قبل أسبوع كنت قاعد مع صديقي وهو استاذ جامعي، قالي ياعبدالله مافكرت تعرس!؟ قلت له فكرتي اللي سبق وأن استعرضتها بهذا القسم، وفعلاً وافقني عليها مية بالمية، وقلت له باختصار (مايهم في موضوعنا هذا) أنه حتى لو تنازلنا وصرنا نشوف شوفه شرعيه، ترى مشوار هالشوفة الشرعية قال كيف ياعبودي!!؟ قلت له أولاً يالله تجيش من تعرف للبحث عن المرأة ثم يأتون إليك ويقولون لك لقينا هذي وهذي وهذي وذي مواصفاتها كذا وهذي كذا وذيك كذا، وأنا ماغير أهز راسي واتخيل سيدة الحسن والجمال والعلم والإيمان، بعدين أصفى على وحدة، وأقول هذي شكلها مناسبة، ويالله ياماما كلمي على أمها، وتروح أمي تكلم عليها، وتعطيها من المرش والله أنكم عائلة مهنى زينه وأحلى عائلة بالعالم، وتقول المرة ونعم فيك أنتم عائلة ماشاء الله تبارك الله الواحد يتشرف يناسبكم << وهالأمين شد لي واقطع لك بالمدح، بعد كذا يسألون البنت، ويمكن البنت تقول إيه أو لا، إن قالت إيه، ترد المرة بعد أسبوع كعادة الكثير من العوائل، بعد كذا يقولون وافقت البنت على ولدكم ولا حنا لاقين أحسن منكم، وبعد كذا راح يبدون يسألون عني جيراننا زملاء العمل أصدقائي <<< يارب مايسألونهم لأنهم أن سألوهم هذا وجهي إذا قبلوا فيني
، بعد كذا والحمدلله ماسألوا اصدقائي إلا اثنين وسلكوا لي ولا عطوهم الحقيقة وقالوا ماشاء الله عبدالله لو يخطب خواتنا زوجناه، وأنا لو أفكر أخطب منهم كان لعنوا أبو ابليسي أجل شلون عاد لو أخطب صدق، الزبدة أنه تنخدع العائلة بي وتتصل الأم لأمي وتقول والله وافقنا على ولدكم وماشاء الله تبارك الله كلن يمدحه، بعدين البنت تصلي استخارة، قصد 300 استخارة، وتحاول تجيبها يمين شمال لعلها تحس براحة تجاهي أنا وخشتي، ثم تعطيهم الموافقة، وبعد كذا يحددون الشوفة الشرعية، ولاتسأل عن الهم اللي يعتري البنت والاستعداد لسعادتي علشان تشوف هي تعجبني أو لا، بعد كذا أجي لليوم المحدد، وأجلس بالمجلس بجنب أخوها مادري أبوها اللي واقف فوق راسي وكأني أباكل بنتهم، بعد كذا تجي البنت تمشي مليونين معها العصير تخاف يطيح منها ولا تكبه على ملابسي، وهي تجلس قدامي ومنزلة راسها وماسكتن ايدينها، وأنا ماغير ابقبق عليها من فوق لتحت وكأني أعمل لها أشعة مقطعية، وبعد خمس دقايق تمشي البنت، وبعدين يقولي أخوها مادري أبوها أشرب العصير تراك ماشربت، همن أشرب إلين نصف الكاس إيقالي ذوق وعلشان مايقولون وش هالمشفوح اللي شربه كله، وبعد كذا أروح للبيت، ويقولون لأهلي هاه كيف البنت، همن أقول والله ماعجبتني، وبعدين يالله يا أهلي دوروا غيرها، ونبدأ من جديد من نقطة الصفر إلى أن نجد تلك المختبئة بين الجدران، بعد رحلات عميقة من الهم والتعب والبحث الدقيق.
وأجي التفت على خويي بعد هالشرح الطويل كله لقيته نايم، واجي أضربه مع كتفه هييييه من اليوم أشرح وأنت نايم، قال ياخي قصتك طويلة مليت وأنا أجاملك ولا خلصت، قال وش وصلت، قلت له وصلت أني شفتها ولا أعجبتني، وقلت لأهلي يالله دوروا لي بنية من جديد وشدوا احزمتكم. قال اهااااا، طيب أسمع ياعبودي، قلت وش عندك بعد خلاص لاتقنعني أنا مستحيل أتزوج عن طريق الشوفة الشرعية ماتشوف كل هالمشوار الطويل والهم اللي ماينتهي، لدرجة أنه صار الواحد من كثرة البروتوكلات يوافق من أول شوفة، قال أسمع العلم، قلت هات، قال فيه وحدة من جنسية عربية شفتها قبل أسبوعين، وأعجبتني كثير ومواصفاتها زينة، لكن أنا ما أعجبتها ورفضت، قلت الله يرحم والديك فكنا مو فاضي للبروتوكلات هذي، قال لالا لا مافيها بروتوكلات ولا يحزنون، هذا رقم أمها وكلمها
أخذت رقم أم البنت
وكلمت....
