هل الحياة الزوجية لا تقوم إلا على الحب فقط ؟؟ - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المتزوجين مواضيع تهم المتزوجين من الرجال والنساء.

موضوع مغلق
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 21-07-2004, 01:05 AM
  #1
مجرد إنسان
قلم مبدع وموسوعي
تاريخ التسجيل: Jun 2004
المشاركات: 94
مجرد إنسان غير متصل  
هل الحياة الزوجية لا تقوم إلا على الحب فقط ؟؟؟

هل الحياة الزوجية لا تقوم إلا على الحب فقط ؟؟؟

سؤال شائك يحتاج إلى إجابة متأنية ، لهذا أولا وقبل كل شيء : إذا كنت لن تقرأ / تقرئي الموضوع إلى نهايته ، فأرجو ألا تتسرع/ي بالحكم عليه من عنوانه ، فما أريد أن أصل إليه ، هو مجمل المقال ، لا فقرة منه .

فإلى المقصود ، وبالله التوفيق :

كثيرا ما نسمع في هذا المنتدى – خاصة – وفي غيره عن مبدأ ( الحب ، العشق ، الهيام ) ، وكثيرا ما نتسامع عن ( المحبة بين الزوجين ، العشق بين الزوجين ) ، وكثيرا ما يقال لنا (الحب من أول نظرة ) ( الحب يصنع المعجزات ) ( الحب أعمى ) ( الحب عذاب ) وكثيرا أيضا ما يتهم أحد الزوجين الآخر بأنه لا يحبه ، وكثيرا ما تقوم الحرب العالمية الثالثة بسبب كلمة قالها الزوج ، اكتشفت منها الزوجة عبر الحاسة السادسة أن زوجها لا يحبها .

كثيرا أيضا ما نسمع عن التوافق الجنسي بين الزوجين ، وكثيرا ما يتردد على ألسنتنا أهمية الحياة الجنسية ، وأنها الأساس في الحياة الأسرية .

لا أريد أن أعلق على كل ما سبق ، فهو موضوع طويل ، لكن ما أريد أن أصل إليه ، هو : هل الحياة الزوجية لا تقوم إلا على الحب فقط ؟؟؟ .

وللإجابة على هذا السؤال ، فإن الحب في الزواج من بداياته إلى استقراره ، يكون في أربعة مراحل ، لابد من التفريق بينها :

[light=33FFFF]المرحلة الأولى[/light] : مرحلة ما قبل الخطبة .
[light=33FFFF]المرحلة الثانية [/light]: مرحلة ما بعد الخطبة وقبل عقد القران ( الملكة ) .
[light=33FFFF]المرحلة الثالثة[/light] : مرحلة ما بعد عقد القران .
[light=33FFFF]المرحلة الرابعة [/light]: مرحلة ما بعد الزواج .

أما الحب فيما قبل الخطبة فإنه محرم شرعا وعقلا أيضا ، أما من الناحية الشرعية فلا أطيل في التدليل على أن ذلك الرجل أجنبي عن تلك المرأة ، ولا يحق لهما تبادل كلمات الحب والغرام ما لم يكن بينهما رباط الزواج الشرعي ، وما سوى ذلك هو من فحش القول ، ولهذا قال تعالى لخير نساء المؤمنين { فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا } ، والحب قبل الخطبة ، هو ذلك الفساد الذي يرميه لنا الغرب الكافر ، لتعيش المجتمعات الإسلامية حياة بهيمية ، فقط لشهواتها ، وفقط لنزواتها وغرائزها .

أما الحب بعد الخطبة ، فقد تنشأ مرحلة ما تسمى بقبول كل طرف للآخر ، حيث إنه في الغالب لا يعرف أي من الطرفين الآخر ، ولهذا جاءت الشريعة بإباحة نظر الخاطب إلى المخطوبة وفق ضوابط معينة ، وقد جاء في تعليل هذا الحكم قوله صلى الله عليه وسلم ( فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ) ومعناه أن يؤلف بين قلب الخاطب والمخطوبة ، بحيث تصير هناك راحة من كلا الطرفين ، لكن قد يحصل أحيانا نفور لا سبب له إلا أن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف .

ثم نأتي لبيت القصيد وهو الحب بعد عقد القران والحب بعد الزواج .

صحيح أن ( من ) أهم أسس الحياة الزوجية الود بين الطرفين ، كما قال تعالى { ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة } ، ومن أهم المقاصد الشرعية أن يكون بناء الأسرة متينا ، ولهذا جاء في الحديث ( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر ) بمعنى لا يبغض الزوج زوجته لدرجة أن يطلب فراقها ، لأنه إن أحس منها خلقا يكرهه ، فليتذكر الخلق الحسن الذي سر به من قبل .

إذا نحن متفقون على أن ( من ) أهم أسس الحياة الزوجية الود والسكن بين الطرفين ، لكن ليس الود هو كل شيء ، فقد بينت الآية السابقة أن الحياة تقوم على أمرين ( مودة ، رحمة ) فإذا كانت المودة والرحمة متواجدتان ، فهذا هو الكمال المنشود ، وتلك هي الحياة الأسرية التي يطلبها كل أحد ، لكن إن فقدت المودة ، فهناك الرحمة ، وإن فقدت الرحمة فهناك المودة ، فكلاهما عاملان من عوامل قيام الأسرة .

يقول ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية السابقة :" فإن الرجل يمسك المرأة إنما لمحبته لها أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد ، أو محتاجة إليه في الإنفاق أو للألفة بينهما وغير ذلك "

إن الحياة الزوجية ليست عشقا وحبا فقط ، بل هي احترام متبادل ، ومراعاة للمصلحة ، وتربية للأجيال ، إضافة إلى عامل السكن والمودة ، فقد يضطر الزوج إلى البقاء مع زوجة لا يحبها ذلك الحب ، وذلك لحسن خلقها ، أو لوجود أطفال بينهما ، وكذلك قد تضطر الزوجة إلى البقاء مع زوج لا تحبه ذلك الحب ، وذلك لحسن خلقه ، أو لوجود أطفال بينهما .

لكن الإعلام الغربي والغربي – يعني العربي الذي أصبح في صورة الغربي – أصبح يصور لنا أنه لا يمكن أن تتحمل امرأة زوجا لا تحبه إلى درجة الهيام ، ولا يمكن أن تبقى ساعة مع زوج لا تعتبره هي أنه يمثل بالنسبة لها أمها وأباها وأختها وأخاها ، لا بد أن يكون الزوج – في نظر الإعلام – كل ما سبق ، وإلا فلا خير فيه ، ولا حاجة إلى البقاء معه ، وفي المقابل يصور الإعلام - ونحن نسانده بأفعالنا في كثير من الأحيان - في خلق جو من التوتر الأسري ، فيصور للزوج بأنه لا يمكن البقاء مع امرأة لا تجتمع فيها أعلى مواصفات الجمال مع أرقى مواصفات الأدب ، مع غاية مواصفات الأنوثة ، إضافة إلى تملكها لقلب زوجها ، كيف تعيش يا حبيبي مع امرأة لا تملك قلبك !!! يا أبيض يا أسود !! إما أن تملك قلبك حتى الثمالة ، أو النساء غيرها كثير !!

يتـــــــــــبـــــــــــع ،،،،،،،،،،،،،،،،

التعديل الأخير تم بواسطة superfadi1 ; 24-07-2004 الساعة 04:13 PM
قديم 21-07-2004, 01:06 AM
  #2
مجرد إنسان
قلم مبدع وموسوعي
تاريخ التسجيل: Jun 2004
المشاركات: 94
مجرد إنسان غير متصل  
سأروي لكم قصة نستخلص منها العبر ، والقصة مذكورة في كتب الآثار ككنز العمال وذكر طرفا منها البيهقي في سننه :

