لم أمتهن الطب ,, ولا أدعي الحكمه بل على العكس أحيي كل من أوتيها ,,ومن أوتي خيرها ,
لازلت عند رأيي في مسألة الفارق العمري وما يتسبب به من هوة وفجوه كبيره في الرغبات ووجهات النظر والتطلعات , وما يحدث معكِ عزيزتي هو نتاج متوقع , وأمر بات مفروغ منه يؤكد سلبية الفارق العمري الكبير ,, لم أقصد أن أزيد همك لا قدر الله ولكنها وجهة نظر ,
عزيزتي لن أطيل عليك فكما فهمت من كلامك بأن زوجك يستنكر عليك مبادرته سواء للرغبة في اللقاء أو للرغبة بالملاطفة والتواصل , وهذه مع الأسف هي نظره سائده بين كثير من الأزواج الواقعيون تحديدا , والذين لا يدركون معنى الرومانسيه والود والوئام بين الزوجين بعيدا عن العلاقة الزوجيه الخاصه ,,
وهنا نحاول أن نستعرض تاريخ الزوج , وطفولته بين والديه وكيف كانت علاقة والده بوالدته , هل كان جافا ؟ أم كان يكبت مشاعره ؟ أم أنه كان يتحرج من إظهار عاطفته لزوجته أمام أبناءه ؟ ما مدى تأصل صفة الخجل في زوجك هل هي صفة متأصلة أم مكتسبه ؟؟ وما سر عدم الثقة بالنفس وما سر خجله من زوجته ؟؟هل هو خجول بشكل عام ؟؟ هذه أسئله ستساعد ولو بالنذر اليسير في تحديد ملامح شخصية الزوج .
عزيزتي ,, لا نقلل من قيمة مهارتك كزوجه ,, تتقن فنون الإهتمام بنفسها ,يساعدك في ذلك أوج عاطفتك المتوهجه في تلك السن الصغيره قياسا مع سن زوجك فأنت لا زلت عروس حسناء ,,في كامل حماسك لبث طاقات عاطفتك تجاه زوجك ,, ولكنها مهارات لم يقدرها زوجكِ حتى الآن ,, مع ذلك ,, لا بد من الإشاره إلى أن الزوج الجاف تحديدا يحتاج إلى ذلك المولد الذي يوقد عواطفه , حيث أن عاطفتكِ بدأت تفتر بعض الشيء ,, كونه يظن انك تسعين للقاء في نهاية الأمر , فبما أن الأمر هو كذلك أنصحكِ بألا تقللين من قيمة فترة الدوره الشهريه , فهي مفتاحك لإيصال ما ترجوه نفسك لزوجك بأنك ترغبين فقط بالحنان بعيدا عن العلاقة الحميمه الخاصه ,
لا تتجنبيه في تلك الفتره بل على العكس ,تجملي وتأنقي وكأنك نجمة متألقه جاذبية وجمالا وأنوثة ودلالا وحاولي التقرب منه بدافع إستشعار الحنان , وهنا سيدرك بدوره بألا سبيل للقاء خاص كل ما هنالك هو الحاجه لأجواء هادئه مفعمه بالحنان والقرب الذي تتعطشين له والذي يخفيه في نفسه ويبخل به عليك .
أود ان أذكرك أختي الكريمه بأن المولى عز وجل قد قدر رزق الإنسان وهو نطفة غير مخلقه حيث اللوح المحفوظ المدون فيه سعادة هذا الإنسان أو شقاءه , وحاضره ومستقبله , فالإنسان منا لا يحصل على كل شيء ولا بد أن يكون هناك نقص ما , فما أنت به تغبطه عليك الكثيرات حيث تختلف المعاناه من زوجة لأخرى فمن هي تسبح في بحور الحنان والوئام قد يعاني زوجها من ضيق ذات اليد , أو قد يكون بخيلا شحيحا لا يهمه الإنفاق وفق ما أمره الله تعالى , أو أن يكون مريضا معوزا , أو لئيما جائرا , أو عاطلا عن عمله ,,أو , أو , ,,,,,,,, والأمثله كثيره لا حصر لها .
فاحمدي الله تعالى على نعمة الزوج الطيب المنفق المحب ولو كان جافا بعض الشيء فكما قال تعالى : "ولا تنسوا الفضل بينكم"
أتمنى ألا تشعري بأي نقص ,,شعورك بذلك هو نتاج ردة فعل تسبب بها فتور زوجك فأصبحت تدربين نفسك وغريزتك على رباطة الجأش وقوة الصبر والتحمل ,, لا أخفيك بأن ذلك قد يكون بداية الحل حتى يسهل عليك الصبر حتى موعد اللقاء القادم ولو كان بعيد المدى ,,
عززي ثقتك بنفسك فأنتِ ما زلتِ في سن التفاؤل والأمل ,, وأحد منا لا يقلل أهمية إشباع العاطفه المتأصله في كل زوجة فهي رغبة وغريزه قد تحصنت بالزواج لأجل إشباعها ,,ولكن مرني نفسك على ألا تجعلي الأمر جُل اهتمامك مع قناعتي التامه بأن ذلك هو حق مشروع من حقوقك ,,وأنك لا تسعين فقط لهذا الأمر ولكنك تتعطشين للحنان الذي أشعر بأن الأزواج يستلذون باستجداء زوجاتهم لهم للحصول عليه ,, وهو آثمون على ذلك بلا ريب ,,
تحيتي لكِ عزيزتي عطر الفيافي .