هل تحترم زوجتك؟ "دائمًا ما تسمع زوجها يحكي لأصدقائه في التليفون مشكلاته ويسأل هذا وذاك ما رأيه في أمر كذا وكذا, وفي مرة بادرت الزوجة وقالت لزوجها: إن لي رأيًا في الموضوع الذي نتحدث عنه هل يمكن أن أشاركك في إيجاد حل مناسب؟ فقال لها متعجرفًا: وهل أنت تفهمين أصلًا حتى تطرحي عليَّ حلولًا؟ عندما أرى أنك بدأتِ تفهمين وتفكرين سأسألك عن رأيك". "وهذا زوج آخر يسأل زوجته ما رأيكِ في كذا؟ ولماذا فعل فلان كذا؟ وكيف تفسرين هذا الموضوع من وجهة نظرك؟" ودائمًا يسألها, أتعرف لماذا أخي القارئ؟ ليرى الموضوع من وجهة نظر أخرى غير الزاوية التي يراها هو, وبعمق مختلف عن درجة تفكيره هو. أخي الزوج: يختلف الأزواج في نمط سلوكهم مع زوجاتهم كما رأينا في النموذجين السابقين, فمنهم من يأخذ برأي الزوجة ويسألها في موضوعات تشغله ومشاكل تواجهه؟ ومنهم على النقيض تمامًا, فهو يسأل كل الناس من حوله إلا زوجته, ويعتبرها لا تفهم أصلًا كي يتحدث معها. احترم رأي زوجتك لتكسب ودها (من أجل أن يكسب الرجل ود زوجته ومحبتها وإخلاصها, ويقودها إلى ما يريد؛ عليه احترام أفكارها وآرائها والإشادة بعملها وتنظيمها لبيتها. ولو سأل كل رجل نفسه: كم مرة أثنى على وظيفة زوجته في منزلها, لوجد أن رصيده من هذا القبيل متواضع، فكلنا يعرف دور التشجيع وأثره في حفز الهمم وبعث النشاط, فهو الوقود الذي يحرِّك الحياة ويبعث فيها البهجة والسرور والحيوية والنشاط. وكل زوجة تتمنى أن يحس بها زوجها, وبدورها وبوجودها, وأن يدفعها إلى دورها الإيجابي للقيام بمهمتها ورسالتها) [الشهد والشوك في الحياة الزوجية, صالح بن عبد الله الغنيم, بتصرف يسير]. ولذلك فإن معظم النساء إلا من رحم الله يشتكين من نمط سلوك أزواجهن, الذي لا يراعي مشاعرهن وأنهن يشعرن بخيبة أمل لأن أزواجهن لا يعاملونهن بالقدر اللازم من الاحترام والتقدير بالرغم مما يقدمنه لهؤلاء الأزواج من جهد وحسن تبعل وطاعة وتفانٍ في الخدمة إلى أبعد الحدود. وإذا كانت المرأة هي أول من يقوم من أهل البيت وأخر من ينام؛ ألَّا تستحق هذه التضحية الدائمة التقدير والاحترام من قبل الزوج؟ وكلمة تشجيع واحدة من زوجها يشعرها بما تقوم به من دور فعَّال ومؤثر لخدمة العائلة؛ تنسيها المتاعب وتجدد من حيويتها ونشاطها, وتمنحها الثقة والقدرة على مضاعفة الاحتمال, فكل أهل البيت يمرضون وتسير عجلة الحياة في البيت ولكن عندما تمرض الزوجة تتوقف الحياة. فالمرأة تحب الرجل الذي يشركها معه في قراراته, سواء المتعلقة بشئون المنزل أو تربية الأبناء أو التخطيط للمستقبل, وتسعد كثيرًا عندما يستشيرها في أموره وأعماله الهامة, وتكون في قمة الفرح عندما يطلب منها أن تبدي وجهة نظرها في موضوع ما. وذلك لأن إشراكها واستشارتها في اتخاذ القرار, يشعرها بذاتها ويحقق لها أجمل ما في الحياة الزوجية ألا وهو المشاركة. مثال عملي من مشكاة النبوة (لقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها في أشد الأوقات صعوبة في صلح الحديبية, يوم أن مُنع من إتمام العمرة, وأصرَّ الكفار على عودته دون الدخول