السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
الأخت الكريمة ,,
أسأل الله أن يربط على قبك ,,
سطرك الأخير يبين عمق الألم الذي تحسين به تجاه زوجك ,, وأنه قد قتل كل جميل في حياتكم ,,
من الجميل أنك ما زلتِ تدرسين وضع الطلاق وآثاره ,, فهو بلا شك يعتبر من القرارات المصيرية في حياة الإنسان عموما إذا أُجبر عليه أو كانَ خياراً متاحاً يراه ,, ومن الجميل أنك تحفظين كل جميل كان بينكما ,, وتجعلين نصب عينيك مصلحة ابنكما ,, فهذين السببين كفيلين بأن تُعيدي التفكير في طلب الطلاق ,,
كلنا نصل بعض الأحيان إلى ما وصلتِ إليه ,, أن تكون شخصاً محطماً ,, ليس بالأمر السهل ,, شعورٌ مؤلمٌ حقاً ,, يجعل من الإنسان المحطم من قبل شخصٍ يعيشُ معه يفكر كثيرا بشكلٍ سلبي ,, أو لأكون صريحا ,, يفكر بالانتقام أو الانطواء والابتعاد ,, أو بهما معاً ,,
إذا كان هناك أمل لإبقاء العلاقة ,, وبوادر منكما ,, أتمنى أن تطرحي المشكلة ,, لتسمعي آراء الأعضاء ,, فلربما تجدين بعض الحلول التي تساعدكم على ترميم العلاقة بينكما ,, والبدء من جديد ,, وأنا مع هذا ,, لأجل ابنكما ,, وبما أنك تحتفظين بالجميل بينكما ,, اجعليه مرتكزاً لتصحيح العلاقة ,, لأنه ليس هناك علاقة إلا وتحمل الفرح والحزن ,, الصحة والمرض ,, الخ ,,
وإذا كان قرار الطلاق نافذ ,, ولا رجعة فيه ,, فهو كأي قرار مصيري في حياتك ,, يكون هناك تردد وخوف ,, وتوتر ,, فيكون الاستعداد جيداً للمخاطر المتوقعة ,, وما أن تنفذي القرار إلا ويتلاشى كل ذلك ,, وبما أن قرار الطلاق متعلق بكِ وبزوجك وبابنك فمن الأكيد أن له طابع خاص للارتباط ,, فتتضارب المشاعر ,, وهنا عليكِ ترجيح كفة العقل ,, لأن العقل قد يجبركِ على اتخاذ ما لا ترغبين ,, ويجبرك على إيجاد طريقة للحل ,, ولإنجاح الأمور ,, ولأخذ الحقوق ,,
أما بخصوص سطرك الأخير ,, ليس من حقك أن تمنعيه لا شرعا ولا عرفا ,, وإذا أردتِ الانتقام فلا تدخلي ابنكما بينكما ,, بل اجعلوه يرى أن العلاقة بينكما ما زالت جيدة وأن الزواج قسمة ونصيب ,, ولا تشعروه بكرهكم لبعض ,, أو بمشاعركم تجاه بعض ,,
ما زلت لا أدري عن الجميل الذي بينكم ولا عن الألم الذي سببه لكِ وهل يطغى أحدهما على الآخر ,, أو ينسفه ,,
لكني ما زلت متأكداً من أنك امرأة قد أُحسِنَ تربيتها ,,
أنتِ قوية ,, وأنا أثق بذلك ,,
,,
,,