كان هناك رجل اسمه ( أبو غرزة ) يعيش في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وكان متهما – أي الرجل - بأنه كثيرا ما يكره ويبغض نساءه ثم يطلقهن ، وفي يوم من الأيام أخذ ( أبو غرزة ) بيد صديق له يدعى ( ابن الأرقم ) ، وجعله يسمع للحوار بينه وبني زوجته ، فدخل ( أبو غرزة ) على امرأته ، فقال لها : أنشدك بالله هل تبغضيني ؟ قالت : لا تنشدني ، قال ( أبو غرزة ) : فإني أنشدك الله ، هل تبغضيني ؟ قالت : نعم ، فقال ( أبو غرزة ) لابن الأرقم : هل تسمع ؟ ثم انطلقا إلى عمر ، فقال ( أبو غرزة ) له : إنكم لتحدثون أني أظلم النساء وأخلعهن ، فاسأل ابن الأرقم ، فسأله عمر ، فأخبره بالذي سمعه من زوجة ( أبي غرزة ) ، فأرسل عمر إلى امرأة ( أبي غرزة ) ، فجاءت هي وعمتها فقال : أنت التي تحدثين لزوجك أنك تبغضينه ، فقالت : إني أول من تاب وراجع أمر الله تعالى ، إنه ناشدني فتحرجت أن أكذب ، أفأكذب يا أمير المؤمنين ؟ قال : نعم فاكذبي ، فإن كانت إحداكن لا تحب أحدنا فلا تحدثه بذلك ، فإن أقل البيوت الذي يبنى على الحب ، ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والأحساب ، وفي رواية أخرى قال لها عمر : بلى فلتكذب إحداكن ولتجمل ، فليس كل البيوت تبنى على الحب ، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام .

والقصة السابقة تدلنا على أمر جليل ألا وهو أن ( من ) أسس قيام البيوت الحب ، ولكن ليس هذا هو كل شيء ، فهناك الاحترام المتبادل بين الطرفين ، وهناك معرفة الحقوق الشرعية للزوجة ، والحقوق الشرعية للزوج بغض النظر عن درجة الحب بينهما .

ويرشد للمفهوم المنكوس لأسس قيام الحياة الزوجية ما نراه كثيرا في هذه الأيام ، فإذا غضبت فلانة من فلان ، فإن أول شيء تقوم به ، أن تضاره في حقوقه الشرعية ، فلا احترام ، ولا قيام بحقه ، ولا يحزنون ، وفي المقابل إذا غضب فلان من فلانة ، فإن أول شيء يقوم به ، أن يضار بها في حقوقها الشرعية .

كل هذا من الفهم المقلوب لمفهوم الحب ، لأننا جعلناه هو أساس الحياة الزوجية لا غير ، لكنه في الحقيقة ( من ) أسس الحياة الزوجية ، وليس هو الأساس الوحيد ، بمعنى أن قلة هذا الحب في فترة من الفترات ، لا يعني بحال أن يقصر كل من الطرفين في الحقوق الشرعية للطرف الآخر ، فهناك دعائم أخرى للحياة غير الحب ، وهي ما سبق أن أشرنا إليه في قصة الرجل مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وفي قوله تعالى { مودة ورحمة } .

قد – أقول قد – يحصل أحيانا نفور بين الزوجين ، بحيث لا يطيق أحدهما العيش مع الآخر ، حتى لو كان هذا الآخر لا يعيبه شيء ، إلا النفور بين الطرف الآخر ، وقد حصل مثل ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في قصة بريرة مع مغيث كما جاء في صحيح البخاري ومسلم ، فإن مغيث وبريرة كانا زوجين ، وكانا عبدين ، ثم عتقت بريرة ، والشريعة الغراء تقرر أنه إذا عتق أحد الزوجين صار له الخيار في البقاء مع الآخر لعدم التوافق في الحرية ، فإذا رضي بالبقاء كان بها ، فطلبت بريرة فراق مغيث ، فكان مغيث يجري وراءها في الأسواق يبكي يطلب عدم فراقها ، فشفع في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال لها : اتقي الله فأنه زوجك وأبو ولدك ، فقالت يا رسول الله أتأمرني بذلك ؟ قال لا ، إنما أنا شافع ، فلم ترض بذلك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس : ألا تعجب من حب مغيث بريرة وبغض بريرة لمغيث .

ومثله في قصة ثابت بن قيس بن شمال ، حيث أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله : ثابت بن قيس ، ما أعتب عليه في خلق ولا دين ، ولكني أكره الكفر في الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتردين عليه حديقته ، قالت نعم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت : أقبل الحديقة وطلقها تطليقة .

