الحلقة 3 .. ..
.
صرخت زوجتى
…… جبن شنخوانى !!!!!!!!!!
…… لم أجد رحمانى
…… ولماذا لم تتصل لتسألنى قبل شراءه أليس فى يدك جوال
(( أضغط على أعصابى بكل ما أوتيت من قوه حتى لا أنفجر))
….. كله جبن فلمنك
…. لا .. نحن لا نحب هذا النوع …لا بد أن ترجعه
فى بعض الأحيان يضطر الزوج إلى اتخاذ قرار ديكتاتورى قبل انفلات زمام الأمور
اتخذت قرارى وبحسم وهدوء يسبق عاصفة هوجاء قلت
…… لن أُعيد شيئا
….. على راحتك أنا لن أكل منه وكذلك الأولاد لا يأكلونه
….. حسنا سأكله أنا
….
….
على مائدة العشاء وجدت كرة الجبن الشنخوانى _ والتى تزن 2 كيلو_ موضوعة بكاملها على الطبق المقابل لمقعدى وإلى جوارها السكين , حسناً إنها لحظة التحدى وإثبات الذات , العيون كلها معلقة بى , تناولت السكين واقتطعت جزءا ووضعته فى فمى
(( لعنة الله عليك يا شنخوانى ))
ما هذا الطعم !!!!!
أغمضت عينى وأخذت أمضغ بهدوء متصنعا أننى غارق فى لذة الطعم الشنخوانى العريق
ابتلعت الجبن بعد جهد جهيد وقلت
….. ما شاء الله هكذا يكون الجبن
رأيت فى العيون سخرية ماكرة ، عرضت على الطفلين قطعه ولكنهما امتنعا
(( طبعا أمهما هى السبب ))
أكملت عشائى وتناولت خلاله نصف كيلو جبن شنخوانى وغادرت المائدة وان أترنح من هول العذاب
بعد صلاة الفجر فتحت الثلاجة وأحضرت السكين وأخذت أقطع الكرة اللعينة إلى مربعات صغيره ووضعتها فى علبة أنيقة
فى العمل أخذت أطوف بمكاتب الزملاء حاملا العلبة فى يدى وأنا استحلفهم بالله ألا يرفضوا مشاركتى هذا النوع الجديد من الجبن زاعما أنه جبن فرنسى اسمه ( فاتلوا ) أحضره أخى معه من فرنسا أمس
تناولوا الجبن بتلذذ
( جُبِلَ الناس على حب كل ما هو مجانى )
….
….
عدت إلى المنزل سعيدا بالتخلص من هذا البلاء ممنيا النفس بغذاء شهى ينسينى معاناة تلك الليلة الرهيبة
على الغذاء سألتنى زوجتى أين ذهبت كرة الجبن
…… أكلت منها فى الإفطار وأخذت الباقى إلى العمل حيث أنها جميلة جدا مع الشاى ولمحها الزملاء فتختطفوها من بعضهم البعض
صمتت و أُفحمت تماما
(( أخيرا انتصرت عليها))
تناولت الغذاء ودخلت إلى سريرى لأنام القيلولة
استيقظت قبل المغرب وتوضأت وبينما أرتدى ثيابى دخلت زوجتى وعلى وجهها ابتسامة جميلة ووجها ينم عن فرحة غريبة لا أفهمها
(( هاهى أول نتائج انتصارى عليها ))
……. هل نمت جيدا يا حبيبى
….. الحمد لله
…… زينب زوجة حسين زميلك بالعمل اتصلت بى
…… وماذا تريد
…… طلبت منى أن أسألك سؤالا
…… خيرا إن شاء الله
……. تسال إن كنت تعرف من أى محل فى باريس أحضر أخوك جبن فاتلوا ) لأن أختها مسافرة غدا وهى تريد تذوقه بعد أن حكى لها زوجها عن جمال هذا الجبن الذى تذوقه من يدك الكريمة
((رباه ما هذا الحظ ألا يمكن أن أظل منتصرا لنصف يوم فقط!!!!!!!!!!))
(يتبع)
__________________
الدنيا ظل زائـل مــن ركـن إليهـا جـاهل
يهواها القلب ولكن يحذرها المرء العاقل
أختكم 000 مجرد زائرة