«الإجازة الزوجية» فرصة لاستئصال المشاكل بين الأزواج والتجديد
تمتد العلاقة الزوجية لسنوات طويلة على مدى العمر، ولهذا لا تخلو من لحظات الملل والفتور بين الأزواج، فتبدأ الشكوى من روتينية الحياة ورتابة العلاقة، ولذلك يبحث الأزواج عن محاولة لاستعادة الرومانسية الغائبة والأوقات الجميلة التي افتقدوها بفعل إيقاع الحياة اليومي، وتكرار المشهد الروتيني بصفة مستمرة.
ويلجأ بعض الأزواج إلى تطبيق فكرة الإجازة الزوجية على أن يأخذ أحد الطرفين إجازة من الطرف الآخر لمدة زمنية معينة متفق عليها تهدف إلى كسر الروتين والقضاء على الملل والفتور بينهما، وتجديد العلاقة الروحية والفكرية.
وتتناول (الرياض) موضوع "الإجازة الزوجية"..هل هي ضرورة أم قيد؟، وكيف للأزواج أن يعيدوا الرومانسية الغائبة واللحظات الجميلة التي افتقدوها؟، وما هي الطريقة المثلى التي من شأنها كسر الروتين والرتابة اليومية والقضاء على الخلافات التي تنغص حياتهما الزوجية؟.
في البداية، أكدت هبه العنزي على أن المرأة المتزوجة بحاجة ماسة إلى تلك الإجازة بهدف القضاء عل الفتور الزوجي وأخذ قسط من الراحة وتجديد طاقتها بعد عنائها الشديد من أعباء المنزل، والتي قد تفقدها في بعض الأحيان اهتمامها بنفسها وعنايتها بزوجها، متمنيةً أن تكون مرة كل شهر على الأقل.
ملل وفتور
وقالت: "يتسرب الملل والفتور إلى حياتي الزوجية بين الحين والآخر بسبب الروتين والرتابة اليومية"، مؤكدةً أن زيارتها المتكررة إلى أهلها تشعرها بالرغبة في العودة إلى المنزل سريعاً، والشوق والحنين إلى زوجها، مشيرةً إلى أنها تجد زوجها قد استحدث عدداً من المفاجآت في منزلهم من شأنها إدخال السرور إلى قلبها.
وتخالفها الرأي، مها الطقيق مؤكدةً على أن الجدل والنقاش بين الزوجين لا ينتهي سواء أخذا إجازة أم لم يأخذا، وأن الخلاف بينهما لا يهدأ سوى سويعات وسرعان ما يعود مرة أخرى، منوهةً بأن ذلك موجود في أغلب البيوت. وأوضحت أن بداية نشوء الخلاف بين الزوجين الذي من شأنه أن يبعث الملل في نفس كل منهما يحدث غالباً عندما تريد الزوجة شيئاً ما وزجها يريد العكس، مبينةً أنه من هنا تكون نسبة اختلافهم على عدد من الآراء أكثر من نسبة اتفاقهم على رأي واحد، وغالباً ما تبدأ الشكوى بينهما من الملل.
غياب مؤقت
وقالت لهذا السبب وجدت الزوجة أن الغياب المؤقت والمدروس من قبل الزوجين يعيد لهما الألفة والمودة، منوهةً بأن هناك بعض الأزواج لا تؤثر عليهما حياة الروتين، وعلى النقيض هناك من يتسرب إليه الملل بسرعة، مضيفةً: "لهذا لابد من اللجوء إلى هذه الوسائل التي تعيد إلى الحياة الزوجية دفئها وحميميتها".
ونوهت الطقيق بأنها حرصت من هذا المنطلق على التخطيط لتلك الإجازة على أن تكون مدتها أسبوعين كل ستة أشهر، مؤكدةً أنها أحدثت بالفعل تغييراً ايجابياً في علاقتها بزوجها. من جهتها، قالت فاطمة سالم أنها وزوجها يدركان تماماً بأن الإجازة الزوجية حل مثالي لكسر الروتين، وأنهما يلجآن إليها مرة كل شهرين، مؤكدة أنها تجربة ناجحة ووسيلة فاعلة للتجديد وإعادة الحيوية بين الأزواج.
تجديد إحساس
وأضافت:" فمنذ خروجي من المنزل لقضاء إجازتي عند الأهل تنهال علي المكالمات الهاتفية من زوجي معبراً عن شوقه إلي وافتقاده لوجودي، ويطالبني بالعودة إليه سريعاً، كما أنني أبادله نفس الشعور وأدعوه إلى أن يتجاوز عن تقصيري تجاهه في الفترات الماضية. وقالت: "وهنا أشعر بجدوى تلك الطريقة التي توقظ داخلنا أحاسيس ومشاعر مكبوتة بنا بسبب مشاغل الحياة والأولاد". وأكدت على أن المادة تلعب دوراً مهماً عند تطبيق تلك الإجازة بحيث يلتزم الطرفان بتقديم هدية أو إحداث تغيير في المظهر الخارجي لزوجته وشراء بعض الملابس والعطور الجديدة لها.
تصفية نفوس
ولا تمانع أحلام الوابصي فكرة الإجازة الزوجية بعد التفاهم والوفاق بين الزوجين كي تأتي بنتائج إيجابية من شأنها استعادة جزء من رومانسيتهما التي افتقدوها خلال عشرتهما الزوجية، وتصفية النفوس وإثارة العواطف، مضيفةً، وبالرغم من معرفتي وثقتي التامة بجدوى تلك الإجازة إلا أنني لا أطبقها خلال فترات الخلاف، معللة ذلك إلى أن مفهوم الإجازة الزوجية غير معروف في مجتمعنا، ولذلك لا يدرك أهميتها وجدواها.
وأضافت: لو افترضت أنني سأذهب إلى منزل أهلي والإقامة لديهم عدة أيام فستواجه تلك الزيارة بالاستنكار وربما يفسر ذلك بأن هناك ثمة خلاف بيننا، خصوصاً وأنهم اعتادوا مني زيارات قصيرة.
إلى ذلك، أكدت الأستاذة هدى العلاوي - أستاذة علم اجتماع - أهمية وجدوى الإجازة عموماً في حياة الأشخاص، وأنها من أنجح الوسائل للقضاء على الملل والفتور، وإحياء الشوق والحنين بين الزوجين، إلى جانب أنها تعد فرصه لتجديد النشاط والحيوية، ووسيلة مثلى للراحة بعد التعب يستعيد فيها كلا الزوجين طاقته ونشاطه، فيشعر كل منهما بقيمته وهو بعيد عن الآخر.
راحة أعصاب
ونوهت بأنها وسيلة مفيدة في علاج المشاكل الزوجية بين الطرفين، مؤكدةً على أن الإجازة فرصة كبيرة لإعادة التفكير وراحة الأعصاب والتروي في القرارات، مقترحةً بأن تكون تلك الإجازة متكررة وألا تمتد لفترات طويلة خشيةً أن يخلق ذلك إحساساً لدى الطرفين بعدم احتياجه للآخر، مضيفةً: "لذا ننصح بها دائماً لكل من يشتكي الملل والروتين في حياته الزوجية".
الموضوع منقول من نورة العطوي ... جريدة الرياض