فقد يحصل في بعض الأحيان نفور بين الزوجين يقتضي استحالة الحياة بينهما ، فلا يكون الحل إلا التسريح بإحسان ، كما قرر ذلك القرآن الكريم .

لكن تذبذب الحب في وقت من الأوقات ، أو مراعاة مصلحة أعظم من قلة الحب أو انعدامه بين زوجين - مع مراعاة الحقوق الشرعية بينهما - بسبب وجود أبناء مثلا أمر غير مستغرب ، إلا في أذهان دعاة الفساد ، وهدام البيوت .

إن الحب ( المستورد ) هو الحب المجنون ، الذي يصل صاحبه إلى مرحلة العشق الأعمى ، بحيث لا يعرف إلا محبوبه ، ولا يرى إلا به ، ولا يسمع إلا به ، ولهذا تجد صاحب العشق لا ينكر على معشوقه منكرا ، فلو عشق رجل امرأة ، ورآها على منكر ، فإن عشقه يمنعه من الإنكار ، لأنه يخشى أن يقل الحب بينهما ، أو يزول الود .

أما الحب الإسلامي العفيف ، فهو الحب المتبادل ، الذي لا يمكن أن يكون إلا بعد الزواج ، والذي يولد ويتوالد ، ويكبر ويكثر بمرور الأيام والسنين .

الحب الحقيقي هو الذي تنقيه الأيام ، وتثبته المواقف ، وليس الكلمات المعسولة التي تقال قبل الزواج .

الحب الحقيقي لا يؤثر فيه موقف أو عشرة ، لأنه حب مرتبط بحياة أسرية ، كان غرض الطرفين فيه إقامة أسرة إسلامية سعيدة ، وليس حبا مرتبطا بالهوى والميل والعشق والجنس .

الحب المستورد هو نبحث فيه عن جواب سؤال ( كيف لا يموت الحب بين الزوجين ؟؟ )
الحب المستورد هو الذي ننعق فيه ونقول ( الزواج مقبرة الحب )

إنه حب الشهوة فحسب ، فإذا قضيت شهوتك ، فمن أين تأتي بالحب ؟؟؟

[light=FFFF00]يقول سيد قطب رحمه الله[/light] :" وما أعظم قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لرجل أراد أن يطلق زوجه ، لأنه لا يحبها : ويحك ! ألم تبن البيوت إلا على الحب ؟ فأين الرعاية وأين التذمم ؟ ، وما أتفه الكلام الرخيص الذي ينعق به المتحذلقون باسم "الحب" وهم يعنون به نزوة العاطفة المتقلبة ، ويبيحون باسمه - ليس انفصال الزوجين وتحطيم المؤسسة الزوجية فحسب - بل خيانة الزوجة لزوجها ! أليست لا تحبه ؟ ! وخيانة الزوج لزوجته ! أليس أنه لا يحبها ؟ !

وما يهجس في هذه النفوس التافهة الصغيرة معنى أكبر من نزوة العاطفة الصغيرة المتقلبة ، ونزوة الميل الحيواني المسعور . ومن المؤكد أنه لا يخطر لهم أن في الحياة من المروءة والنبل والتجمل والاحتمال ، ما هو أكبر وأعظم من هذا الذي يتشدقون به في تصور هابط هزيل . . " .

[light=FFFF00]ويقول رحمه الله[/light] : "وإذا كانت غاية الميل الجنسي في الحيوان تنتهي عند تحقيق الاتصال الجنسي والتناسل والإكثار ، فإنها في الإنسان لا تنتهي عند تحقيق هذا الهدف ، إنما هي تمتد إلى هدف أبعد هو الارتباط الدائم بين الذكر والأنثى - بين الرجل والمرأة - ليتم إعداد الطفل الإنساني لحماية نفسه وحفظ حياته ، وجلب طعامه وضرورياته ، كما يتم - وهذا هو الأهم بالنسبة لمقتضيات الحياة الإنسانية - تربية هذا الطفل وتزويده برصيد من التجارب الإنسانية والمعرفة الإنسانية يؤهله للمساهمة في حياة المجتمع الإنساني ، والمشاركة في حمل تبعته من اطراد الترقي الإنساني عن طريق الأجيال المتتابعة .

