قرأت في كتاب (الموسوعة النفسية الجنسية) بعض المواضيع التي تهتم بحل لغز بعض المفاهيم الجنسية لدينا نحن البشر وذلك على ايدي الكثير من المتخصصين بهذا المجال ...مع استبعاد بعض المنحرفين فكريا كأمثال فرويد .
وعند قراءتي لباب الجوع العاطفي Affect Hunger
وجدت رابط غير مفهوم لدى الكثيرين بين البدانة الجسدية والجوع العاطفي .
كيف ؟؟؟
تقول الموسوعة عند تعريف الجوع العاطفي :
( هو الجوع الوجداني والنفسي الذي يجعل الانسان يسعى لنيل محبة وعطف المحيطين به ..ومهما يعطونه من هذه المحبة فإنه يستزيدهم ولا يشبع .
فهو دائما جوعان عاطفيا ..واذا لم يحصل على مايريد فهو المكتئب والقلق والمضطرب )
ويعرف علماء النفس الحاجة الى الحب بأنها دافع يميل بكل منا الى ان تكون له علاقة حميمة بآخر يبادله المحبة ويفهمه ويتجاوب معه.
ويرى بعض العلماء ان الحاجة الى الحب او المحبة هي في الاصل حاجة لأن يكون الى جوارنا من يشبع فينا حاجات اخرى..كالجنس مثلا .
والاشباع العاطفي اشمل من الاشباع الجنسي . لأنهم يهتم بالاضافة الى الى الناحية الجنسية بمسائل اخرى كالتفهم والعطف والعون والتشجيع ....الخ.
والحاجة الى الحب شقان :
الاول : هو الحاجة الى ان نتلقى الحب .
الثاني : هو الحاجة الى ان نعطي الحب .
وبما ان الحرمان العاطفي و الجنسي من اشد انواع الحرمان قسوة على المحروم منه ..فقد يدفعه هذا الجوع العاطفي الى منصرفات بديلة كالإقبال على الطعام لكي يستنفد فيه طاقته الشهوية ويجد فيه لذته الكبرى .
والمفاجأة التي وجدتها (ولم يتطرق لها الكتاب ) انه قد تجلت لي الحكمة الكبرى من هذا الحديث الشريف :
(أخبرنا هارون بن إسحاق قال حدثنا المحاربي عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يجد فعليه بالصوم فإنه له وجاء )
اذ ان مداواة هذا الجوع الجنسي والعاطفي لاتكون الا بالزواج ..ولكن من لم يستطيع فعليه بالصوم ..
وكلنا يعرف مدى اهمية الصوم بالرقي بالروح وبالبعد عن التفكير بالشهوة ..
ولكن يظهر لنا الآن فائدة اخرى لمعرفة مدى اهمية الصوم في تحقيق الاتزان الجسدي لنفس الجائع الجنسي والعاطفي.
فالحمد لله على هذا الدين الذي رزقنا الله به ..
انه ديننا الاسلامي الرائع الذي يحقق لنا الاستقرار في كل شئون حياتنا ..
آسأل الله ان يرزقنا الفهم والتدبير وحسن التفكر .
اخوكم / ابو فراس