هذه قصه لاحد الاخوات نقلتها لكم لانها تطلبنا الدعاء لها
إليك ودموعي تنهمر بغزارة فتبلل ملابسي, ولا ادري متي ستتوقف, فأنا سيدة في الثلاثين من عمري ولدت بإحدي الدول العربية ورجعنا إلي أرض الوطن لنصطدم بأصحاب النفوس الضعيفة, فنصبوا علي والدي وسرقوا شقي عمره فأصيب بأزمة قلبية توفي علي أثرها وأنا في أولي جامعة, وضاق بنا الحال وحمدنا الله وإن عانيت طويلا من وفاة والدي, فقد كان الأمان لنا في بلدنا الذي عشنا فيه بعد رحيله كالغرباء, واضطرت والدتي إلي الخروج للعمل لكي تتمكن من الإنفاق علي البيت الذي خلا برحيل راعيه.
تخرجت من الجامعة وعملت بإحدي الشركات كي أساعد في شيء من المصروف بالبيت, وكان لي حينها زميل بالجامعة جاء ليطلب يدي. وكان يعمل بإحدي الوظائف الحكومية براتب160 جنيها فوقفت بجانبه وشجعته علي ارتباطنا وكافحت معه ثلاث سنوات ـ فترة الخطبة ـ كنت أعمل واجهز معه عش زواجنا, تزوجنا وحدثت خلافات كثيرة فتحملت حتي لا يأتي أحد ويقول لي هذا هو اختيارك, وتأخر حملي فتابعت مع الدكتور بالمنشطات حتي حملت بعد عام من زواجي, وجاءتني البشارة من الدكتور بأنها بنت وكم كنت أتمني أن انجب ابنة تكون لي الحنان في الكبر, وفرحت بها كثيرا, كانت ولادة صعبة جدا, فقد لبثت ما يقرب من ست ساعات في غرفة العمليات لوضع المولودة, الكل متوقع وفاتي لأني اصبت بهبوط حاد بالدورة الدموية ووفاة طفلتي لضعف نبضها, لكن شاء القدر أن تأتي إلي الدنيا ولكن بعيب في ذراعها اليسري نتيجة ملخ, فكان عبارة عن أربع قطع كل قطعة بوضع مختلف, ولكني حمدت الله علي أنها بخير وبدأت معها رحلة العلاج حتي شفيت بنسبة80 بالمائة وبقي أثر بذراعها, ولكني كنت اسجد لله شكرا عندما كنت أذهب معها للعلاج الطبيعي وأري عيوبا خلقية صعبة المنظر..
أحمد الله كثيرا واقول نه أهون الأقدار, وبعد عام من ولادتها رزقني الله بحمل آخر وولدت أخا لها وحمدت الله عليهما, وكان الجميع يشجعونني علي الإنجاب مرة أخري لكني كنت أحمد الله وأقول لي ابن وابنة الحمد الله عليهما وعلي أن الله رزقني بتلك النعمة, وفي تلك الأثناء ترك زوجي عمله وعرضت عليه أن نقوم بعمل مشروع تجاري, فقررنا أن نقوم بعمل محل مأكولات فقمنا ببيع سيارتنا وقمت أنا ببيع ذهبي ودخل معنا شريك صديق لزوجي, ولكن مشيئة الله أرادت الفشل لذلك المشروع, وكنت أحمد الله أيضا وأقول لزوجي رصيدنا هم ابناؤنا وليس المال, وستر الله لنا, وأنك بيننا وأنت من يأتي بالمال وأن الله لا يفعل بعبده شيئا إلا الخير.. وفي تلك الأثناء جاء لزوجي عقد عمل بالخارج بإحدي الدول العربية فقلت ان الله أراد لنا رزقا وتعويضا بمكان آخر, وسافر زوجي برغم فقر المرتب بالنسبة لتلك الدولة الخليجية وبرغم سوء الوظيفة, ولكنه كان مضطرا وقلت له إنها مدخل وباب وسبب لكي تحصل علي فرصة عمل أفضل, ذهب وتركني بمفردي مع ابني فذهبت لأقيم مع أمي فضاقت بي وذهبت إلي حماتي فضاقت بي اخته, فقررت أن أجلس ببيتي وأربي ابني بمفردي,
وكانت معظم مشاكلي ع زوجي انه متخيل اني اريد الجلوس بمفردي, لأني لم استطع أن أشرح له حقيقة الأمر, فحدثت بيننا خلافات كثيرة حتي طلبت الطلاق ولم يقف أحد بجانبي, الكل كان ينتظر من سيصرف علي ابني وانهما مسئولية لن استطيع تحملها بمفردي, وقالت امي انت قوية لتواجهي أي موقف, وقالت من في مثل ظروفي يجلسن في منازلهن ويرسل ازواجهن اليهن الأموال, كان ذلك منذ شهر تقريبا, فحمدت الله في نفسي أن لي بيتا ليلم شملي أنا وابني وعدلت عن فكرة الطلاق من أجل ابنتي وابني وقلت في نفسي الحمد لله علي الأقل أب حنون ويحب ابنيه ولا يحرمهما من شيء بصرف النظر عما يفعله معي.