ومن ثم لم تعد اللذة الجنسية هي المقوم الأول في حياة الجنسين في عالم الإنسان إنما هي مجرد وسيلة ركبتها الفطرة فيهما ليتم الالتقاء بينهما ويطول بعد الاتصال الجنسي للقيام بواجب المشاركة في اطراد نمو النوع . ولم يعد "الهوى " الشخصي هو الحكم في بقاء الارتباط بين الذكر والأنثى . إنما الحكم هو "الواجب" . . . واجب النسل الضعيف الذي يجيء ثمرة للالتقاء بينهما ، وواجب المجتمع الإنساني الذي يحتم عليهما تربية هذا النسل إلى الحد الذي يصبح معه قادرا على النهوض بالتبعة الإنسانية ، وتحقيق غاية الوجود الإنساني .

وكل هذه الاعتبارات تجعل الارتباط بين الجنسين على قاعدة الأسرة ، هو النظام الوحيد الصحيح . كما تجعل تخصيص امرأة لرجل هو الوضع الصحيح الذي تستمر معه هذه العلاقة . والذي يجعل "الواجب" لا مجرد اللذة ولا مجرد الهوى ، هو الحكم في قيامها ، ثم في استمرارها ، ثم في معالجة كل مشكلة تقع في أثنائها ، ثم عند فصم عقدتها عند الضرورة القصوى .

وأي تهوين من شأن روابط الأسرة ، وأي توهين للأساس الذي تقوم عليه - وهو "الواجب" لإحلال "الهوى " المتقلب ، و"النزوة " العارضة ، و "الشهوة " الجامحة محله ، هي محاولة آثمة ، لا لأنها تشيع الفوضى والفاحشة والانحلال في المجتمع الإنساني فحسب ، بل كذلك لأنها تحطم هذا المجتمع وتهدم الأساس الذي يقوم عليه .

ومن هنا ندرك مدى الجريمة التي تزاولها الأقلام والأجهزة الدنسة ، المسخرة لتوهين روابط الأسرة ، والتصغير من شأن الرباط الزوجي ، وتشويهه وتحقيره ، للإعلاء من شأن الارتباطات القائمة على مجرد الهوى المتقلب ، والعاطفة الهائجة ، والنزوة الجامحة . وتمجيد هذه الارتباطات ، بقدر الحط من الرباط الزوجي !

كما ندرك مدى الحكمة والعمق في قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لرجل أراد أن يطلق زوجته ، معللا ذلك بأنه لم يعد يحبها : " ويحك ! ألم تبن البيوت إلا على الحب ؟ فأين الرعاية ؟ وأين التذمم ؟ " . . مستمدا قولته هذه من توجيه الله سبحانه وتربية القرآن الكريم لتلك الصفوة المختارة من عباده : ( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) . . وذلك للإمساك بالبيوت - ما أمكن - ومقاومة نزوات القلوب ، وعلاجها حتى تفيء ، وعدم بت هذه الصلة إلا حين تفلس المجادلات كلها ، رعاية للجيل الناشيء في هذه البيوت وصيانة لها من هزات العاطفة المتقلبة ، والنزوة الجامحة ، والهوى الذاهب مع الريح !

إن أقلاما دنسة رخيصة وأجهزة خبيثة لئيمة توحي لكل زوجة ينحرف قلبها قليلا عن زوجها أن تسارع إلى خدين ويسمون ارتباطها بخدينها هذا "رباطا مقدسا ! " بينما يسمون ارتباطها بذلك الزوج "عقد بيع للجسد" !

لابد أن نصحح نظرتنا لبناء الأسرة المسلمة ، لابد أن يكون الرباط متينا قائما على أوامر الله تعالى ، لا على رباطات غربية ، هي أوهى من بيت العنكبوت .

إن من ينظر إلى الأسرة على أنها جنس فحسب ، أو هيام فحسب ، أو عشق فحسب ، إنما هو يسكن في بيت العنكبوت .

حدثونا عن بناء الأسرة القوية المتينة ، قبل أن تحدثونا عن مقبرة الحب !!!!!



