السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
رحلة في بدايتها إلى النهاية فيها المرافقون وبها المشاق والمتاعب هكذا هو المرء عندما يتزوج فهو يبدأ رحلة حياة أخرى مليئة بالمسؤولية تجاه شريكة حياته نعم فهو مسؤول عنها وعن بيته الذي بعقد القران يكون قد أسس البنيان فيفترض به أن يقوي أركانه ويشد بنيانه لا أن يقوض عنفوانه ويكون معول هدم يكسر جدرانه فبعض الأزواج هو الأساس المتين للحياة الزوجية من منطلق إحساسه بمسؤوليته فهو يرمم الانشقاق وينفس المسيرة عند الاختناق إذا غضب لاتشعر الزوجة بغضبه وإذا أرهق فابتسامته تخفي آلام تعبه لاتميز ضيقة صدره من رحبه فهو للضيق كالبلسم يشفي الجروح ولو كانت بمرارة العلقم يشعر الزوجة بالأمن والأمان فيجد منها راحة البال والاطمئنان لوغاب عن بيته برهة من الزمن عم الحزن عليه كمفقود غالي الثمن كل هذا لأنه أحس بوجوده كرب أسرة عليه من المسؤولية شيئ عظيم فقام بدوره خير قيام ليعيش جوا هادئا مليئا بالود والاحترام فالزوجة تراه رجلا غير عن كل الرجال حفظها ورعاها وكل حقوقها قد أعطاها لم ينكد عليها حتى في أحلك الظروف فبادلته حبا واحتراما من قلب عطوف جعلت منه للتضحية والإخلاص خير مثال فوجوده بالنسبة إليها قرة عين وراحة بال فقد رأت فيه كثير من حسن الخصال وأيقنت بأن وجودها في غيره شيئ محالف مثل هذين الزوجين كيف سيدب بينهما خصام وعيشتهما حب وود واحترام وقلة عتاب وانعدام ملام وعبارات الود بينهما فاتحة الكلام كل هذا لأن أحدهما ضحى كثيرا من أجل نصفه الآخر فنتج عن ذلك تآلفا مع مرور الوقت كبر وتكاثر فأمضيا عيشة كلها سرور وأوقاتا مليئة بالمرح والحبور وحياة من أول لبنة أساس دربها أضاء بالنور وعلى العكس تماما من ذلك زوجان لم يعرفا للبسمة طريق كل وقتهم خصام وكرب وضيق بيتهم يعج بلهيب النيران والحريق زوج يمضي سهرات الليل بالساعات مهدرا من حياته أثمن الأوقات يتعاطى الخمور والمسكرات يشاهد بعينيه ماحرم من الإباحيات يعود إلى البيت ثقيل الرأس مسطول يرمي نفسه على الفراش كالمشلول يمضي نهاره نائما بدون حراك كالمعلول وإذا أفاق من نومه واستراح قضى بقية يومه في الصريخ والصياح على امرأةمغلوبةعلى أمرها مسكينة من كثرة سكره قد نسي اسمها فتجده ينعتها باللعينةيالله ألهذا الحد وصل الحال ببعض الأزواج إن غاب هدأ البيت وإن حضر بدأ الذعر والارتجاج يختلق أتفه الأعذار للخصام ليسمع الزوجة أشد وأقبح الكلام مبرئا نفسه مبعدا عنها الملام هذا نموذج لبعض الأزواج المهملين وعن مسؤوليتهم غافلين فهذا فاقد العقل وفاقد الشيئ لايعطيه ولكن الأجدر بالنصح والتنبيه هو ذلك الزوج المهمل لمسؤوليته وحقوق زوجته لا لسبب سوى أنه يكد ويتعب وعند أتفه الأسباب يغضب وتسمع الزوجة منه الكلام الجارح ويظن أنه بتلك الطريقة يفرض شخصيته في المنزل ونسي أن الكلمة الطيبة تلين لها القلوب القاسية وأن لكل فعل ردة فعل أشد وأقسى وأنه بسبب سوء كلامه سيجد الهم والنكد كلما أصبح وأمسى فياأخي الزوج اعلم أن المرأة مثل كأس الزجاج شفاف لايقبل الشدة فيكسر ولايقبل التهاون فيسقط ويكسر أيضا فهي بحاجة إلى طريقة خاصة في التعامل تكسب بها محبتها فتقابلك بابتسامة تصل إلى قلبك قد تزيل عناء يوم كامل من التعب والإرهاق فهي مفتاح قفل بيتك وحارس فراشك في غيبتك فاجعلها تشعر بأنها درة في عينيك ووردة في قلبك وصورة في عقلك وشمعة في حياتك دون أن تتحول إلى غيرة زائدة توقد النار في هشيم المشاعرفالحياة الزوجية تآلف وتكافل والمحبة تبدأ كبذرة لابد أن يرعاها من غرسها لتكبر وتثمر فرحا وأمنا وراحة بالهمسةالزوجة مرآتك بين الناس فاعمل على الاهتمام بها لترى نفسك في أحسن صورة وأسأل الله أن يديم على بيوتنا وبيوت جميع المسلمين السعادة والمحبة الدائمة وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .