[فروق جسمانية وبيولوجية
خلق الله في الرجل والأنثى فروقاً من الناحية البيولوجية والجسمانية لحكمة اقتضاها , فمن هذه الأمثلة الاختلاف البيولوجي والجسماني لكل من الرجل والمرأة , ولكي ندلل على ذلك , فإنناا نستعرض أمثلة من هذه الفروق .
•
• اختلاف الدماغ :
في مقدمة كتابهما (( جنس الدماغ )) يقول كلاً من الكاتبين آن موير (Moir ) وديفيد جيسيل (Jessel ) (( الرجال مختلفون عن النساء , وهم لا يتساوون إلا في عضويتهم المشتركة في الجنسين البشري , والادعاء بأنهم متماثلون في القدرات والمهارات أو السلوك يعني أننا نقوم ببناء مجتمع يرتكز على كذبة بيولوجية وعملية ))
ويقولان في المقدمة نفسها : (( ولقد شهدت السنوات العشرة الأخيرة زيادة هائلة في البحث العلمي لمعرفة الأسباب التي تكمن وراء اختلاف الجنسين , فخرج الأطباء والعلماء وعلماء النفس والاجتماع من عملهم , الذي تم بشكل مستقل , بمجموعة من النتائج التي لو أخذنا بها جميعاً فإنها تعطينا صورة متجانسة وهي في الوقت ذاته صورة مذهلة من عدم التماثل بين الجنسين ))
(( وأخيراً تم التوصل إلى جواب عن هذا النواح المزعج والمتمثل في (( لماذا لا تستطيع المرأة أن تصبح مثل الرجل ؟ )) ولقد حان الوقت لننسف الأسطورة التي تقول بقابلية تبادل الأدوار بين الرجال والنساء , إذا ما أعطوا فرصاً متساوية لإثبات ذلك , ولكن لأمر ليس كذلك , لأن كل شيء فيهما أبعد ما يكون عن التساوي )) .
• اختلاف الهرمونات :
لدى الرجل هرمونات مختلف عن المرأة , فهرمونات المرأة المعروفة بالأستروجين ( Estrogen ) وبروجسترون ( Progesterone ) , والثاني هو هرمون الحمل , غير هرمونات الرجل المعروفة بالأنروجينات –An ) ( drogens ) , وأهما التستسترون ( Testosterone ) . وهذه الهرمونات مسؤولة عن صفات الرجولة والأنوثة مثل نعومة أو خشونة الصوت وتوزيع الشعر في جسم الإنسان ووجود الدورة الشهرية عند المرأة إلى غير ذلك .
الخلاصة
نستطيع مما تقدم, أن نصل إلى حقيقة لا مراء فيها , وهي أن الله تعالى خلق الجنس البشري من نوعين , يكمل أحدهما الآخر , وأن كلا منهما يتجه في الحياة اتجاها يسير جنباً إلى جنب مع اتجاه الطرف الآخر , ليؤدي كل واحد منها الوظيفة التي تؤهله صفاته للقيام بها نحو المجتمع الإنساني , وليس ما قدمناه تفضيل الرجل على المرأة , بل بيان حقيقة تكوينهما , وتوضيح الاستعدادات البدنية , والعقلية , والنفسية لكل منهما , ولا شك أن رقي الإنسانية الحقيقي لا يكون إلا بتوزيع الأعمال , وملائمة كل جنس للوظيفة التي يقوم بتأديتها في هذه الحياة . فالرجل كما بينا مستعد بطبيعته وقواه الجسمية إلى الزعامة والقيادة , لقدرته على التصرف عند المواقف الحرجة , وعلى الابتكار للخروج من المآزق بسرعة . وأما المرأة , فليس لها هذا الاستعداد في التنفيذ . ولذلك كان الرجل أكثر استعدادا للتشريع والابتداع , والمرأة أكثر استعدادا لتنفيذ . ولما تمتاز به المرأة من الصبر وقوة الوجدان والحنو والشفقة , تستطيع أن تكون أما وممرضة , وسلوة للرجل إذا حلت به النكبات , أو استولت عليه الهموم , فترى المرأة بذلك عونا للرجل , وترى الرجل عونا للمرأة كذلك .
ومزاج المرأة أقرب ما يكون إلى المزاج الانفعالي , ويشتد تأثرها بجمال الأشياء , وتناسبها مع بيئتها , وتقل عنايتها بالأفكار المجردة , وإذا حاولت التعميم والوصول إلى قواعد كلية , فإنها لا تعني بالتحليل والتدقيق والبحث العميق , وهذا هو السبب في أنها تميل إلى التسرع في الحكم والخطأ في التطبيق , كما أن المرأة في الغالب تكره التحليل المنطقي العميق الذي يصل به الرجل إلى القوانين العلمية الصحيحة .
والمرأة كذلك عملية أكثر منها فلسفية , وأما الرجل فيميل إلى النظر والتفلسف والتدبر والتفكير في عواقب الأمور . وإذا رأى خطرا محدقا به تجنبه وهو هادىء الفكر , وربما ضجر وغضب . ولكن المرأة تولول وتصيح , وقد يعتريها اضطراب يعوقها عن التروي والتفكير .
