ولا يُنكر أن كثيرًا من الأمور التي تصدر من بعض الزوجات ـ هداهن الله ـ خطأ محض بل وبعضها مخالف للشرع .
لكن ما هو دورك أنت أخي الزوج تجاه تقصيرها في حق الله أولاً ثم في حق أنت وبيتك ؟
الله وضع لنا منهاجًا للتعامل مع المرأة إذا وجد منها تقصير فقال : + وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِير "[ النساء : 34 ]
هل وعظتها بالتي هي أحسن فيما أخطأت به دون المساس بكرامتها أو جرحتها فزاد عصيانها ؟.
انظر موقف النبي صلى الله عليه وسلمحينما قذفت عائشة في حادثة الإفك ماذا قال لها ؟ قال لها : « يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا ، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله ، وإن كنت ألممت بشيء فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه » .
ما أعظم هذا الأسلوب من هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .
لا بد أن تُعلَّم المرأة ما الذي لا يعجبك فيها متخذًا أسلوب الحكمة والرحمة ، لأن الغرض العلاج لا العناد .
ثم هل انتقلت في علاج خطأها أو أخطائها إلى الأسلوب الآخر : الهجر إذا لم ينفع أسلوب الوعظ ؟ فبعض النساء قد لا يفيد معها الموعظة فتحتاج إلى شيء أشد عليها من الأمر الأول ألا وهو الهجر ، هجر الكلام ، هجر الفراش وهو من أشد أنواع التأديب النفسي ، فكما أن الرجل لديه رغبة في المرأة فكذلك المرأة لديها رغبة في زوجها فإذا منها من ذلك كان وقعه عليها أليم . وهنا تظهر محبتها لزوجها ، هل ستجعله يستمر في هجرها أو تنشد الصلح ؟ والصلح خير لها ولزوجها .
ثم إذا لم ينفع هذا الأسلوب مع هذه المرأة لجأ إلى الأسلوب الآخر وهو : الضرب غير المبرح ، وهو المقصود
منه معنوي أكثر من الحسي ، فقد كان الزوج يعانقها ويقبلها بفمه ، ويحتضنها بيديه ، ويضمها إلى صدره ، والآن صار يضربها بيده ! صورة متناقضة لتصحو المرأة من غفلتها .
ومع ذلك تجد بعض النساء مستمرات في خطأهن فالواجب على الزوج كما قال تعالى : (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا)[ النساء : 35 ]
ولا بد من مراعاة هذه الأمور بالترتيب من الأسهل إلى الأشد ، فمن الخطأ إذا صدر منها هفوة هجرت وضربت فهذا خطأ كبير منك لأنه لا يحتاج إلى هذا الأسلوب أبدًا بل كما أمرنا الله : موعظة ثم هجر ثم ضرب .
ثم إذا لم يجدي ذلك لجأنا إلى التحكيم المذكور في الآية .
وللحديث بقية ..
__________________
محمد بن محمد الجيلاني
مهتم بالكتابة حول شؤون الأسرة
التعديل الأخير تم بواسطة ماريا ; 13-06-2009 الساعة 09:36 PM