رحلتي إلى بلاد الحرمين .... الحلقات الأخيرة و بصور من كاميرتي
المرحلة الأولى من الرحلة .......... من نابلس حتى الحدود الأردنية
- فيها دوافع السفر
- الاتصال مع صديق تعرفت عليه حديثا من السعودية
- معيقات الطريق
- مشاهد سياحية في أريحا
بداية أود ا ن أشكر كل من ساهم معي في هذا الموضوع بإضفاء بعض التعديلات و إعطائنا عددا من الصور لأن الصور التي صورناها قد تلفت لسبب ما في شريحة الكاميرا
فالشكر لكل من
][][§¤°^°¤§][أبو فيصل و أم طارق و ريم المدينة ][§¤°^°¤§][][
الدوافع و الأسباب
في الحقيقة قبل أن أبدأ في الحديث عن الرحلة أرغب بالحديث عن الأسباب التي دفعتني للذهاب إلى العمرة ..كما يعلم الكثير هنا قصتي مع مشكلة الإنجاب حيث أني متزوج منذ 4 سنوات و لم تكتب لنا بعد هذه النعمة ، أصبحت في كل شهر أدفع مبالغ كبيرة نسبة لدخلي من أجل هذا الأمر ، في الحقيقة تعبنا .. هي تعبت من كثرة الدواء و الهرمونات ، و انا تعبت على تعبها و أرهقت ماليا ..
كان الملجأ الأول و الأخير لي هو الله الذي يخلق في الأرحام ما يشاء .. الحمد لله كان ملجأي دائما إليه ..
و لكن هذه المرة كان التفكير بشكل آخر ..
أن يكون التوجه إلى الله جسدا و روحا ... و ان أبذل في سبيل التوجه إليه ، و أن أسافر إلى العمرة حيث الدعاء المستجاب بإذن الله عند الكعبة المشرفة .
اتصلت مع صديق لي تعارفنا بظهر الغيب دون أن يعرف أحدنا الاخر .. يسكن في السعودية بمدينة جدة عندما علم بنيتي للسفر فرح كثيرا و قال لي أنه سيستضيفني هناك و يجعلني أجلس مع علماء من السعودية الأمر الذي أفرحني كثيرا ..
قررت السفر للأردن لاعتبارات خاصة و منها إلى السعودية
عند فجر يوم السبت فتحت المسنجر لأرى صديقي من السعودية قد أرسل رسالة يريد الاطمنئان علي بها ..و توكلت على الله بعد الاستخارة و مضيت ....
و بدأت الرحلة الصعبة ...
لمدينة نابلس مخرجين رئيسيين أحدهما حاجز حوارة و الآخر حاجز بيت إيبا ..من المعروف لدينا أن حاجز حوارة يعتبر معبرا دوليا بمعداته و إمكانياته يعني من التجربة المرور عن حاجز حوارة شبيه بالدخول إلى الأردن أو السعودية .......
و هذه هي مشاهد من حاجز حوارة حيث المعانة المستمرة و اليومية للمواطنين
فتلاحظون ان المرور من أي حدود دولية اسهل من هنا
انظروا
و هنا تفتيش النساء
و مررنا من حاجز بيت ايباو هو حاجز يعاني منه المواطنين و ذلك لأنه يزيد مسافة الطريق إلى أكثر من نصف ساعة إضافية
حيث أوقفنا الجنود و أخذوا بطاقاتنا و أوقفونا نحو نصف ساعة و كان الجميع يمر عدا سيارتنا
و بعد يسر الله الأمر اتصلت بام محمود لأطمئنها عن عبوري أول عقبة
الوصول إلى استراحة أريحا و المعابر
و خلال ساعة من ذلك كنا في أريحا بعد تخطينا 3 حواجز عسكرية هي حاجز يتسهار و حاجز زعترة و حاجز آخر لا أدري ما اسمه في كل واحد نرى الإذلال به
و كان الزحام شديدا في استراحة أريحا ..
و لأن اليوم كان السبت ينتهي الدوام مبكرا "الساعة 11"
و نمر في عدة مراحل للسفر
المرحلة الأولى استراحة أريحا حيث نأخذ رقما بالضبط بنفس نظام البنك العربي و كان رقمي فوق 750 و في هذه المرحلة نسلم حقائبنا لشركة النقل المتعهدة في ذلك و التي ستأخذ حقائبنا و تفتش عند اليهود بمعزل عنا و نجدها في منطقة بين الحدود الفلسطينية و الاردنية هذا إذا اجتزنا الحدود أصلا ..
ودخلت مرحلة التفتيش الأمني لدى الأمن الفلسطيني و مررنا بحمد الله و بعدها اكثر من أربع حواجز للتفتيش الأمني الإسرائيلي كلها تتصف بالإذلال إلى المرحلة الأخيرة حيث تختم الجوازات و العقبة الرئيسية
حيث يكون الناس أضعاف العدد الذي ترونه هنا في نفس المكان
اليهود أعادوني من الحدود
و ننتظر الدور
وكان من يتولى المهمة فتيات يهوديات
و وظيفة اليهودية التي لا تتجاوز 20 عاما فحص جواز السفر على الكمبيوتر للتأكد من أن الشخص المسافر ليس مطلوبا لديهم ...
