ذكر أبو عبدالله ابن القيم رحمه الله في كتابه (تحفة المودود بأحكام المولود) أبواباً وفصولاً تتعلق بأحكام الطفل المسلم وفي الباب الخامس عشر ذكر: (وجوب تأديب الأولاد وتعليمهم والعدل بينهم) فكان مما قاله ما يلي:
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة}.
قال علي رضي الله عنه: علموهم وأدبوهم.
وقال الحسن: مروهم طاعة الله وعلموهم الخير.
قال سفيان الثوري: ينبغي للرجل أن يكره ولده على طلب الحديث فإنه مسئول عنه.
وقال عبدالله بن عمر: أدّب ابنك فإنك مسئول عنه، ماذا أدبته؟ وماذا علمته؟ وهو مسئول عن برك وطواعيته لك.
وسئل الحسن البصري عن معنى قوله تعالى: {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} فقال: هي أن يري الله العبد من زوجته، من أخيه، من حميمه، طاعة الله. لا والله ما شيء أحب إلى المرء المسلم من أن يرى ولداً أو والداً أو حميماً أو أخاً مطيعاً لله عزوجل.
وروى البخاري في صحيحه عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كلكم مسئول عن رعيته -ثم ذكر- والرجل راع على أهل بيته).
قال بعض أهل العلم: إن الله سبحانه يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده, فإنه كما أن للأب على ابنه حقاً، فللابن على أبيه حق.
فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدىً، فقد أساء إليه غاية الإساءة, وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كباراً، كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال: يا أبت إنك عققتني صغيراً فعققتك كبيراً، وأضعتني وليداً فأضعتك شيخاً.
أبو ناصر
6/6/1433ه.
__________________
قرأ وهيب بن الورد رحمه الله قوله تعالى {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا} ثم بكى! وقال: (يا خليل الرحمن ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مشفق أن لايتقبل منك) تفسير ابن كثير1/167
رد : تربية الأولاد وتعليمهم. (لابن القيم رحمه الله).
جزاك الله خيراً، ونفع بك.
__________________
إذا كثُر الاستغفار في الأمة وصدَر عن قلوبٍ بربّها مطمئنة دفع الله عنها ضروباً من النقم، وصرَف عنها صنوفًا من البلايا والمحن، {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}