السلام عليكم
وعليكم السلام
أنا فلان الفلاني
ودي أخطب بنتكم
قالت وش أنت، ومن وين، وش درست، وش تشتغل، كم عمرك
وعطيتها موجز سريع عني وعن أني مطلق
قالت خلاص متى يناسب تشوف البنت
قلت بعد بكرأ لأني عند أهلي الآن
قالت خلاص تعال الساعة 4:30
رحت لبيتهم ودخلت واستقبلتني الأم (هي مطلقة وطليقها مادري وين)
جلست بالصالة، وقعدنا نسولف شوي
وسويت طبعاً نفسي مهنى حليلي وش زيني، وكمان مع حبتين براءة بالكلام علشان تضبط الخلطة.
المهم وننتظر اللحظات الحاسمة
وتجي تدخل البنت وتجلس في كنب يبعد عني مترين
وتبدأ تسلم وكيف حالك وشو أخبارك وشو أسمك وكم عمرك، قالت مو مبين أنك 34 ، قلت أيه من ولدت وأنا الناس يعطوني أصغر من عمري بكثير
وأنا أجاوب وأسألها أنا بعض الأسئلة، وبعدين دخلنا بالسواليف من موضوع لموضوع بشكل عام ونتكلم بتلقائية وأريحية وكأنهم يعرفوني من زمان وسواليف وسواليف، وجبت لي القهوة التركية وشربنا وعطتني شوكلاتة وأكلت، وقالت خذ ثانية، وأنا قلت لا تكفي وحدة، وأنا صراحة ودي بثانية بس زي ما اتفقنا لازم الواحد يصير ذوق بالبداية، ورجعنا ونسولف ونسولف << تقل جازت له الجلسة
وقالت لي أنتا تشبه بدر زيدان
وأجي أقول هاه.. واقول بقلبي والله ماعندك سالفة
قالت فيه أحد قالك قبلي
وأنا ماصدقت خبر، وقلت إيه بس يعني مو كثير << علشان ماتكبر الكذبة
المهم أستأذنت منهم بالخروج، وطلعت، واستانست أني تجرأت ورحت لشوفة شرعية كاااااااااانت موفقة جداً وكما أبحث عنها كجو بشكل عام فيه نقاش وحديث وسواليف تعرفك على الطرف الأخر ويتعرف الطرف الأخر عليك.
المهم أنه بعد يومين رديت على أمها، وشكرتهم على الاستضافة، ومدحت بنتها ماشاء الله عليها، وإن شاء الله ربي يكتب لها من هو خيراً مني ومن يسعدها وتسعده، آمين يارب. وانتهت الشوفة وأقفلت فصول الشوفة الشرعية.
الفكرة هي أننا حينما نقارن بين الشوفة الأولى التي ذكرتها في البداية والشوفة الثانية، نجد أن الشوفة الثانية أيسر وأفضل وأكثر انتاجية وفاعلية لكل الطرفين، تحدثنا بأرياحية وباحترام وبوجود الأم، كانت البنت منطلقة بالحديث جعلتني أتعرف علهيا وأقيس تفكيرها وأسلوبها وتعطيني نمط طريقتها وكشف لي عن عقليتها.
البنت فيها إيجابيات وفيها سلبيات بشكل عام، ولم تكن البنت التي أبحث عنها، إلا أن الكثير بالتأكيد ستعجبهم.
النظرة الشرعية لدينا معقدة ياناس، ولذلك من الصعب أن نستطيع أن نكتشف أكبر نتيجة هذه البروتوكلاته، بالمقارنة مع النظرة الشرعية الثانية، كانت في غضون أقل من 48 ساعة، ولو كنت موجوداً وقتها في الرياض ربما ستكون أقل من 24 ساعة، بغض النظر عن إيجابية ذلك من سلبيته، إلا أن كانت الفكرة عملية جداً ومفيدة، ولا تتوقعون أن هذا استسهالاً بقدر بنتهم، أو أنهم سيرمونها على أي شخص، بل بالعكس لو تم الأمر لن يسلموني أياها بسهولة وسيسألون عني وسيتأكدون وسيضعون شروطهم، الحقيقة إذا كانت النظرة الشرعية بهذه السرعة وبهذه الفعالية فإني سأتقدم حتى أجد من أرتاح لها وتكون زوجتي للأبد إن شاء الله، الفرق الآخر، هو الحياء الكبير والغالب في النظرة الشرعية الأولى، والنظرة الشرعية الثانية التي كان فيها حديثاً عاماً ونقاشاً عاماً تعرفت هي على تفكيري وشخصيتي وشكلي وعما إذا كنت أصلح لها أو لا أو أرتاحت لي أو لا وأنا نفس الشيء، هذه هي النظرة الشرعية الحقيقية والفعالة، حتى ولو أعجبتني البنت فإني لن أكتفي بنظرة شرعية واحدة، بل ستكون على الأقل خمس جلسات أو أكثر، لأتيقن من انجذابي وارتياحي لها وهي تتيقن كذلك، أليست الحياة الزوجية رحلة طويلة وشاقة!! هل هي بهذه السهولة تتم الموافقة من عدمها بالرحلة الطويل خلال نظرة شرعية مدتها خمس دقائق!!!!!
أعطوني نظرة شرعية بهذه الفاعلية، وسوف أذهب مباشرة، أما سالفة البروتوكلات فلا تصلح لي ولا أصلح لها، والسلام عليكم.
تم تغيير العنوان ليتناسب مع المضمون