يا أبي : اني اشكو اليك من نفسي التي ما قدرت على مقارعة الخطوب ولا مواجهة الحياة فهي مطيتي في حال الرخاء ولكنها عدوتي في حال الشدة
وأجدني اسير بدونك _ يا أبتي _ في مضمار الدنيا كمقاتل يحارب في ساح المعركة بدون سلاح او كهشيم تذروه الرياح أو كقارب صغير يعاني من لطم الأمواج وفقد الملاح
وأعود بالذاكرة الى الوراء قليلاً وافتش في صفحات الماضي فاجد السبب في هذا الضعف الذي اعيشه وهذا الخور الذي اعاني منه هو تدليلك الزائد لي
فقد عودتني على ان تكون طلباتي مجابة ورغباتي محققة فالقول الجميل قولي والفعل الحسن فعلي والزلل مني في عينك حسنه والخطأ مني في نظرك صواب
تعودت ان اكون مخدوماً لا خادما وآخذاً لامعطيا وآمرا وناهيا وحين فقدتك يا ابتي فقدت كل شيئ واصبحت بعدك لاشيئ
عشت على كلمات المدح والثناء فمن لي بتحمل الكلام النقيض
ترعرعت على احتياجاتي الملباة فكيف لي اذا واجهت الحرمان البغيض
نشأت في السراء فكيف اطيق صبرا على الضراء
تعودت على كلمات الحب والاطراء فكيف اغض الطرف عن كلمات الكره والبغضاء
الفت ركوب قوارب السعادة فكيف اركب ملزماً قوارب الشقاء
تربيت على اليسر فمن لي قلب يتحمل العسر
تعودت أن يطرق سمعي نسيم نعم فماذا اقول اذا تفجر في مسمعي بركان لا
حسن قول (نعم)من بعد (لا)
وقبيح قول (لا)بعد(نعم)
ان(لا)بعد(نعم)فاحشة
فب(لا)فابدأ اذا خفت الندم
فياليتك اذا اعطيتني حرمتني واذا رغبتني رهبتني فعشت متزن الشخصية سوي النمو مابين قسوة مغلفة بالرحمة وغلظة ممزوجة بحنان
فقسا ليزدجروا ومن يك راحما
فليقس احيانا على من يرحم
رسائل من بعض الابناء الى بعض الاباء
تأليف ابي حمزة عبداللطيف بن هاجس الغامدي