والرجل كذلك ينظر إلى بواطن الأشياء وحقائقها , ولكن المرأة لا تنظر إلا إلى ظواهرها .
ونستطيع أن نقول : إن المرأة تحمل لواء العاطفة , وأن الرجل يحمل لواء العقل : فإذا اجتمع الرجل والمرأة , تمكنا من السير في مضمار الحياة بقدم ثابتة , واستطاعا أن يتعاونا لتذليل عقبات الحياة , ومن هنا تتكون العائلة التي تعد نواة المجتمع , وتعتبر دعامة من دعائمه .
الفشل خوف الرجل الأول والرفض خوف المرأة الأول
يعتقد بعض النفسانيين أن الخوف من الرفض والخوف من الفشل قد يشكلان 80% من نسبة المخاوف كلها عند الناس . وأكثر خوف الرجل من الفشل , ولهذا السبب فإن الرجل يثبت ذاته بالعمل , سواء العمل في كسب رزقه , أو العمل في البيت , أو العمل في الحي , أو العمل للمجتمع .. الرجل يريد أن يكون ناجحاً ويريد أن يشعر بالحاجة إليه . هو يعيش وراء هذا الهدف الرئيسي . إن الرجل عندما يصل إلى مرحلة الفشل الذريع وأن الناس كل الناس , لا تحتاج إليه , فإنه هنا يصاب بالإحباط والاكتئاب والعزلة التامة , بل إن موت الرجل البطيء هو ألا تكون له حاجة , لهذا زوجته , أو في مجتمعه , أو في عمله .. فهدفه الرئيسي النجاح وخوفه الكبير الفشل.
المرأة بالمقابل تخشى الرفض , أي الشعور بأنها مرغوبة ومحبوبة , فهي تثبت ذاتها بعلاقاتها مع الآخرين , وبكسب الحب والرغبة من زوجها , او أسرتها , أو صديقاتها , أو أولادها , المرأة تريد أن تكون مرغوبة , فهي تعيش في حنايا هذا المغهوم , وهي عندما تشعر بأنها مرفوضة تصاب بالقلق أو الاكتئاب أو الغضب الداخلي المكبوت .
إن إدراك هذين المفهومين عند الرجل والمرأة في غاية الأهمية حتى يمكن التعامل معهما وفق المعادلات الصحيحة , فيجب على المرأة أن تشعر زوجها دائما بأهميته والحاجة إليه وأنه ناجح , ويجب إلى الرجل أن يشعر زوجته بأنها مرغب فيها دائما وأن يؤكد وباستمرار حبه لها , وعند كل موقف , إن عدم سد هذه الحاجة لدى الرجال والنساء قد يولد الكثير من المشاكل الأسرية والنفسية .
من الأشياء التي ينبغي الالتفات إليها وفي هذه الدقيقة أن الرجل يصعب عليه أن يستمع للمرأة عندما تكون حزينة أو محبطة لأنه يشعر بالفشل , فالرجل يفهم أن سعادتها دليل نجاحه في إدارة الأسرة , وهذا الشعور مخفي في أعماق الرجل , تقول دوريس وايلدلينج ( Wildling ) في: (( في الأشهر الأخيرة راقبت عدداُ من الرجال يقررون ترك زواجهم ليس بسبب امرأة أخرى , بل لأنهم لم يعد بمقدورهم تحمل سلبية زوجاتهم , وفي كل مرة يعتقد الرجل أن زوجته جيدة وأم مخلصة لكنه لم يعد يتحمل العيش معها )) .
في المقابل , فإن المرأة تشعر بالضيق أكثر عندما تكون حزينة أو محبطة وزوجها- إضافة إلى ذلك- لا يستمع إليها أو قد يغضب منها أو قد يرجع اللوم عليها , وهذه المضاعفات تزيد من المشكلة ولا تنقصها , فالمرأة تزداد حزنا وإحباطاً , والرجل يزداد قلقا لشعوره بالفشل , ويدوران في دائرة مفرغة .
إن المطلوب من الرجل أن يتفهم مشاعر زوجته ويسمح لها بهذا الشعور , ثم يستمع لها حتى تفرغ ما في نفسها من شحنات حزينة وسلبية , والمطلوب من المرأة أن تتفهم شعوره هذا فهو مهتم لسعادتها.
الرجل حلال المشاكل والمرأة الناصحة
الشكوى الأول من النساء على الرجال هي أن الرجل لا يستمع , وإذا استمع فإن كل ما يفعله أن يستمع لمشكلة ثم يبدأ بإملاء الحلول . إن ما تحتاجه المرأة هو التعاطف والاستماع والتفهم إن الرجل يعتقد أنها تريد حلولا , وغم أن المرأة تخبره عشرات المرات أنه لا يستمع فإنه يستمر يفعل نفس الأمر تقديم الحلول .