لأداء العمرة, لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه يومها (قوموا فانحروا ثم احلقوا) فما قام منهم رجل واحد, حتى قال ذلك ثلاث مرات, فلما لم يقم منهم أحد؛ دخل صلى الله عليه وسلم على أم سلمة مهمومًا, فذكر لها ما لقي من الناس, فقالت أم سلمة: أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بدنتك, وتدعو حالقك فيحلقك, فخرج فلم يكلِّم أحدًا منهم حتى فعل ذلك, نحر بدنة, ودعا حالقه, فحلق, فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا, وجعل بعضهم يحلق بعضًا حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غمًّا [رواه البخاري]. فانظر إلى حصافة رأي أم سلمة رضي الله عنها, وانظر إلى أخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأيها وهو النبي الموحى إليه من رب العالمين. وأنا الآن أدعوك أخي الزوج للتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم, فشجِّع زوجتك على إبداء رأيها, واشكرها إذا كان رأيها صوابًا, وأظهر لها أركان الموضوع إذا كان رأيها معارضًا, واحرص ألا يخرج النقاش في أي موضوع عن حدوده, فينقلب إلى مشاحنة [المفاتيح الذهبية في احتواء المشكلات الزوجية, نبيل بن محمد محمود, بتصرف]. زوجتك لها شخصية مستقلة إن زوجتك تحمل شخصية مستقلة, ولها آراؤها وأفكارها التي تناسبها, ولكنها في الغالب رقيقة المشاعر والعواطف، وهي في ذات الوقت سهلة القيادة لمن يحسن فن القيادة, فمن السهل أن تحركها للهدف الذي تريد إذا استطعت أن تستحوذ على عواطفها وتسيطر على وجدانها وتسير عبر أفكارها إلى ما تنشد, إن الزوجة لا تعكِّر على زوجها الحياة لأنها تكرهه، ولكنها تفعل ذلك تحت ضغط الظروف النفسية والجسمية بسبب طبيعتها كأنثى, فالضعف يولد القلق, وآلام الدورة الشهرية وظروفها تدفع إلى العصبية, وضوضاء الأولاد يقضي على رصيد المرأة من الصبر والقدرة على التحمُّل) [المفاتيح الذهبية في احتواء المشكلات الزوجية, نبيل بن محمد محمود, بتصرف]. احترم جمالها من فضلك: أخي الزوج: إن الزوجة تملك صفات جمالية متنوعة ألا يستحق جمالها الإشادة به حتى يستمر في بريقه؟ تقول بعض الزوجات: كثيرًا ما تقف الواحدة منا أمام زوجها وقد وضعت مسحة كبيرة من الجمال على جسمها, ولبست أغلى وأحلى ملابسها, وأنفقت كثيرًا من وقتها وجهدها, ثم تقف أمام جماد لا ينبض بالحركة. إن المرأة تتمنى أن تدفع الكثير لتسمع من زوجها شعوره نحوها وإحساسه بها, (تقول زوجة: كم أتمنى أن يهديني زوجي كلمة إعجاب واحدة لأعلقها وسامًا غاليًا في منزلي. وقامت زوجة بالإشادة بجمال صديقتها فقالت لها بعد أن شكرتها: يا ليت زوجي يرى بعيونك. وقالت زوجة لزائرة امتدحت جمالها وأناقتها فردت الزوجة: هل يمكن أن تكتبي لي ذلك في ورقة ليقرأها زوجي. وقيل لامرأة: كم أنت جميلة جدًا قالت: إن زوجي يرى كل شيء إلا جمالي, فهو مصاب بعمى الجمال) [النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته, عصام بن محمد الشريف]. أخي الزوج: لماذا ترغم زوجتك أن تستدر منك الثناء والمدح الذي لن يكلفك شيئًا؟ (كأن تقول لكَ هل أعجبك الأكل؟ ما رأيك في هذا الفستان؟ هل أصحابك أعجبهم الطعام؟ وأمثال ذلك من الأسئلة المتكررة وأنت في غفلة تامة, وقد تثني بعد السؤال أحيانًا وكأنك تتصدق عليها, فجزاك الله خيرًا على هذه الصدقة منك, والله ما أبخل هذا الزوج) [العشرة الطيبة, محمد حسين, بتصرف]. هل تتذكر ما كنت ترتديه منذ أسبوع؟ لو نظر الرجل إلى المرأة نظرة فاحصة مدققة لاكتشف أنها تبذل جهدًا عظيمًا لتبدو جميلة, ويلاحظ ذلك النساء بسرعة, فينظرن إليها منبهرين, إلا أنها تريد تقديرك وإعجابك أنت, فهي في الغالب لا تفعل ذلك إلا لك أنت. (يحكي ديل كارنيجي فيقول: توفيَت جدتي لأمي منذ بضعة أعوام وهي في الثامنة والسبعين من عمرها, وحدث قبيل وفاتها أن أطلعناها على صورة التقطت لها قبل ذلك بنحو نصف قرن, لم تتمكن عيناها الواهنتان أن تتطلع إلى الصورة, ولكنها ابتسمت ابتسامة باهتة وسألت سؤالًا عجيبًا: أي الثياب كنت أرتدي؟ فهل تتذكر ماذا كنت ترتدي أنت منذ أسبوع؟ أظنك لا تتذكر, ولو سألت أكثر الرجال قوة في الذاكرة فلن تجده يتذكر إلا ما كان يرتديه منذ شهر وبالكاد. أما المرأة فاسألها عن ثيابها التي حضرت بها زواج خالها وهي في العاشرة من عمرها, فسوف تصفها لك بالكامل, وخاصة مواطن الجمال فيها) [بالمعروف حتى يعود الدفء العاطفي إلى بيوتنا, د.أكرم رضا]. والسؤال الآن كيف تحترم زوجتك؟ وإجابة السؤال هو الواجب العملي فإذا أردت أخي الزوج أن تكسب احترام وحب زوجتك فعليك بعمل ما يلي: 1. "عامل زوجتك معاملة إنسانية, بأن تستشيرها في أمورك, وتشركها في قراراتك. 2. اجلس معها لتبث لها همومك وتسمع منها همومها. 3. امزح معها واجعلها تمزح معك, وأشعرها بأنها صديقتك, وتوقف عن تحقيرها أو إهانتها, واعتذر إن أخطأت بحقها, وأخبرها إن تأخرت خارج المنزل, وقدم لها الهدية بين فترة وأخرى, واحترم آرائها واقتراحاتها. 4. أكرم زوجتك واحترمها وشاورها في كل شأن لكما وأظهر إعجابك بها) [حتى يبقى الحب, د.محمد محمد بدري]. المراجع: 1. الشهد والشوك في الحياة الزوجية, صالح بن عبد الله الغنيم. 2. المفاتيح الذهبية في احتواء المشكلات الزوجية, نبيل بن محمد محمود. 3. النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته, عصام بن محمد الشريف. 4. العشرة الطيبة, محمد حسين. 5. بالمعروف حتى يعود الدفء العاطفي إلى بيوتنا, د.أكرم رضا. 6. حتى يبقى الحب, د.محمد محمد بدري. منقول للفائدة ... |
||
الاحترام في الحياه الزوجيه يعتبر ركيزه اساسيه من ركائزه متى ما فقد الاحترام بين الطرفين انهدم هذا الصرح العظيم و تطاول كل من الزوجين على الاخر .. بعض الازواج للأسف الشديد يرى عدم وجوب ان يكون للزوجه شخصيه مستقله او مساحه بسيطه من الحريه .. فمبا انه تزوجها اذا يجب على هذه الزوجه ان تنصهر في شخصية زوجها يحركها على حسب مزاجه و اهوائه و ليس لها الحق في الاعتراض او الاحتجاج .. نقل موفق اخي الب ارسلان تشكر عليه .. |
ادعوا لي ان الله يرزقني بالذرية الصالحة |
||
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|