و كان الناس جميعهم يمرون بسرعة ملحوظة
تنظر لرقم الجواز و تختمه بدقيقة "أي تصادق على الخروج"
و أتى دوري
و كانت مسرعة
و فجأة قالت لي أنت بحاجة إلى تصريح بالإضافة للجواز
فقلت لها لا أعلم هذا
فطلبت الهوية
و كان فعلا ينقصني التصريح لأن الجوزات الجديدة لا تدخل كمبيوترهم إلا بعد فترة فيلزم تصريح حتى يسمح لنا بالمرور .. و التصريح ورقة تعمل عند ما يسمى بالكتبة و سهلة الاستصدار
ولكن فجأة طلبت الهوية الشخصية .. أعطيتها إياها ...
و ضغطت على ازرار الحاسوب
وظهر ت عليها علامات الذهول
و بحلقت عيونها بالشاشة لدقائق
و فجأة
قامت عن كرسيها و صرخت بوجهي ... إجلس على الكرسي !!
و لان لغتها مكسرة لم أفهم .. قلت لها ماذا ؟؟؟ قالت بصراخ أشد إجلس على الكرسي !!
و الناس كلهم أفهموني مرادها حيث ارتبكت من أسلوبها الفظ
جلست
خرجت اليهودية من مكتبها و توجهت لجهاز المخابرات
...و عادت بعد عشر دقائق ... و بقيت جالسا 4 ساعات و انا أفكر ماذا سأفعل و كيف سأتصرف و إن سألوني عن كذا ماذا اقول ..
و مرت الساعات حتى أقفل المعبر و لم يبقى من الناس غيري و بلغت القلوب الحناجر .... ماذا بعد!!!!!
حتى أتاني ضابط مخابرات يمثل دور الطيب فقال لي هذه أوراقك و كل ما عليك هو فقط استصدار تصريح و غدا أجعلك تمر
و خرج معي من القاعة إلى جهة القادمين من الاردن
و ساعدني في البحث عن حقيبتي بين الحقائب المعادة من الاردن
و بعد طول عناء
عدت إلى اريحا
و أنا مستبشر انه يمكنني السفر غدا ان شاء الله
استدعاء أم محمود لتلحق بي و المكوث في أريحا
اتصلت بأم محمود
و طلبت منها أن تأتي إلى أريحا
و نبيت عند أحد أقاربنا هناك
حتى تتاح لنا فرصة القدوم مبكرين للاستراحة
و ووفروا لي الراحة قبل قدوم ام محمود و كنت مرهقا جدا من الوقوف و الانتظار
كانت الساعة الرابعة مساء
قدمت أم محمود
و في الليل زرنا بعض معالم أريحا وهي الحديقة الاسبانية
و هذا جزء منها
و تعتبر أريحا أقدم مدينة في العالم عمرها 10000 سنة و تقع على ضفة البحر الميت حيث خسف الله الارض بقوم لوط
و من أهم معالمها قصر هشام
و التل فريك و هو مكان للتنزه عبر التلفريك
المعاناة مجددا على المعابر
فجر اليوم التالي استعدينا للسفر
حيث لا تبعد أريحا عن الحدود بضعة كيلو مترات
و مع ذلك وجدنا ترتيبنا بين المسافرين أكثر من 1100
و انتظار تلو انتظار
حتى تعدينا كل المراحل السابقة ووصلنا لفحص الجوازات
و ذهلت اليهودية "غير السابقة"
من الكمبيوتر بعد فحص اسمي
و صرخت بوجهي
وقلت لأم محمود لا تقدمي جوازك حتى أمر أنا
و أجلسوني 4 ساعات و قلب أم محمود يخفق خشية علي
و انا أصبرها
و أعطيتها كل المال و كل الاوراق و المستندات الاخرى احتسابا لاحتمال الاعتقال و بدأت أوصيها على نفسها و أهلها و أخوتي الصغار و خلال الفترة شاهدتإحدى اليهوديات دفعت كهلا يبلغ ما لا يقل عن 80 عاما و شتمته أمامنا جميعا ولم نقو على فعل شيء
هذا هو حالنا
و لكن مع طول استغفار و دعاء إلى الله
جاء الفرج
و قدمت لي اليهودية باحترام جوازي و قالت لي بإمكاني السفر
و أعطيكم بعض مشاهد المنطقة الحدودية
بعدها انطلقنا لرحلة البحث عن الحقائب الشاقة بين مئات الحقائب الملقاة بأسوأ صورة
حتى دخلنا الحدود الاردنية
و كانت الأمور ميسرة هناك
ووصلنا خارج المعابر الاردنية الساعة السادسة مساء
أي من الخامسة صباحا حتى الساسة مساء 13 ساعة من التعب الجسدي و النفسي على مسافة لا تستغرق أكثر من 3 ساعات في الاجاراءات التي مررت بها عام 1997 مع وقت الطريق
هذه جزء من قصتي
اعتبرها لمحة عن معاناة شعب باكمله عانى ولا زال يعاني ........ و ما عانيته أقل بكثير مما عاناه غيري
و غدا إن شاء الله ننتقل للجزء التالي و فيه نتحدث عن ما يلي :
- الأتصال مع صديقي من السعودية و مفاجآته الرائعة
- المكوث في عمان و زيارة الاسواق و المعالم
- السفر إلى اربد
- الانطلاق إلى السعوية
أسأل الله أن لا تكونو قد مللتم من قصتي