والشكوى الأولى من الرجال على النساء هي أن المرأة تحاول دائماً تغييره ونصحه وإصلاحه , إن المرأة تعتقد أنها مسؤولة عن حفظه واحتوائه وإرشاده وتطويره , وبذلك يصبح هو محور حياتها , ورغم أن الرجل يخبرها عشرات المرات بأنه لا يحتاج إلى نصائحها إلا أنها تصر تقدم له النصائح , هي تشعر أنها تساعده بينما هو يشعر أنها تحاول التحكم فيه .
هاتان الطريقتان في التعبير واللتان تشكلان مشكلة في العلاقة بين الزوجين , يمكن أن تحل إذا عرفنا أو لا سبب عرض الرجل للحلول دئماً , وسبب محاولة المرأة تغيير الرجل دائماً .
إن معرفة ذلك يرجع إلى معرفة سيكولوجية الرجل وسيكولوجية المرأة . والرجال يجعلون للقوة والثقة والقدرة عالية عندهم . إن شعور الرجل بذاته يكون عن طريق قدرته على بلوغ النتائج , وإن شعوره بالرضا يكون عند بلوغه النجاح والإنجاز . والرجال يحبون تحقيق النجاح والإنجاز بأنفسهم دون مساعدة الآخرين . فهم هذه الدقيقة من سيكولوجية الرجل يسهل على المرأة معرفة السبب في رفضه المساعدة من المرأة , مساعدة الرجل يسهل على المرأة معرفة السبب في رفضه المساعدة من المرأة , مساعدة الرجل بنصيحة لم يطلبها يعني عنده أنك تقتقدين أنه لا يدري ما يفعل أو لا ولا يعرف كيف يتصرف أو أنه لا يستطيع التصرف بنفسه , إن الرجال حساسون جداً تجاه هذه النقطة .
ولآن هذا الأمر حساس لدى الرجل , فإنه لا يتحدث عن مشاكله أو نقصه أو مشاعره السلبية , وإنه ينظر إلى ذلك على أنه ضعف , ومتى ما احتاج النصيحة أو الاستشارة , فإنه يطلبها مع اعتقاده أن طلب الاستشارة في هذا الظرف حكمة , أي يجد التأويل والمبرر العقلي لطلب النصيحة , في هذه الحالة فإنه يبحث عن رجل يحترمه ثم يتكلم عن مشكلته , إن الرجل الحكيم المستشار هنا بالمقابل – كرجل – يعتبر ذلك قوة ومن صميم رجولته إذ الحكمة قمة مطلبه , لذا فهو يقدم الاستشارة فورا فينصح ويصلح ويرشد .
إذا عرفت هذا المعنى فإنه يتبين لك لماذا يسرع الرجل إلى تقديم النصيحة فور تحدث المرأة إليه . إنه يعتبر ذلك قوة , وفي الوقت نفسه مساعدة , ونوع من التعبير عن حبه .
النساء بالمقابل يعطين للاتصال والتعاطف قيمة عالية , فهن يشعرون بذواتهن من خلال عمق اتصالهن بغيرهن . والمرأة ما دامت تحصل على الاهتمام وتبادل الاتصال فهي تشعر بالحب , كما أنها تعبر عن حبها بالتحدث إلى الآخرين . خاصة عن طريق إبداء النصيحة , فالمرأة كلما أحبت أكثر كلما زاد نصحها واهتمامها لمن تحب . معرفة هذا الأمر يساعد الرجل في حل لغز تضايق المرأة عندما تقدم لها الحلول دون أن تستمع إليها , إن تقديم الحلول في كثير من الأحيان يعني للمرأة أن الرجل لا يريد التحدث معها , بل يريد أن ينهي الاتصال بأسرع وقت ممكن .
وهي عندما لا تجد زوجها يستمع إليها فإنها تبحث عمن يستمع إليها , عادة ما يكون جلسات الشاي أو حديث الضحى أو اللقاءات الاجتماعية النسائية , ولو استمر الزوج لا يستمع إليها فإنها قد تستبدله بالصداقات النسائية , مثلا . إذا عرفت ذلك فإنك تعرف سبب استمرار الزوجة في التحدث حتى بعد تقديم الحلول , إنها تنفس عما في نفسها .
المرأة والرجل في وجود الضغوط
واحدة من الفروق التي يجب الانتباه إليها عند الرجل والمرأة , هي طريقة التعامل اليومي مع ضغوط الحياة أو العمل .
عندما يأتي خالد إلى البيت بعد يوم متعب فإنه يود أن يجد مكاناً هادئاً ومريحاً , ويستمع إلى الأخبار أو يقراًُ كتاباً . بينما نورة عندما تعود إلى البيت بعد يوم متعب فإنها تود أن تجد أحداً تتكلم معه وتشتكي إليه . لهذا السبب ( وخاصة إذا كانت المرأة موظفة ) فإن الأمور تتعقد أكثر , لأن الرجل يريد العزلة والهدوء وهي تريد الاهتمام والتحدث النتيجة توتر أكثر محمد هنا يعتقد أن نورة تتحدث كثيرا , بينما نورة تعتقد أنها مُهمَلة . حل هذه الإشكالية يكون بمعرفة سيكولوجية الرجل والمرأة في التعامل مع الضغوط . دعنا نلقي نظرة على ذلك من خلال معرفة المفهوم القادم .