الزوج ... الاخ ... .. مقاييسهم
ظهرت موهبة الخنساء وهي صبية صغيرة وكانت تنشد قصائد قصيرة، بيتين أو ثلاثة، فلما مات أخوها صخر، ومن بعده شقيقها معاوية، انطلق طوفان الشعر سيلا جارفا ولم يتوقف طوال حياتها.
كان “صخر” حليما كريما مقداما شجاعا وكان اكثر رجال العرب وسامة وجمالا.
وقالت في ذلك وهي تبكيه:
أعينيّ جودا ولا تجمدا
ألا تبكيان لصخر الندى؟
ألا تبكيان الجريء الجميل
ألا تبكيان الفتى السيدا؟
وقالت في رثاء معاوية:
لا أرى في الناس مثل معاوية
إذا طرقت إحدى الليالي بداهية
بداهية يصغي الكلاب حسيسها
وتخرج من سر النَّجي علانية
قالت في رثاء صخر وهي ترسم صورته وتحدد أوصافه:
ما بال عينيك من دمعها سرب
أراعها حزن أم عادها طرب
أم ذكر صخر بُعيْد النوم هيَّجها
فالدمع منها عليه الدهر ينسكب
يا لهف نفسي على صخر إذا ركبت
خيل لخيل تنادي ثم تضطرب
فقد كان حصنا شديد الركز ممتنعا
ليثا إذا نزل الفتيان أو ركبوا
أغر أزهر مثل البدر صورته
صاف عتيق فما في وجهه ندب
يا فارس الخيل إذ شُدت رحائلها
ومطعم الجوَّع الهلكى إذا سغبوا