اجتماعيا :
أبدا بذكر مقال رائع للأستاذة هياالرشيد بعنوان (برأة التعدد من الظلم):
( ...ومن الأشياء التي أباحها الله للإنسان هو تعددالزوجات،هذا النظام الاجتماعي الذي تنظر إليه سائر الأمم بأنه نظام غير إنساني ومهين للمرأة،ولكن الإسلام نظر إليه من زاوية أخرى تحفظ للمرأة عزتهاوكرامتها،فبينما ينظر الغرب للمرأة بأنها كالسلعة التي تباع وتشترى وتنتقل من رجلإلى آخر دون قيد أو شرط،كان للمرأة المسلمة التعامل الإسلامي المناقض،فالإسلام اعتبرها كالدرة المكنونة،والجوهرة المصونة التي لا سبيل إلى امتهان كرامتها،ولاطريق إلى النيل من عزتها،فالإسلام كفل لها الأسلوب الإنساني الصحيح للعيش في سلام في كنف زوج مسلم أياً كان ترتيبها لديه،كأن تكون زوجته الوحيدة أو الثانية أوالثالثة أو الرابعة.
يركز بعضهم على ظلم المعدد لإحدى زوجاته،ويتناسى هؤلاء ظلم غير المعدد لوالدته وعقوقه لها،وظلمه لأخته بعضلها،ولابنته بأخذ راتبها،وغير ذلك من أنواع الظلم التي تقع على المرأة،فيكون التركيز على الظلم الذي يحدث حال التعدد،فتكون النتيجة لذلك تنفير أفراد المجتمع من هذا النظام،ونقول هنا الرجل الظالم سيكون ظالماً أياً كان وضعه الاجتماعي،والرجل العادل سيكون أيضاً عادلاًأياً كان وضعه الاجتماعي،والظالم دائماً يتبع هواه فيظلم من يكون في ولايته،وليس شرطاً أن تكون المظلومة زوجة لمعدد،فكم من رجل ظلم زوجته وهو غير معدد،وكم من آخرأعطاها كامل حقوقها وله غيرها أكثر من زوجة.
لا تفتأ الأصوات المغرضة تهاجم أنظمة دينناالإسلامي،وتتبعها مع بالغ الأسف أصوات من بني جلدتنا تنعق دونما تفكير،تطعن هذه الأصوات فيما أباحه الإسلام،وتتجاهل تماماً أثره الكبير على أفراد المجتمع،فالظروف تتغير من وقت إلى آخر، وأفراد المجتمع المسلم تعتريهم ظروف تجعلهم بأمس الحاجة إلىهذه الأنظمة،وعندما يقع خطأ ما يهب الجهلاء لمهاجمة النظام دون النظر إلى المتسبب في هذا الخطأ،فالله سبحانه وتعالى عندما أباح التعدد جعل العدل شرطاً لذلك،ويأتي فيهذا الزمان من يخل بهذا الشرط،ويأتي بالحجج والبراهين الملتوية التي تبررظلمه،ويأتي الناس بدورهم فلا يذكرون الظالم بشيء،بل يلبسون النظام العادل الذي أباحه الله ما ليس فيه من ظلم وتقصير. )
وقد ذكرت بعض الدراسات إن تعدد الزوجات ضرورة اجتماعية لابدمنها لما يلي:
(دلت الإحصاءات في جميع دول العالم وعلى مر العصور أن عددالإناث دائما أكثر من عدد الذكور وذلك لسببين :
☻ أن الله تعالى قد شاءت حكمته أن تكون المواليد من الإناثأكثر من الذكور وذلك للتكاثر ، فالذكر في مقدوره تلقيح أعداد من الإناث ولكن في مسالة الحمل والولادة والبيض هي للإناث فقط ، ففي كثرة الإناث كثرة للجنس .
☻ إن تعرض الذكور للفناء أكثر من تعرض الإناث وذلك بسببالحروب والأعمال الشاقة التي يقومون بها .)
ـ والتعدد يحمي المجتمع من مشكلات كثيرة، ويقلص ظواهر سيئةفيه، مثل: العنوسة، وانتشار الزنا
فهو الحل الشافي لوجود مئات الآلاف من نساء المسلمين اللاتي فقدن أزواجهن في الحروب المختلفة في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان والبوسنةوكوسوفا؟ .
