(نرجو ربط الأحزمه إستعدادا للهبوط)من مذكرات سائح عربي
يالها من عباره تخفي بين حروفها , ترقب المتعه والأوقات السعيده المنتظره , بعد أن يكون المرء قد ترك همومه ومتاعبه عند باب الطائره , يحلق به الأمل لإمضاء بعض الأوقات السعيده التي تثلج صدره , وتغسل همومه , وتعيده لبلده منتعشا , متهيئا , متحمسا لبدء عمله وحياته الإجتماعية أو الدراسيه بكل نشاط ذهني ونفسي .
وطأت قدما السائح العربي مطار الأرض العربيه التي تتكلم لغته وتدين بدينه , حاملا جواز سفره منتظرا ختم الدخول , ليفاجأ بوجوه متجهمه , هجرتها الإبتسامه المرحبه والمرآة التي تعكس صورة البلد وشعبه يالها من من بداية تعطي الإنطباع الأول الذي سيدوم !!! لكن السائح أسرها في نفسه ولم يبدها والتمس لأخيه عذرا , وهنا بدأت الأسئله تنهال عليه كما المطر الغزير بأسلوب مستفز وكأنه في دائرة تحقيق !! وأخيرا طبع الختم دون عبارة مرحبة أو إبتسامه لا تكلف صاحبها سوى تحريك عضلات الفك !!
خرج من المطار فنظر إليه الجميع على أنه قارون زمانه , وأخفوا في صدورهم ما أبدته نظراتهم ( ياليت لنا مثل ما أوتي هذا ) وهنا بدأ التسابق على عرض الخدمات اللحوحة , المزعجة , المنفره التي تفسر ما يتمنوا البوح به وهو : هاهي ذي الفريسه فدعونا نستفيد كما ستستفيد حكوماتنا .
هناك في فندق الخمس نجوم وعند مكتب الإستقبال بدأ السائح بإجراءات الدخول بينما ذهبت عائلته بصحبة حامل الحقائب لغرفة الإقامه , وضع الحقائب ولا يزال ينتظر بينما الزوجة التي لم تعبأ حقيبة يدها بعملة ذلك البلد بعد, لم تأل بال, فليس من مهامها دفع ما يسمى بالبخشيش الذي ينتظره الكثيرون فإن أعطوه رضوا وإن لم يعطوه سخطوا , وهذا ما حدث مع صاحبنا حامل الحقائب الذي إغتاظ وكاد أن يتسبب بإنهيار الباب الذي أغلقه بعنف ساخط .
وبدأ التجول للسياحه مع دليل سياحي وسئل عن بعض المتاجر الخاصه ببيع التحف فارتسمت على محياه إبتسامه تحمل بعض علامات التعجب , وعند الوصول للمتجر بدأت
لغة العيون تعمل بين صاحب المتجر والدليل السياحي دعى هذا الأخير ربه ليهدي السائح لشراء قطعة ما , فما أن حدث ذلك حتى تنفس الدليل السياحي الصعداء وبلمحة بصر قبض عمولته فورا محاولا إخفاء ذلك ولكنه يبدو أنه لم يتقن ألعاب الخفه .
حالة مرضية ألمت بالسائح خلال وجوده في أفخر الفنادق فطلبت زوجته طبيبا خاصا لعدم مناوبة طبيب الفندق فأعطيت الرقم وكلمته فكانت أولى عباراته المتجرده من إنسانية الطبيب هي : زياره مثل هذه تكلفكم 100 دولار , فأجابته : دع إنسانيتك تتكلم أولا , ستحصل على هذا المبلغ لا تقلق المهم أن تفعل شيئا وتنقذ المريض الذي درست الطب لإنقاذه , لم تتخرج قبل أن تحلف اليمين علىإنسانية أداء مهنتك [/color
وهذا يستغل , وذاك يعتذر عن إعادة بواقي المال والأمثله كثيره لا حصر لها هذه نبذه مختصره عما يحدث على ساحة السياحة العربيه , فهذه ولشديد الأسف هي النظره للسائح الذي قد إختص جزء من ميزانيته لإضفاء البهجه والسرور على عائلته وليس من الضرورة أن يكون غارقا في الثراء !!
أعزائي قد أطلت عليكم ولكن أرجو ألا يؤخذ بأني لا أشجع السياحه في البلاد العربيه ,, بل العكس هو الصحيح , ولكن تدفعني رغبتي الملحه في النهوض ببلادنا على النحو المنشود سياحيا وأخلاقيا فيجب أن نكون سفراء أمينون على بلادنا, نزرع في أبنائنا مهارة إعطاء أجمل الصور عن ديننا وأخلاقنا وعاداتنا لآي وافد وأي سائح داس أرضنا , ونثقفهم سياحيا ونعلمهم اللإرتقاء بها , كما يتعلمون جغرافية وطنهم , وعندما أتحدث عن السياحه أقصد السياحه النقيه النظيفه الخاليه من كل المعاصي والسيئات والمحرمات أعاذنا الله وإياكم .
أشيد ببعض الدول العربيه التي قطعت شوطا كبيرا وباتت من الدول المشار لها بالبنان في عالم السياحه , ولكن مع شديد الأسف هناك بعض الدول التي لا زالت تحبو في هذا الميدان وتفتقر لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب تدعو للسياحه ولكنها في منأى عنها .
وهنا لا بد لي من الإشاره لموقفين حدثا معي في بعض الدول الأجنيبه حيث كنت أنوي الذهاب لمكان ما مع والدتي وهنا شاهدت سيارات الأجره النظيفه اللامعه الفاخره وسألت أحد السائقين عن هذا المكان فأجاب : بإمكاني نقلكما إلى هناك ولكن أنصحكم باستخدام الحافله فهي أوفر مالا وتذهب لنفس المكان . فشكرته وذهبت للحافله وهناك سألت السائقه عن كيفية الدفع فقالت : بإمكانك الدفع هنا ولكن ذلك سيكلفك أكثر من بطاقة صعود الحافه لذلك أنصحك بشراء بطاقه خاصه فهي أوفر مالا , وبالفعل إبتعت البطاقه وذهبت للمكان المطلوب بكل يسر وسهوله .
الموقف الثاني كنت وزوجي نلتقط الصور لمعلم هام في إحدى البلاد الأجنبيه كل منا يصور الآخر فإذا بأحد مواطني ذلك البلد يمر فقال : ستكون الصوره أجمل إن جمعت بينكما هل بإمكاني إلتقاط صورة لكما معا ؟ وهنا قال : أرجو أن تقضوا أجمل الأوقات في هذه البلاد.
لا أقارن في هذا المقام , ولكن أتمنى ان أجد تلك الروح في بلادنا وشعوبنا حتى نرقى بمفهوم السياحه الحقيقيه .
أشكرلكم تخصيص وقتكم الكريم في قراءه ما جال في خاطري .
حياكم الله .
__________________
ألا بذكر الله تطمئن القلوب
06-02-2005, 05:57 PM
ضوابط المشاركة
العرض الشجري