بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ابتسامة أسرت قلبي
التي لا تملك وجهاً باسماً لن تكون زوجة ناجحة وكذلك الأمر بالنسبة للزوج إذ الإبتسامة تعني إني سعيدة برؤيتك .. أنت ستجعلي دائماً سعيدة فلا تفارقني بل أعظم من ذلك أني أحبك.
كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم الحث على الإبتسامة لأنها تجمع بين القلبين، وكان صلى الله عليه وسلم لا تفارق الإبتسامة وجهه الشريف سواءً لأصحابة ولزوجاته.
قال عبدالله بن الحارث : ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم (رواه أبو الشيخ)، ويقول جرير بن عبدالله البجلي: «ما رأيت رسول الله منذ أسلمت إلا وتبسم في وجهي» (رواه البخاري)، وكل صحابي يظن أنه أحب الناس إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم لما يرى من تبسم النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه، فأقبل عمرو بن العاص: إلى النبي صلى الله عليه وسلم واثقاً من نفسه أنه أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! من أحب الناس إليك؟ قال : عائشة، قلت: من الرجال؟ قال: أبوها، قلت : ثم من قال : عمر بن الخطاب، فسكت فلم أسأله. تبسم الزوج لزوجته دون أن يتلفظ بكلمة تعني الكثير لها، ربما تأثيرها أبلغ من الكلام، وكأن الكلام لا يستطيع أن يوفي كل ما تلي، فأعبر عما في قلب بالإبتسامة. ولما سمع أعرابي أن الله تعالى يضحك قال: لن نعدم خيراً من رب يضحك. لدلالة الإبتسامة على الحب والقبول، وتجعل الآخر يطمع فيما عند المبتسم.
صبّري نفسك على الإبتسامة فإنها تأسر قلبه ولو لم يصرح بذلك. أحد الإخوةحصلت جفوة بينه وبين خليله، دامت فترة طويلة، يقول فواجهته يوماً من الأيام فابتسم في وجهي، فراجعت نفسي وندمت على جفوتي له، وأخذت أحاسب نفسي عليها، وذهب وَحْر صدري، كل ذلك خلال ثوان لم تتجاوز الدقيقة فرجعت إليه وتصافينا. هذه الإبتسامة تقضي على كل المنازعات التي تختلج القلب تجاه الآخر، فتصفي لك ود الزوج.
بائع في محل فيديو يقول : كنت أبيع أشرطة الفيديو وما فيها من الخلاعة والمجون لمدة خمس سنوات، وفي يوم من الأيام دخل عليَّ شاب، مشرق الوجه، بهي الطلعة، تقدم إليَّ، ومد يده وصافحني بحرارة، وقد علت محياه ابتسامة رائعة تأسر القلب، وتزيل الوحشة وتحطم الحواجز النفسية، ثم نصحني وأهدى إلي شريطاً، ثم تركني وذهب، فلما ذهبت إلى مسكني الذي كنت أسكن فيه بمفردي، تذكرت إبتسامة الشاب التي أَسَرَتني، فدفعتني تلك الإبتسامة إلى الإستماع إلى الشريط الذي أهدانيه، فما انتهيت منه حتى تغيرت أحوالي رأساً على عقب، فتوجهت إلى المسجد وصليت صلاة فارقتها منذ أثني عشرة سنة، واستبدلت الأشرطة الإسلامية بها، كل ذلك بسبب ابتسامة مشرقة أسرت قلبي.
إن الأمر الجسدي لن يحقق إلا طاعة زائفة وحباً كاذباً بينما الأسر القلبي الناتج عن الإبتسامة يحقق طاعة صادقة وحباً نافذاً شاغفاً للقلب.
والابتسامة أيضاً تضفي جمالاً فائقاً على الوجه، يفوق الجمال الطبيعي، يقول كعب بن مالك في حديث توبة عندما نزلت توبة من السماء : «انطلقت فدخلت المسجد، فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ يبرق وجهه من السرور، وكان صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر» (رواه البخاري).
وكذا ماذكره أنس بن مالك صلى الله عليه وسلم : «في آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم كشف الستارة يوم الإثنين - ثم تبسم يضحك - نظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف - أي من الحسن والصفاء - والناس خلف أبي بكر» (رواه البخاري).
بث الروح في كل لقاء بالابتسامة إليه، فنجاح الزوج والزوجة يتوقف على القدرة على التحكم بالنفس وإلزامها بالتبسم عند كل لقاء. لذا قال صلى الله عليه وسلم: «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلق أخاك بوجه طلق».
الإبتسامة فن يجب أن يجيده كل زوج وزوجة ، فهي تغسل الشحناء بين الزوجين ، وتعيد الامل لحياة زوجية سعيدة ، لكن من يجيدها ؟ علينا أن نتعلم إتقانها لأنها تصرف سهل لا يستدعي منا أي جهد أو تعب أو بذل مال.
إن هذا الفن يتعلم عليه ويتدرب مندوبو الدعاية ليحققوا لمؤسساتهم الربح المادي من خلال ابتسامة صغيرة ، أليس الزوجين أحرى بهذه الإبتسامة؟