وفي تلك الأثناء جاء زوجي وقامت الخلافات بيننا مرة أخري بسبب تهوره وأفكاره المريضة التي لا داعي لذكرها الآن, وصبرت ودعيت الله أن يحتسبني من الصابرين علي هول الدنيا, وأن يعوضني خيرا في ابني لأنهما كانا كل شيء لي وسافر زوجي, وجلست بمفردي بمنزلي وكنت أعاني حينها من انزلاق غضروفي, ورغم ذلك لم اقصر في حق ابني لا في المأكل ولا المشرب ولا أي شيء آخر يحتاجانه, حتي جاء اليوم المشئوم كنت أجلس علي النت في ليلة أكلم زوجي وهو يشكي سوء الحال لديه وأنه حتي الآن لم يعثر علي أي فرصة عمل, وكان ينعي حظة فقلت له استغفر الله واحمده علي الستر,والصبر هو مفتاح الفرج وقم بما عليك والباقي علي الله, وكان يحسدني علي إيماني وصبري وقلت له إن لدينا ابنين يتمني غيرنا ظفرا منهما, انها نعمة من نعم الله لنا, فقال الحمد لله انت وإبناي أفضل شيء لدي وانشغلت بعدها في موقع إسلامي وجدته أمامي, موقع اعجبني ودخلت عليه لأجد قصصا لأمهات مع الصبر.
لماذا هذا الموقع في تلك الليلة؟ لا ادري! كان لقصص أمهات تحكين عن صبرهن علي ابتلاء الله لهن في مرض أو وفاة أحد من أبنائهن وكنت اقرأ وانخرط في البكاء وأذهب لابني لاحتضنهما بشدة وأحمد الله وأقول يارب لا اري فيهما مكروها ولا يجعل أحدا يري ذلك في أبنائه وكانت في تلك الأثناء ابنتي تشتكي لي من جنبها وبطنها فهدهدتها وقلت لها ان شاء الله في الصباح سنذهب إلي الدكتور, وعزمت علي ذلك بعد أن كنت ذاهبة لأدفع لها مصاريف المدرسة وأنا طائرة من الفرحة بابنتي لأنها كانت ـ قبل أن انسي ـ كتلة من العبقرية تذهل من حولنا, فقد كانت تجلس علي النت منذ سن االثانية والنصف, وتفتح المواقع وكانت متفوقة بالحضانة لدرجة اذهلت مدرسيها وكانوا يحبونها بشدة, وبعد تصفحي علي النت وجدت ابنتي نائمة علي الأرض فقمت بنقلها علي السرير فنامت, واقمت الليل وقرأت القرآن ثم صليت الفجر ونمت, وبعد ساعة صحوت علي بكاء ابنتي بشدة, وهي ممسكة بجنبها الأيمن من الألم لمدة ساعة, فقمت ونهرتها بشدة وقلت لها لماذا كل هذا البكاء, قلت لك نامي وفي الصباح سنذهب للدكتور, فواصلت البكاء فتركتها, وخرجت لأنام بالحجرة الأخري, فإذا بها تئن من الألم,
فأخذتها بحضني وقلت لها تعالي سأعمل لك ساندويتشا لتأكلي وكانت حينها تشرب الكثير من الماء فحملتها معي للمطبخ وقمت بتقبيلها وقلت سأعمل لك الطعام وأجلستها أمامي علي منضدة المطبخ, فإذا بها تتشنج فجأة وترجع الماء الذي بجوفها وأري منظرا لأول مرة بحياتي, أجد روحا وهي تطلع لبارئها ومن ؟ ابنتي زهرة عمري وأجد لونها أصبح أزرق وقد أبيضت شفتاها وخدل جسدها وفتحت فمها وعينيها, حملتها وأنا بقميص نومي وأصرخ واستغيث وأجري بها بالمنزل هل من مغيث, حتي جاء جاري واخذها إلي أقرب مستشفي ولحقته بابني الآخر الذي كان نائما وقام مفزوعا, وذهبت وظل منظرها علي هذا الحال فادخلوها العناية المركزة وخارت قواي ولم انطق سوي باللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها, ولا ادري بمن حولي ولا أفعل شيئا سوي الدعاء لابنتي بالرغم من إنني واثقة بموتها وفي يد من؟ في يدي أنا, فسجدت لله أمام الجميع بالمستشفي اطلب منه أن يتكرم علي ويمن علي بشفاء ابنتي حتي بكي كل من كان بالمستشفي,
وجاء أصدقاء زوجي بعد علمهم بتعبها حتي وافتها المنية بسبب المرض اللعين فقد اكتشفوا ان لديها ورما خبيثا علي الكلي متشعبا كالعنكبوت وانها آجلا أوعاجلا كانت لا محالة ماقية ربها.
منذ تلك اللحظة تهت عن الوعي ولم افق إلا بعد أسبوع من الوفاة بعد أن احضروا لي العديد من الأطباء لعلاجي وحضر زوجي واحضر لي أكبر دكتور نفسي, وحين دخل علي وكلمني فقت وأنا أردد سورة الكهف بسم الله الرحمن الرحيم أما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا, صدق الله العظيم, وكنت لا اتحرك وتيبست رجلي من الصدمة فقمت وصليت ودعوت الله أني لا أريد شيئا سوي رضاه علي وأن يمن لي بالصبر ويعوضني خيرا في ابنتي, وان يمن علي بشرف الصبر وأن يحتسبني من الصابرين, ولكني لم استطع أن امنع عيني من البكاء علي ابنتي صاحبة الأربع سنوات ونصف السنة لا لأني لا أومن بقضاء الله, بل بالعكس أؤمن بقضائه وبرحمته بي وبها لأنه لم يرد لنا العذاب, لكن قلبي ينخلع من ضلوعي كلما تذكرتها تخرج أمامي فقلبي يتمزق في اليوم مائة مرة, فقد كانت فراشة المنزل وهي فراشة لدي خالقها, اللهم لا اعتراض ولكنها قطعة مني لا أستطيع نسيانها, فالبيت كله ينتظرها, وأخوها حتي الآن لديه الأمل في قدومها وهو الآن يبلغ من العمر ثلاث سنوات, فقد كان لا يأكل إلا معها ولا يلعب إلا معها. كانت حياتنا مقتصرة علينا ثلاثتنا,
لكن لا أقول سوي الحمدالله.
ابعث إليك لأن الشيطان يوسوس لي أني كنت في بعض الأحيان اقوم بعقابها وضربها بغرض تربيتها, لأني كنت اخاف من المسئولية لأنها كانت علي كاهلي بأكملها.
ولكني أقسم بالله أني لم اقصر في حقهما في أي شيء وأنهما من كانا لي بالدنيا كلها
أرسل لك لكي تدعو لي أنت وقراؤك الأعزاء بالصبر علي هذا الابتلاء وأن تدعو لي بصلاح أمر زوجي وأن يعوضه الله خيرا بعمل بالدولة التي يعمل بها حتي يستطيع لم شملنا أنا وهو وابننا الذي احمد الله علي تركه لي ويهون علينا ما بنا: فأنا أموت في كل لحظة, تحاصرني صورتها وصوتها, فما حدث أكبر من قدرتي بكثير.
منقول
المعذره تم تعديل العنوان لتوضيح المضمون
الاشراف