السلام عليكم
كل عام وانتم بخير وجعلنا الله جميعا ممن صامه وقامه إيمانا واحتساباً وغفر له
ماتقدم من ذنبه وجعلنا الله وإياكم جميعا من عتقاء النار 0
قد يشق عليكن أخواتى مع الصيام ماتلاقينه من بعضهن هداهن الله من كلام أو
غمز ولمز ممن يتناسين أنهن صائمات ، وقد يشق ذلك عليك مع الصيام فتكوني
حادة المزاج عصبية ، تنتصري لذاتك بالرد والاحتقار لهن والكره لهن ولكن أعلمى
أنك في هذا الشهر في امتحان من نوع آخـر من الصبر ، إمتحـان اصعب من غيره
وأجره أكبر بإذن الله ، فلا تعطيهن الفرصة ليحرمنك حسانات مضاعفة أضعافـا
لاتتصوريها ، وسيأتى على الناس يوم يتمنون فيه الحسنة الواحدة يود أحدهـم
لو يعاد إلى الحياة لحظة واحدة ليعمل عملا صالحاً 0
كل ما ضايقك أحد تذكرى أن الله ينظر ما انت فاعلة أمام جهل الجاهلين وكيف
هو صبرك في هذه اللحظات التى انت فيها صائمة وعاطشة جائعة ، حاولى أن
لاتحرمي نفسك ماتضعينه من حسنات في رصيد حسابك بالآخرة 0
وربما لو علمتى مالك من اجر الصبر على ذلك لتمنيتى كل لحظة ان يضايقك أحد
فتصبرين فيكون لك أجر ، ولكـن الله سبحانــه اخفى ذلك عنك ليكون امتحــان
حقيقي لصبرك ، فاستعينى بالله وأسأليه أن يرزقك الحكمة وانشراح الصــدر
ويعينك على نفسك بالصبر ، وكلها أيام ذهبية معدودة كل لحظة فيها بعمـــر
ولو لم يكن فيها سوى ليلة القدر التى العمل فيها يعادل العمل في ثلاث وثمانين
سنة وأربعة أشهر والتى خص الله بها أمة محمد ،
فقد كانت أعمار الأمم السابقة تصل إلى الف عام وأعمار أمة محمد مابين الستين
والسبعين عام ، فعوضهم الله بليلة واحدة تعادل عمل ثلاث وثمانون سنة وأربعة
أشهر ، يذكر أن إمرأة جاءت إلى النبي سليمان تبكي وفاة ولدها بشبابه حيث
توفي ولم يبلغ الثلاثمائة وخمسون سنه ، فقال لها نبي الله أنه سيأتى بعدنـــا
أقوام أعمارهم مابين الستين والسبعين سنه ، فتبسمت وقالت والله لو كنت فيهم
لقضيتها ساجده ، ( هكذا سمعتها وربما اختلفت الرواية )
أسأل الله ان يرزقكن الصبر والحكمة وسعة الخاطر واحتساب الأجر على الله
وكل عام وانتن بخير
أخوكن الكبير