(319-321)- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو أو سهو إلا أربع خصال مشي الرجل بين الغرضين ( للرمي ) وتأديبه فرسه وملاعبته أهله وتعليمه السباحة". صحيح أخرجه الطبراني والنسائي(غاية المرام 389).
(322)- قالت عائشة : لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد حتى أكون أنا الذي أسأمه، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو". متفق عليه (غاية المرام 385).
(323)- عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"(صحيح_الصحيحة 285 ، التعليق الرغيب 72/3 صحيح ابن ماجه 1608). عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خياركم خياركم لنسائهم * ( صحيح ) _ الصحيحة 285. البعولة جمع بعل وهو الزوج. وقوله صلى الله عليه وسلم :"وأنا خيركم لأهلي"، هو معنى قولي : (ونبينا خير الورى) والرباني : قال الطبري في "تفسيره"(3/327):"الرباني المنسوب إلى الربان الذي يرب الناس وهو الذي يصلح أمورهم ويربها ويقوم بها ... والرباني هو المنسوب إلى من كان بالصفة التي وصفت وكان العالم بالفقه والحكمة من المصلحين يرب أمور الناس بتعليمه إياهم الخير ودعائهم إلى ما فيه مصلحتهم وكان كذلك الحكيم التقي لله والولي الذي يلي أمور الناس على المنهاج الذي وليه المقسطون من المصلحين أمور الخلق بالقيام فيهم بما فيه صلاح عاجلهم وآجلهم وعائدة النفع عليهم في دينهم ودنياهم كانوا جميعا مستحقين أنهم ممن دخل في قوله عز وجل:"ولكن كونوا ربانيين"، فالربانيون - إذن - هم عماد الناس في الفقه والعلم وأمور الدين والدنيا ولذلك قال مجاهد:"وهم فوق الأحبار لأن الأحبار هم العلماء"، والرباني الجامع إلى العلم والفقه البصر بالسياسة والتدبير والقيام بأمور الرعية وما يصلحهم في دنياهم ودينهم". فهذه هي حقيقة الخيرية التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:"خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي". وهي الربانية التي أوصى الله عباده بها.
(324)- أي لب رغائب الزوجة في حدود ما يحل ويجوز، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع عائشة رضي الله عنها حين تركها تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد وقد مضى الحديث قريبا.
(325)- عن سليمان بن عمرو بن الأحوص حدثني أبي أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ ثم قال:"استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك ...( حسن _ صحيح ابن ماجه 1501، صحيح الترمذي 929، الإرواء 1997 و 2030). قال ابن حجر رحمه الله في "الفتح"(6/3668):"قوله: (استوصوا) قيل معناه تواصوا بهن والباء للتعدية والاستفعال بمعنى الإفعال كالاستجابة بمعنى الإجابة وقال الطيبي: السين للطلب وهو للمبالغة أي اطلبوا الوصية من أنفسكم في حقهن أو اطلبوا الوصية من غيركم بهن، كمن يعود مريضا فيستحب له أن يحثه على الوصية والوصية بالنساء آكد لضعفهن واحتياجهن إلى من يقوم بأمرهن وقيل معناه أقبلوا وصيتي فيهن واعملوا بها وارفقوا بهن وأحسنوا عشرتهن. قلت: وهذا أوجه الأوجه في نظري وليس مخالفا لما قال الطيبي". و(عوان) جمع عانية وهي الأسيرة، فجعلهن النبي صلى الله عليه وسلم كالأسارى في يد أزواجهن فوجب الإحسان إليهن، قال ابن منظور في "لسان العرب"(15/102):"وفـي الـحديث:"اتَّقُوا اللَّهَ في النِّساء فإِنَّهُنَّ عندكم عَوانٍ" أَي أَسْرى أَو كالأَسْرَى، واحدة العَواني عانِـيَةٌ وهي الأَسيرة، يقول: إِنما هُنَّ عندكم بمنزلة الأَسْرى.قال ابن سيده: والعَواني النساءُ لأَنَّهُنَّ يُظْلَـمْنَ فلا يَنْتَصِرْنَ".
(326)- في هذا المعنى حديث صحيح : عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المرأة كالضلع إن ذهبت تقيمها كسرتها وإن تركتها استمتعت بها على عوج.(صحيح _ التعليق الرغيب72/3 - 73 صحيح الترمذي 949): وأخرجه مسلم، وأخرج البخاري نحوه.
