السلام عليكم
مع أني أعلم أن ليس بيديك ولا إرادتك أن تسيطرى على مشاعر الأسى والحزن حين تقرأين
هنا أو هناك أو تسمعين زوجة تتبجح بالحديث عن زوجها وكيف أنها تختار لـــه كل شــئ
أو تتحدث عن رحلة سفر وأوقات ممتعة مع زوجها ، أو غير ذلك مما لايكون لذكره مبرر 00
سوى نقص في العقلية 00
أعلم أن ذلك قد يزيد من ضعفك ونقمك من حظك ويطيل صبرك ولا تملكين سوى زفرة ساخنة
وحنق على هذا المجتمع ورجاله ولكن 00
لاتظني أنك لاتأخذين ثمنا مقابل ذلك الضيق والضجر الذين تشعرين به وأنك ما أنت إلا انسانة
جفاها الحظ وجانبها النصيب في زحام الحياة وصخبها ،
لاتكونى جاهلة لاتتجـاوز معرفتــك حدود الدنيا وملذاتها ومتعتهـا فمن أعطى منها فقـد أخذ
ومن حرم منها فإن في انتظاره ماهو أغلى وأثمن ،
اعلمى أن كل منا يلازمه ملكان عن يمينه وشماله يكتب أحدهما ما نفعله من خير ويكتب الآخر
مانفعله من شر وحين وفاة الأنسان تطوى تلك الصحيفة بما فيها لتقدم يوم العرض الكبير فيقال
لكل واحد منا كما قال الله تعالى ( إقرأ كتابك كفى بنفسك عليك اليوم حسيبا )
وستجدين فيه كل ما قاسيتى من صبر وانتظار قد سجل لك وكتب الله لك بإذنه تعالى مقابلـه
ثمناً يغبطـك عليه الناس وهم وقوف للعرض في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ،
حين تؤمنين بذلك حق الأيمان لن تجدى مايحرق نفسك من حديث المتزوجات اللاتى أعطين مـن
الدنيا وأخذن نصيبهن ، فاصبري حتى يقسم الله لك النصيب والزوج الصالح فتكونى بإذن الله
قد أخذتى من الدنيا وسجل لك ماصبرتى عليه من امتحان الله في صحيفتك 0
جعلنا الله وإياكم ممن يعود إلى الله بنفس راضية مرضية وممن يأخذون كتابهم بإيمانهم والحمد لله
أخوك الكـبـيـــر