وهل يخفى القمر ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولعظماء المتزوجين والقصاصين نصيب في مذكرتي
اليوم : الأربعاء ، التاريخ ... / 6 / 1421 هجرية
زوجان سعيدان وصديقي القصاص
كنت يوما وفي ليلة قمراء أجالس أنيسا لي من أفضل من عاشرت تحت أديم السماء ،
وكان من بعض ما تفوه به لساني العجول الطبول أن قلت :
ما أجمل القمر ، ليتني أراه كل يوم .. منظره جميل جميل .. ليت الليل طويل طويل ..
فقال لي أبو الدرر والحكم :
وهل يخفى في حياة أحدنا القمر ؟ .. قلت نعم يا أبا عمر .. تراه يختفي ويضمحل بعد أن كبر وظهر ..
فقال : أعرف شخصا لا يخفى في حياته القمر ، وفي بعض الأيام يأنس بقمرين بدلا من قمر ..
فقلت له : ليتك تخبرني كيف ..
قال أنا أخبرك ..
أعرف شخصا ولن أسميه لك ، يقول : رزقني الله بزوجة لم تكن جميلة ولم تكن توصم بالقبيحة ، عوان بين ذلك لا إلى
هؤلاء و لا إلى هؤلاء ، لكنني صنعت منها أجمل الجميلات وصنعت مني أسعد السعداء ..
يقول : مما جعلها تسعدني أنني كنت لا أفتر من الثناء عليها وسوق جميل الكلام إليها ، كانت إذا
طبخت أثنيت ، وإذا غسلت أطريت ، وإذا غابت أهديت ، وإذا مرضت أشفقت وحنيت ، وإضا ضحكت دنيت فروت وأرويت!،
قد كنت أحسسها بجمالها المتواضع فتظن أنها أجمل الجميلات ، وأراها قمرا لا يغيب وإن غاب صاحبنا ذاك " وأشار للقمر " ،
يقول : كنت إذا طلع القمر بدرا وكان في أشد إضائته والكل يراه أقول لها : ما شاء الله لدينا اليوم قمران ،
فتتلعثم ولا تعرف أن ترد ببنت شفه ، لا ترى إلا حمر الخدود ، لونا إسأل عنه أهل الورود.
لكنها في آخر حياتها أسكتتني رحمها الله ، فيوم أن أعدت عليها نفس العبارة " ما شاء الله لدينا اليوم قمران "
قالت : وهل كان يكون للقمر نور لولا أنه يتعرض لنور شمسك التي لم تغب منذ أن عرفتك ، فابتسمت وابتسمت .
ورأيت عينيه قد ابتلت بالدمع ولسان حاله يقول لها وقد رحلت :
"غبت عن شمسي فلم أعد أرى قمرا إلا بعض أيام في الشهر."
ثم قال : صدقني يا بني .. المرأة بمثل ما تعطيها تمنحك .
وإن أحست أنها ملكة عندك جعلتك تستعبدها ، فتكن أنت بسعادتك الملك الذي ذاق صنوف الملذات والطيبات .
قلت لصديقي :أين تجد هذه الأيام من يحدثك بمثل هذه الأسرار ؟
قال لي : مت بغيضك ، لن أخبرك من هو ولو اجتهدت .
قلت: حسنا يا قصاص القصص .
00000000000000000000000000000000000000000000000
إلى صفحة أقدم وأقبح من تلك
اليوم : الجمعة ، السنة : 1417 هجرية
قبل قبل يوم أمس ، في يوم الثلاثاء كان معلم الدين يربينا كيف كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته.
أحد زملائي في الفصل قال للمعلم : هل تعلم أن هناك أناسا يا أستاذ يقولون عند ذكر المرأة : أكرمك الله .
وقال آخر : هل تعلم أستاذي
أن بعض الناس لا يأخذ امرأته بجانبه في سيارته ويركبها في الخلف ولو كان وحده.
في صبح اليوم التالي " يوم الأربعاء " أفرد أستاذنا كلمة توجيهية بشأن هذا الموضوع في إذاعة المدرسة.
00000000000000000000000000000000000000000000000
كانت هذه من مذكراتي القديمة التي تكاد أن تهمد ، وفيها من الأسلوب الركيك ما يناسب عمري آنذاك ،
يوم أن راجعتها وجدت :
1- أن من يصنع خلق المرأة في بيتها هو زوجها .
2- أن لطيب المعشر وحسن الثناء أثر في سعادة اللأزواج.
3- أنه ما زالت في بعض مجتمعاتنا بعض الجاهلية التي قضى عليها الإسلام من قديم .
4- أن علاج هذا الجهل توعية جيل جديد ينشأ على أخلاق الإسلام في التعامل مع الزوجات " كما فعل أستاذي "
5 - أـني قد تحاملت على صديقي بوصفه " بالقصاص " وأظني كنت أقصد حينها " انها قصة مختلقة "،
وقد اعتذرت منه ، وطلب مني أن لا أمحوها من مذكرتي .
بارك الله فيكم وأسعدكم.
__________________
رب اغفرلي ولوالدي
سبحان الله بحمده
سبحان الله العظيم
عزيزي القارئ : إن كل ما أكتبه ليس لي فيه أدنى فضل .. بل الفضل لله
ثم لوالدي وأناس قد قرأت لهم أو تحدثت إليهم .. من أجل هذا ليس لك أن
تستأذنني في نقل ماتراه مناسبا وصالحا للنقل إلى أي منتدى وأي مكان
ومن غير أن تشير حتى إلى إسمي .. لكنني أتبرأ إلى الله إن كان فيما نقلت
أي زلل مني لم أدركه والله يغفر لنا ولك.