(327-328)- في هذا المعنى أيضا حديث حسن وفيه :"إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح" (صحيح ابن ماجه 1501، وقد مر قريبا). وقال صلى الله عليه وسلم لرجل أيضا :"ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت" صحيح أخرجه أبو داود وابن حبان (غاية المرام 244).
(329-330)- هنا الكلام عن نية العبد في الضرب، فتكون نيته في الضرب الإصلاح والتقويم، وليست نيته الانتقام والانتصار والعلو والكبر، قال تعالى:"فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا"النساء. فلا يكون الضرب ضرب تعذيب ومكر ومنع وصد كالسجان الذي يعذب السجين. فهذه ليست من أفعال خيار الناس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"ولن يضرب خيارُكم"، وفي لفظ :"لا تجدون أولئك خياركم"(حسن لغيره _ غاية المرام 251).
(331)- هذا حث على حسن معاشرة الزوجة وحسن صحبتها. و"الخَتَنُ كل من كان من قبل المرأة مثل الأب والأخ وهم الأخْتَانُ هكذا عند العرب وأما العامة فختن الرجل عنده زوج ابنته"("مختار الصحاح" ص 71). عن حجر بن قيس قال : خطب علي رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها فقال:"هي لك على أن تحسن صحبتها". وأخرجه البزار بلفظ :"هي لك يا علي لست بدجال". (ومعنى قوله لست بدجال:"يدل على أنه قد كان وعده فقال: إني لا أخلف الوعد"). وهذا هو معنى قولي (شرط النبي لختنه..) أي كأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل حسن صحبتها شرطا على علي بن أبي طالب لكي يتزوجها.
(332-334)- هذا معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم :"[إذا سقى الرجل امرأته الماء أجر]. (صحيح لطرقه وشواهده) وإن مما يقوي الحديث ما أخرجه الشيخان وغيرهما عن سعد ين أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها ، حتى ما تجعل في في امرأتك. الإرواء 899". ("الصحيحة" 2736). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربة، أو يقضي عنه دينا، أو يطرد عنه جوعا..."(الصحيحة 906). وقيدتها بقولي :"ومع احتساب الأجر والإيمان"، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث :"إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها"، فإذا لم تكن لله لم يكن فيها أجر.
(335-336)- هنا أمر للرجل بأن يتزين لزوجته، وهذا من الخلق النبيل بمكان، فكما من حقه أن تتزين له ومن واجبها هي أن تتزين له فمن حقها هي أيضا أن يتزين لها ومن واجبه ذلك، لقوله تعالى:"ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف" البقرة. لكن هذا التزين لا يكون بالمعصية كحلق اللحية ونحوه، إنما يكون بالأمور المباحة فقط ولذلك قلتُ
من غير معصية ولا عدوان).
(337)- أي حتى وإن كانت في فترة الحيض، فحقوقها ثابتة من التزين لها وحسن المعاملة والمؤاكلة وغيرها، وهذا مخالفة لليهود أيضا : عن أنس بن مالك أن اليهود كانت إذا حاضت منهم المرأة أخرجوها من البيت ولم يؤاكلوها ولم يشاربوها ولم يجامعوها في البيت فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأنزل الله سبحانه (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض) إلى آخر الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"جامعوهن في البيوت واصنعوا كل شيء غير النكاح". فقالت اليهود: ما يريد هذا الرجل أن يدع شيئا من أمرنا إلا خالفنا فيه، فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله إن اليهود تقول كذا وكذا أفلا ننكحهن في المحيض؟ فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننا أن قد وجد عليهما، فخرجا فاستقبلتهما هدية من لبن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث في آثارهما فسقاهما فظننا أنه لم يجد عليهما*(صحيح_صحيح أبي داود 231، 1897) _ وأخرجه مسلم. ومن السنة الصحيحة العملية في ذلك : ما روته رواه البخاري "صحيحه"(1/122) وغيره أن أم سلمة قالت:"حضت وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الخميلة فانسللت فخرجت منها فأخذت ثياب حيضتي فلبستها، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أنفست؟"، قلت: نعم. فدعاني فأدخلني معه في الخميلة". (الخَمِيل والخَمِيلة القَطيفَة وهي كل ثَوْب له خَمْل من أيّ شيء كان وقِيل الخَميلُ الأسْوَد من الثِّيَاب "النهاية"(2/81)).