نفسيًا :
هناك عوامل نفسية قررها الطب في هذاالمجال :
☻ لقد خلق الله تعالى الرجل محبا للنساء ميالا لحيازة اكبرعدد منهن ، فكليلا يستغل هذا الميل في الاستمتاع بهن فقط شرع التعدد في زواج شرعي يتفق وكرامة الإنسان.
☻ التعدد استجابة لعامل جنسي في طبيعة الرجل والمرأة ،ففاعلية الرجل الجنسية مستمرة وممتدة بينما قابلية المرأة متقطعة بسبب الحيض والحمل والولادة وغير ممتدة إذ تنتهي بسن اليأس ، فكان لابد من سبيل يحمي الرجل منالزلل.
ويقول أحد الباحثين :
((وقد نلاحظ أن المرأة تميل إلى العلاقة الأحادية أكثر منميلها إلى العلاقات المتعددة. ولهذا نجد ظاهرة الوفاء في العلاقات الجنسية لدىالمرأة أكثر منها لدى الرجل.. لأنها تشعر بالاكتفاء بالعلاقة الواحدة في حالتهاالطبيعية في ما يخفّفه ذلك من عوامل الإثارة لديها، بينما لا نجد ذلك الشعور نفسهلدى الرجل.
وعلى ضوء ذلك كله، نقف أمام الحقيقة الواقعية التي تفرض الحاجة إلى التعدد لدى الرجل من ناحية الغريزة والأوضاع الإنسانية العامة))
ويقول الدكتور لطفي الشربيني ـ استشاريالطب النفسي ـ :
((وقد ورد في الدراسة عرض للأسباب النفسية التي تدفع إلىالتعدد كان في مقدمتها التركيبة النفسية للرجل والتي تميل إلى التعدد بصورة فطريةحتى أن دراسة حديثة أشارت إلى وجود جينات تدفع الرجال إلى ممارسة التعدد بعلاقات خارج نطاق الزواج في الشرائع التي لا تسمح بتعدد الزوجات بما يفسر انتشار خيانةالأزواج على حد التعبير الغربي0
وركزت الدراسة على رد فعل الزوجة الأولى التي تكون الطرف الأكثر تأثرا ، والآثار النفسية السلبية للزواج المتعدد وتم وصف متلازمة مرضية تصيب الزوجة بعد أن يتزوج زوجها بأخرى وتبدأ برد فعل عصبي برفض هذا الزواج الثاني وإبداءالغضب والمقاومة ثم تتجه الحالة إلى الاستقرار والاتزان مع قبول الواقع الجديد فيفترة زمنية تتراوح من 6 شهور إلى عامين ))
ورغم كل التعليلات الاجتماعية والنفسية , والتي ولاشك تبين مكانة التعدد كحل لكثير من الظواهر الاجتماعية والنفسية , إلا أنه ينبغي أن يقر في نفوسنا أن الله تعالى لم يشرع أمراً إلا وفيه الخير والصلاح متى ما طبقناه علىالوجه الصحيح , يدل على ذلك الإطلاع على سيرة خير القرون , فقد كان التعدد هو الأصل , ولم يكن هناك اختلاف في حكمته , ولم تنجم عنه مشكلات كما هو الحال اليوم , بل كان حلا ناجعا لكثير من المعضلات .... والله المستعان .
وقد تعمدت عدم التطرق للتفصيل الشرعي , لأسباب منها : ثقتي بأن حكمه واضح , بالإضافة إلى أن التطرق لمسألة هل هو الأصل أو لا ؟ لاتفيد في الجانب العملي كثيرا ...
وقبل أن اختم كلامي أحب أن أبين حال الدول الكافرة التي تمنع التعدد من خلال ما ذكره الكاتب الإنجليزي "برتراندرسل": ( إن نظام الزواج بامرأة واحده وتطبيقه تطبيقاً صارماً قائم علىافتراض أن عدد أعضاء الجنسين متساوٍ تقريباً، وما دامت الحالة ليست كذلك فإن فيبقائه قسوة بالغة لأولئك اللاتي تضطرهن الظروف إلى البقاء عانسات )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,