بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه من والاه.
لمحة من جمال اللغة العربية
إبحثوا في القواميس العربية معنى هذه الكلمات (الخضوع الخشوع الخنوع الركوع) وستجدون فروقاً لطيفة ,ولماذا اختص الله الصلاة بالخشوع ومعناه تذلل البدن والصوت والبصر بدون تكلف.
و الخضوع يغلب في البدن وبتكلف ونلاحظ فرق الخشوع والخضوع بأن الأول بالصوت والآخر بالقول
الخضوع بالقول ورد النهي عنه بنص القرآن ووضع لنا معادلة تربوية للمجتمع من أربعة أركان.
ركنين ظاهرين وهما المرأة الخاضعة بالقول والثاني الذي في نفسه مرض
والركنين غير الظاهرين هما المرأة غير الخاضعة والرجل الذي ليس في قلبه مرض.
ومفهوم الخضوع بالقول والله أعلم هو ما يصدر من المرأة من كلام يعطي من حولها من الرجال أو من تحدثه منهم فكرة بأنه لا ترفض تماديه معها بالكلام وأنه مسموح له عندها بتجاوز الحدود بينهما.
ومفهوم طمع الذي في قلبه مرض هو استغلال هذا السماح بما يزين له إبليس الرجيم من رغبة في التواصل المحرم معها.
إذاً الخضوع بالقول ليس هو الخشوع بالصوت فنعومة الصوت وحلاوته وطفولته من المرأة التي لا تخضع بالقول لا يعطي مجالا للذي في قلبه مرض بأن يطمع. وكذللك فالخضوع بالقول من المرأة مع الرجل الذي ليس في قلبه مرض لا ينفع.
فالمرأة التي لا تخضع بالقول حصنت نفسها بالإيمان وتكلمت مع الرجل بحاجتها دون أن تجعل له منها ما يفتح عليها هذا الباب وكذلك الذي ليس في قلبه مرض فقد حمى بنفسه بعد الله بالإيمان فلم يغريه خضوعها بالقول.
وهنا نعلم بأن الحساب بالحسنة والسيئة مربوط بنية وفعل كل أحدٍ وليس هناك مجال بأن يقال أغواني فلان حتى إبليس فإنه يصرخ مع من أضلهم معه في جهنم بأن حدد ذنبه بكلمة (دعوتكم ) وأن ذنبهم مربوط بكلمة(استجبتم لي ) فيقوله تعالى حكاية ً عن إبليس الرجيم ﴿ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ)
[سورة إبراهيم – الآية 22].
ومفهوم من الآية بأن إبليس لا يملك السيطرة على القلوب فالله وحده هو المالك لذلك ولكن إبليس يدعو والخاضعة بالقول ومن في في قلبه مرض يستجيبان.
يتبع الخضوع بالقول كل ما يقوم مقامه في تقنيات هذا العصر من وسائل تواصل ونت ومنها الرموز التي تعبر بشكلها عن عدة كلمات.
و نحذر من شياطين الإنس فهم أشد علينا من شياطين الجن فشياطين الجن تطردهم الآيات والبسملة والاستعاذة والذكر وهؤلاء لا تطردهم فهم قد استجابوا لإبليس ويريدون أن نستجيب له مثلهم.
فأساليبهم كثيرة وتبدأ بإشباع الفضول بكلمة جرب لن تخسر شيئاً وإذا لم يعجبك فدعه فلنجاهد أنفسنا فالأجر بحجم جهاد النفس فصعوبة التواصل قبل التقنية جهادها ليس كجهاد سهولة التواصل مع هذه التقنيات الحديثة
وختاماً نرى بكل وضوح بأن من خلق الإنسان وشرع له هذاالدين هو الخبير العليم بأنه مهما تغيرت الظروف والأدوات والتقنيات فيبقى المخلوق هو الذي له إرادة الخير والشر ويحاسب على ما يختار.
نسأل الله العلي القدير أن يعصمك ويعصمني وكل مسلم من كل شر وشرك.