وشكرا

التعديل الأخير تم بواسطة superfadi1 ; 24-07-2004 الساعة 04:14 PM
قديم 21-07-2004, 01:12 AM
  #3
رفيقة العمر
قلب المنتدى النابض
تاريخ التسجيل: Apr 2004
المشاركات: 438
رفيقة العمر غير متصل  
جزاك الله كل خير ..
وبارك الله فيك وفيما خطته يداك .. وجعله في موازين حسناتك .. يوم نلقاه ..
أخي ...
كم إستفدت ، وكم إتضحت لدي أمور ، ..

وأقولها لك للأسف هذا ما أراده الغرب .. أن يلغوا (( العلاقة الزوجية )) ويكون الرابط العشق والجنس والنزوة ..
وكأنهم حيوانات .. لم يلقوا بالا عن عظيم هذه الرابطة وقدسيتها .. من بناء جيل .. وتربية لهم ..

بصراحة لا أعرف ماذا أقول .. زادك الله علما .. وثبتك ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قديم 21-07-2004, 01:54 AM
  #4
الرشوف
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: May 2004
المشاركات: 800
الرشوف غير متصل  
جزيت خيراً...وسلمت يداك...
وعلى كل مؤمن ان يستهل ثقافته الزوجيه من دينه...
والعتب على مدارسنا ومربينا ومعلمينا...
فلو كان يدرس مفهوم الحياة الزوجيه في الاسلام ..
لما رأيت المفهوم الغربي ..هو المسيطر على عقولهم..
قديم 21-07-2004, 02:16 AM
  #5
aboanas
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jul 2003
المشاركات: 3,186
aboanas غير متصل  
نعم وبكل صراحة

في رأيي المتواضع نعم

فالحياة الزوجية لا تقوم إلا على الحب بكل أنواعه واشكاله
__________________
هـــدفـــي الــجــنــة
قديم 21-07-2004, 08:57 PM
  #6
بنت الموج
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية بنت الموج
تاريخ التسجيل: Jul 2003
المشاركات: 4,598
بنت الموج غير متصل  
بارك الله فيك ..............

يثبت
__________________
اللهم صلي على سيدنا محمد صلااة اهل السموات واراضين عليه واجري يارب لطفك الخفي في امري والمسلمين
قديم 21-07-2004, 09:08 PM
  #7
LonelyMan
عضو متألق
 الصورة الرمزية LonelyMan
تاريخ التسجيل: Feb 2004
المشاركات: 2,183
LonelyMan غير متصل  
icon42

قديم 21-07-2004, 10:19 PM
  #8
مسلم_w
عضو مميز ومثالي
تاريخ التسجيل: Jun 2004
المشاركات: 135
مسلم_w غير متصل  
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك موضوع جميل بصراحه جزيت خيرا
قديم 21-07-2004, 10:40 PM
  #9
hagy
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية hagy
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 3,308
hagy غير متصل  
الحياة الزوجية
تقوم على المودة والرحمة والحب والاحترام المتبادل
وقيام كل طرف بما عليه من واجبات ومعرفة ما له من حقوق
الحياة الزوجية فيها التضحيات والصبر
__________________
لكم تحياتي ...أخوكم حجي
قديم 22-07-2004, 01:46 AM
  #10
ابو الوئام
قلم مبدع
 الصورة الرمزية ابو الوئام
تاريخ التسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,462
ابو الوئام غير متصل  
أخي في الله مجرد إنسان .

بـــــــــــارك الله فيك على ما قدمت وما أسلفت .


فعلا موضوع قيم جدا .


أسأل الله جل في علاه أن يجعل ما كتبت في موازين حسانتك .


.........................

وأقول أن لنا فخر والله بأن يكون بيننا شخص مثلك . طالب علم .


تحايتي وتقديري لك مره أخرى .

على فكره سوف أحتفظ بهذا الموضوع عندي ، وإن سمحت لي بنقله للمنتدايات الاخرى . لتعم الفائدة .


شكرا الف .


أخوك سكن كن

تعديل SuperFadi1

التعديل الأخير تم بواسطة superfadi1 ; 24-07-2004 الساعة 04:13 PM
موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:46 PM.


images