تقليل الخروج من المنزل :
يكثر بعض الزوجات ـ هداهن الله ـ من الخروج خارج المنزل لوجهات شتى، من زيارات عائلية، أو لصديقات وزميلات، أو لأسواق ونحوها, فيظل الزوج وحيداً بين أربعة حيطان، لا يجد من يهتم به أو يتكلم معه، فربما أغراه الشيطان وأغواه، فبدأ يعبث بسماعة الهاتف بحثاً عن امرأة فارغة مثله، تشبع فضوله وعاطفته، ويشبع فضولها وعاطفتها، وربما تطور الأمر إلى ما هو أعظم وأفظع عياذاً بالله.
فعلى الزوجة أن تتوسط في خروجها ودخولها ابتداءَ، حتى لا تجني على نفسها وزوجها، فإن حدث المحظور وحصلت الخيانة، فهنا يلزمها معالجة الموقف بتأن وروية، فتقلل من خروجها، وتنسج خطة لاحتواء قلب زوجها من جديد، فتقرب منه أكثر من ذي قبل، وتغدقه بحنانها، وتفيض عليه من وجدانها، وتتفنن في خدمته، ومحاولة كسب وده بشراء بعض الهدايا الجميلة المغلفة بأغلفة جذابة، ومتوجة بعبارات رقيقة ومؤثرة !
إن هذا الأسلوب الحضاري، والمسلك الراقي في التعامل مع الزوج إبان تورطه بالخيانة لهو أقصر طريق لإعادته إلى صوابه، وندمه على مغامراته، وشعوره بوخز الضمير، وإحساسه بالذنب، وهو ما يعجل - بإذن الله ـ بتوبته النصوح وتخليه عن كل خياناته، وفاءً لزوجته الحنون !
عدم امتناع الزوجة من الفراش:
كثيراً ما تمتنع الزوجة من فراش زوجها لأعذار واهية، كالانشغال ببعض شؤون البيت، أو بسبب انشغالها بمحادثة هاتفية أو متابعتها لمشهد تلفزيوني، أو مطالعتها لصحيفة أو مجلة، أو حتى بانشغالها بأحد أبنائها، أو عدم رغبتها في المعاشرة الجنسية تلك اللحظة.
وهنا يصاب الزوج بخيبة أمل كبيرة، وجرح عميق لكبريائه وكرامته، ويشعر بالامتعاض الشديد والرغبة بالبحث عن البديل.
إما لعجزه عن الصبر أو انتقاماً من زوجته !
فما الواجب عمله لضمان إقلاع الزوج عن خياناته وعودته إلى زوجته منشرح الصدر !
إن على الزوجة أن تدرك أنها بامتناعها عن فراش زوجها قد ارتكبت ذنباً وعصت الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيما رواه الشيخان(البخاري3065)(مسلم1436) عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- (( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح)).
ولفظ مسلم (( إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح )).
وبناءً عليه فلا يحل لها الامتناع من فراش زوجها حتى في حال العذر الشرعي، فإنه يجب عليها أن تمكن زوجها من مباشرتها من غير نكاح كما ثبت في صحيح (البخاري295) من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (( كنت أغتسل أنا والنبي- صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد كلانا جنب وكان يأمرني فأتزر فيباشرني وأنا حائض وكان يخرج رأسه إلي وهو معتكف فأغسله وأنا حائض )) .
والشارع الحكيم بهذه الأحكام الشرعية العظيمة يضيق المجال أمام الزوج كيلا يبحث عما يضره شرعاً وذوقاً عند شعوره بالشهوة، فلا يجد زوجة تشبع رغبته !.
تخليص زوجها من رفقاء السوء :
إن لرفقاء السوء دوراً كبيراً في إفساد الأزواج وتمردهم على الحياة الزوجية، بما يزين بعضهم لبعض من حب المعاكسات، بل والخيانات الجنسية الصريحة عياذاً بالله .
فعلى الزوجة أن تجتهد في تخليص زوجها من رفقاء السوء، وإبعاده عنهم أطول فترة ممكنة تمهيداً لاعتزالهم نهائياً .
وبالإمكان تحقيق ذلك بما يلي :ـ
1- الدعاء: فتجتهد في دعاء ربها تعالى أن يحفظ زوجها ويصونه من رفقاء السوء، ويكفيه شرهم، وغير غائب عن البال ما للدعاء من أثر عظيم في كشف الضر ورفع البلاء !
2- محاولة إيجاد أجواء منزلية جذابة تجعل الزوج يشعر بالارتياح ويفضل الجلوس والبقاء في المنزل على الخروج والتقاء الأصدقاء.
ولو استطاعت الزوجة بحسن أخلاقها، وطيب تعاملها ولباقة حديثها أن تحيل البيت إلى جنة تمتلئ بهجة وسعادة لما اضطر الزوج إلى الخروج ومجالسة رفقاء السوء، وتورطه معهم في ممارسات لا أخلاقية!
