وقفات حياتي .. معه ومع نفسي
باسم الله الرحمن الرحيم .. وبعد
فكرت ان انزل موضوع عن حياتي وتكون عن تجربتي القاسية في الزواج بطريقة اسرد فيها وقفات حياتي القاسية وتكون بشكل عشوائي غير متسلسل لان كل موقف فيه الم وفيه درس لمن يريد ان يعتبر
لكني الان قررت ان اكتب بترتيب
ابدا بنشاتي .. لست من الخليج العربي هذا بين قوسين
اول ما وعيت على الدنيا احسست بقلبي حزين .. شيئا ما يوخز قلبي ويشتت روحي ويفتت مشاعري ..
زوجتان في نفس البيت واطفال كثيرون عددهم 11 بما فيهم انا
وذاك الاب .. ماديا غني جدا ومعنويا ربما يكون افقر رجل في العالم
رجل ذو هيبة ..الجميع يحترمه والجميع يقدره لكن ما يحدث انه يعمل نهارا ومثابرا في عمله وناجحا جدا لكن في المساء يصير انسانا اخر لديه شلة من اصدقاء السوء يذهب اليهم كل مساء ويشرب الخمر حد الثمالة ويرجع للبيت في ساعات متاخرة وطبعا يكون الجميع نائم مرات قد لا نحس برجوعه ولكن الاغلب نستفيق على صراخ امي وعلى صوت المائدة وهي تهوي على الارض و الصحون تتكسر والزجاج يتحط ووووو
زوجة ابي الاولى هي تقريبا من اهله ولها سنين زواج معه قبل امي .. شخصيتها اقوى من شخصية امي وجافة معه وامي مرهفة الاحساس وطيبة القلب وغبية .. كثيرا ما سقط ابي ارضا وهو ثمل الاولى تدخل اولادها غرفتها وتغلق الباب بالمفتاح وامي تذهب لترفعه من على الارض وتدخله الحمام لتنضفه وخصوصا لما يكون يستفرغ اكرمكم الله لا تتركه الا بعد ما تنظفه وتنظف الارض ويكون جزائها منه بعد ذلك الضرب المبرح
وغدا يتكرر ذاك السيناريو لا ابي ياتي للبيت صاح يوما ولا امي تسلم منه
هذا عن الليالي اما في الصباح يستيقظ ذاك الرجل الذي هو والدنا ياخذ دش ويلبس احسن ثياب ويجلس يرتشف فنجان القهوة في الصالون وعلينا نحن الاولاد ان نتقدم اليه الواحد تلو الاخر لنقبله قبلة الصباح ونعانقه عناق الصباح وكاننا اسعد عائلة على وجه المعمورة كلها ويفتح درج مكتبه الذي يغلق عليه بالمفتاح ليجلب الحلوى والشكلاطة ويوزعها علينا جميعا ويخرج من البيت وسعادة العالم كلها مرسومة على وجهه
اما نحن الاطفال مثل الدمى منا الصغير لا يفقه اي شيء ومنا الغبي الذي لا يبالي او ربما يخفي انه يبالي ومنا الكبير الذي يفقه ويعي كل شيء
هذه حياتنا منذ ان تفتحت عيوننا
ابونا ذاك الرجل المتحول .. ترى هل هو انسان حنون بما انه يحن علينا في الصباح .. ام انه وحش مخيف يقيم الفوضى في البيت ليلا و يجعلنا نفزع ونحن في اعمق نومنا ولا يهمه صراخنا وفزعنا .. الحقيقة انه لا يضربنا نحن الاطفال لكنه ياخذنا الى غرفة ويغلق علينا بالمفتاح ليكمل ما بداه من فوضى وعنف وعنده عادة شهيرة انه ينومنا ارضا ويضع فوقنا زربية اقصد السجادة التي تفرش على الارضية
المهم هذه هي طفولتي التي فتحت عيناي عليها صراخ .. بكاء .. خوف وهلع بالليل ورهبة في الصباح ممزوجة بحنان مشوه ومزيف
ابي من حفظة القران كله ويفخر بذلك ويقول بدون ما يخجل اني حفظت الستون حزبا في عمر كذا
وكم من مرة سمعته يرتل القران وهو ثمل
لما بلغت سن السادسة بالضبط جاء ابي في عشية يوم من الايام اخرج الحقائب وملاها بثيابه بدون اي سابق انذار على انه سيرحل يوما ... رايت امي تذهب وتساله اين انت ذاهب قال لها ساترك البيت وورقتا طلاقكما يقصد هي وزوجته الاولى ستصلكما في اقرب اجل امي اخذت تبكي وتتوسل اليه ان يبقى ولا يترك تلك الكومة من الاطفال الكبير كان حينها عمره12 سنة واصغرنا بنت عمرها ثلاثة اشهر
كان هو مصمم قالت له امي ستخسر اولادك وتندم قال لها على مسمعنا لن اندم ابدا
اذكر انه قذف بامي على الارض بعيدا عنه وحمل حقائبه وخرج على مراى منا جميعا وزوجته الاولى كالعادة في غرفتها
و كان الطلاق فعلا رفع دعوتين للقضاء مطالبا بالطلاق متحملا كل نفقات الطلاق تعويض الزوجتين ونفقة الاولاد وتنازل عن البيت لهما
في تلك الفترة بالذات دخلت انا عامي الدراسي الاول وحضر ابي اول يوم دخولي للمدرسة اين التقى بنا وامي تمسك بيدي اقترب مني اراد ان ياخذني ليكلمني اخفتني امي وراءها وطلبت منه الرحيل وعدم اعتراض طريقي مجددا .. وحدث صراع بينهما امام باب المدرسة هو يجذبني من جهة وامي تجذبني من الجهة الثانية ..كادت اشلائي ان تتمزق كل الناس الذين بالقرب منا دخلوا بينهما واقتلعوني من بين ايديهم وادخلوني المدرسة .. كم تالمت حينها وانا الطفلة الخجولة جدا وانا اجد الجميع يلتف حولي حتى امي دخلت للمدرسة وحكت للجميع ان والدنا رمى كومة من اللحم
صرت بطلة الفلم في المدرسة .. صرت بطلة الموسم الدراسي الجديد لتلك المدرسة
كل مدرسي ومدرسات المدرسة حصل لهم شرف التعرف على تلك البطلة الصغيرة وانا في القسم يدق الباب وتدخل معلمة تقول من هي التي والداها المطلقين اثروا ضجة عليها امام بيت المدرسة وكادا ان يقسماها قسمين .. تراني وتتكلم وتتكلم وتتكلم وتذهب ثم يدق الباب وتاتي اخريات ويدق الباب وياتي اخرون
وانا لا انطق بكلمة فقط دموعي التي تكاد تخنقني تخرجني من مازق الاجابة عن اسئلتهم والحمد لله المعلم الذي انتميت لقسمه وضع حدا لمعاناتي وفرض حضر تجول حولي
و تكرر سيناريو اليوم الاول بين والداي طيلة ايام حتى مل ابي
وصرت خجولة اكثر .. لما اخرج من القسم اطاطىء راسي وامشي حتى لا ينتبه لي المعلمين وحتى عاملات النظافة صرن تعرفني وحارس المدرسة ايضا
انكسار عشته لم استطع التخلص منه ابدا تلك السنوات .. كنت احلم باليوم الذي ادخل فيه للمدرسة اول مرة ودون اي سابق انذار صار كابوسا .. صار انكسارا