في الحياة الزوجية تجـاذبات كثيرة، اهمها المشاكسات والمنـاورات التي تعتبر في عرف الخبراء والمخـتصين «بهارات» العلاقة الجميلة بين الرجـل والمرأة. من بـين هذه البهارات لعبة سهلة ومضمونة، وهي الشد والجذب، او كما يـقول علم النفس لعبة «القط والفأر». فتـخيلي نفسـك في مطاردة وديـة مع زوجك تقررين فيها من منكما سـيرتدي قناع القط ومن سيبتعد ويجري مثل الفأر؟
حول لعبة القط والفـأر تعـلق ليـنا المغربي، باحـثة في علم النفـس، قائلة: في الغرب يلعب الرجل عامة دور القط، الذي يسـعى جاهدا لكـسب ود زوجته (الفأر) ورضاها، بينما في الشرق، تنطبق على رجـالنا مقولة جداتنا: «يمشون حتى يحفـون ويـبكون حتى يعمون» لتـتلطف واحدتنا وتقبل بمن ضـيع اياما وشهـورا في مطـاردتها. بعـدما تنتهي كل الالتزامات من جانبه تجاهها وتنقلب الادوار، وتصبح المرأة هي الملزمة دائما بالسـعي وربما الاسـتماتة في العطاء والشقاء لتحصـل على بسـمة رضـا من «سيد البيت»، بينما هو منشغل عنها بنفسـه وبشلة اصدقائه، وهو ما نسميه في علم النفس «مطاردة القط والفأر».
اجذبيه بتبادل الأدوار
من جانبها، تقول جولي ستيفن، اختصاصية علاقات اسرية: مهما تعددت النساء تبقى اهم مشكلاتهن مع الرجال واحدة: كيف اجذبه اليّ واقربه مني؟.. فقد كان يطاردني باتصالاته واستفساراته في بداية ارتباطنا، لكن بعد فترة قصيرة، خف سعيه نحوي، صار يتحاشى الكلام معي نهارا ويدير لي ظهره ليلا. ولتتفادي هذا القلق، ما عليك، سوى تبادل الادوار. ضعي مخالب القط واستعدي للمطاردة احيانا، واحيانا اخرى تستري وراء شاربي الفأر المستكين بانتظار مطاردة الطرف الآخر لك. فقد بينت الابحاث الحديثة ان العلاقات الزوجية الصحية، هي التي يتبادل فيها الزوجان دوري القط والفأر بين وقت وآخر، حتى ان بعض علماء النفس يعتبرون ذلك مفتاحك للحفاظ على حب دائم وزواج مستقر».
طالب ومطلوب
الذي يحصل هنا بين المرأة والرجل عوارض معروفة يمارسها الجميع في كل فئات المجتمع «انها اساليب نعتمدها في اللاوعي لدينا»، كما تقول كورين سويت، اختصاصية علم نفس وعلاقات اسرية في كتابها «تعلمي كيف تقولين لا»، وتضيف: طرف يلعب دور الطالب والآخر دور المطلوب. الطالب يسعى ويجتهد ليتقرب من المطلوب، ومتى تفتحت له الابواب تبرد عاطفته ويبتعد فينتفض المطلوب وفي محاولاته لاسترداد جاذبيته يتحول الى طالب، وهكذا تستمر المطاردة وتتبدل.
يحتاج «زقة»
تأكيدا لكلام سويت، تقول لينا المغربي: في شعورنا اللاواعي، ننجذب دائما كبشر نحو اشخاص يملكون نفس حماسنا الى التقرب والتواصل والحميمية. اذن انت وزوجك متقاربان ومتواصلان. فإذا ابتعد الزوج عنك وتجاهلك، لسبب ما، فلا تمتعضي وتندبي حظك، بل ابحثي عن سبب ابتعاده. فقد يكون العمل مضنيا ولا وقت لديه للتفرغ للمشاعر، التي يعتبرها تحصيل حاصل، او قد يكون ملولا يحب التغيير. عندها تسلحي بمطاردة القط والفأر وافرضي عليه الدخول الى ساحة المعركة بشاربي القط. فالزوج بشكل عام يحتاج الى «زقة» او «هزة» تحرك مشاعره وتنبهه لوجودك في عالمه، وانعزالك وابتعادك وتمنعك عنه وضعف الفأر فيك سيولد احساس القط لديه.
نجاحك مع توم وجيري
لعبة القط والفأر من الاساليب الايجابية في حياة الرجل والمرأة، واياك ان تستمري بلعب دور واحد لانك ستصبحين الضحية المظلومة غير المرغوب فيها، فتعيشين في هاجس «المرأة الاخرى» في حياة زوجك، وتصبحين الشكاءة البكاءة النكدية، وهو الهارب الباحث عن «مخرج النجاة». فأين العلاقة السليمة الصحية بينكما وكيف ستتكيفان مع المتغيرات الجديدة في حياتكما اليومية المشتركة؟ بالتأكيد سيكون الرفض حليف كل منكما والفتور نهاية لعلاقتكما، كما تقول جولي ستيفن. اذن الافضل لك ان تعيشي كلا الدورين متمثلة تارة «بالقط توماس» وطورا «بالفأر جيري» في البرنامج الكرتوني الشهير، لأنهما دليلك لعلاقة زوجية ناجحة.
روشتة مطاردة
* تعلمي كيف تقولين «لا» ليفهم شريكك انك تريدين الراحة والانزواء بنفسك ايضا. كوني شخصيتك المستقلة عن شخصيته وعالما بعيدا عن عالمه. لتكن لك صداقاتك وعملك وكتبك ونزهاتك وبرامجك ومجلاتك المفضلة، فكلما استقليت بكيانك كلما كنت قادرة على لعبة الشد والجذب وتبادل الادوار.
* تفهمي ان الرجل العربي مدلل ويكره الشعور بأنه «مطوق» فلا تلعبي دور السجان الذي يطارده ويكاد يخنقه. فالرجل بعد الزواج يحن للانطلاق كما العصفور وللتغريد كما البلبل.
* احتياجات الطرف الطالب ربما لا يتفهمها الطرف المطلوب فيمعن في الابتعاد. ضعي الكرة في ملعبه واتركي له موعد تسديد الهدف.
* اذا كان زوجك يعاني من محاصرة والدته له وخوفها التشديد عليه قبل زواجه بك، فتخلي تماما عن دور القط لأنه سيرفضك بالتأكيد.
* عندما ينشغل عنك، انشغلي عنه تماما وتجاهليه، وبعد مدة سيعود للسؤال عنك والاستفسار عن احوالك.
* عندما يبتعد عنك ويتذرع بالحجج للخروج مع اصدقائه، اكثري من الخروج مع زوجاتهم او الاجتماع بهن لتثيري حفيظة ومشاعر القط في داخله.
* بين الاهل والمعارف، اجعليه فأرك المدلل، وفي البيت حوليه الى قط بمخالب، بتجاهلك له وابتعادك عنه.
* لا تتحملي كل مسؤوليات واعباء الاسرة، بل اشركيه فيها، واتركي له دائما مهمة البحث عن امكنة جديدة للخروج وقضاء ايام العطل، اي اشعريه بأهميته ومكانته وعززي لديه دوره في المطاردة.
منقـــــول