كما يستحسن أن تحاول الزوجة إقناع زوجها بإقامة علاقات مع رفقة صلحاء، ولا مانع أن تقنع أقاربها الملتزمين من إخوة وأبناء عمومة ونحوهم بالتقرب من زوجها، واحتساب الأجر في دعوته واستصلاحه، كما لا مانع أن تتصل ببعض الدعاة أو أئمة المساجد ونحوهم لمساعدتها في محادثة زوجها وزيارته، أو دعوته إلى منازلهم، أو نحو ذلك من الوسائل لتعويضه عن رفقاء السوء !
الحد من مطالعة القنوات الفضائية :
على الزوجة أن تسعى جاهدة لإخراج القنوات من بيتها، فإن وجدت صعوبة فلا أقل من محاولة تقليل ساعات العرض وبقاء الزوج أمام القنوات !!
إذ كلما طال بقاؤه كلما اشتد هيامه بعشرات الفتيات والنساء اللائي يظهرن في تلك القنوات بأبهى حلة وأجمل زينة !!
ومن الوسائل المناسبة لتحقيق مرادها:
1- تقديمها الوجبات اليومية في أماكن أخرى من المنزل لا توجد فيها شاشات عرض، كأن تضع طاولة طعام أنيقة في المطبخ مع العناية التامة بتكييفه وتنظيفه حتى لا يأنف الزوج من البقاء فيه .
2- عليها أن تسعى جاهدة في إشغال الزوج بممارسة بعض الهوايات الشيقة في المنزل، فتطلب إحضار بعض الأجهزة الرياضية، وتشجع زوجها على التزام تمارين جادة، على أن تكون الأجهزة الرياضية في حجرة بعيدة عن صخب القنوات .
إن الدراجة الثابتة، وألعاب القوى ستأخذ وقتاً طويلاً من الزوج في ممارستها وستشجعه لشراء أجهزة أخرى، وستدفعه إلى ممارسة رياضة المشي مثلاً خارج البيت، وكل ذلك يقلل من بقائه أمام القنوات أو التحاقه بشلل من القرناء الفارغين !!
القضاء على الخصومة والمناقشات الحادة :
إن بعض الزوجات يفتعلن خصومات ومناقشات ومجادلات حادة وساخنة على مدار الساعة، مما يسبب للزوج آلاماً نفسية وتوترات عصبية، وتجعله يكره الدخول في البيت والفرار إلى رفقاء سيئين، أو افتعال صداقات محرمة مع نسوة فاجرات عوضاً عن حالة البؤس التي يجدها مع زوجته !!
ولذا كان لزاماً أن تتفطن الزوجة لذلك، وأن تمتنع عن كل ما يضايق زوجها، ويستفز أعصابه من خصومات ومناقشات تثير حنقه، وأن تسعى لحل كل مشاكل البيت بكل دماثة خلق ورحابة صدر !
التفاني في خدمة الزوج ومحاولة كسب وده:
إن الزوجة الذكية هي التي تستطيع أن تحول المحن إلى منح، والمصائب إلى مكاسب بحسن تصرفها، ورباطة جأشها، فعندما تكتشف الزوجة خيانة زوجها، فليس من الحكمة في شيء مواجهته بتيار من الغضب والانفعال، أو التهديد والوعيد، فذلك لن يزيده إلا عناداً وإصراراً على المضي قدماً في طريق الحرام، كما أنه سيزداد بغضاً لزوجته واعتبارها حجر عثرة في طريقه المشؤوم! .
بيد أن الكلمة اللطيفة، والعبارة الأنيقة، والابتسامة الجذابة، والخدمة الفائقة، سيكون لها أكبر الأثر في كسب ود الزوج، وإحراجه أمام نفسه، وسيجعله يندم كثيراً، ويشعر بوخز الضمير، إذ كيف يخون من تفانت في خدمته واحترامه وتقديره ؟!
ما أجمل أن تستقبل الزوجة زوجها بالأحضان لدى عودته إلى المنزل، سواء كان عائداً من عمل أو (سهرة!) .
ولها أن تتناول ثيابه برفق وأدب، وتناوله ثياب البيت بتؤدة واحترام، ثم تبادره بمشروب مناسب، مغلف بابتسامة ساحرة !
وما أجمل أن تعني الزوجة لدى خروج زوجها بمناولته لثياب الخروج مرتبة معطرة، وتوديعه بقبلة على جبينه أو خده ليكون لها بالغ الأثر في عودته إلى رشده، ونبذ كل تصرف مشين، وخلق ذميم !!
إن هذه التصرفات الحكيمة، هي التي ستعجل في سرعة عودة الزوج إلى عش الزوجية راكلاً بقدميه كل أسباب الخيانة والغدر والخداع !!
تم تعديل العنوان ليتناسب مع المضمون