتها لكي يسحب النقود ، وكانت كارثة الطلاق هي من سحبها الزوج لزوجته التي بخلت عن مبلغ زهيد جيداً يسد به بعض حاجته ، ويفسح الطريق أمام العجلة الزوجية لكي تسير.
انتشرت في الآاونة الأخيرة مشاكل الزوجين و طلاقهما من بعض بسبب شي تافه ولا يستاهل وهو راتب زوجته أمعقول أن يفكر أغلب الرجال بهذا الأمر ويوصل بينهما للإنفصال طبعاً قرأت الموضوع هذا وأعجبني جداً ونقلته لكم وقلت للطرح و الإستفادة والنقاش عليه و أخذ أرائكم من إذن إدراة المنتدى وشاكرين لكم ,,,,