ماذا استفدتُ من هذا المنتدى؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
ماذا استفدت من منتدى الأسرة والمجتمع؟ وبالأخص منتدى الحياة الزوجية، حيث تعرض فيه كثير من المشكلات الزوجية.
الفوائد التي استفدتها من هذا المنتدى كثيرة، رغم قلة دخولي صفحاته، فهناك العقول المتنوعة التي تطرح الحلول من عدة جهات، وتفكر بطرق مختلفة، ومن زوايا مختلفة، وهناك الأفكار المتنوعة التي تحكي أساليب في التعامل الآخرين، لا سيما داخل بيت الزوجية، وهناك أشياء أخرى استفدتها.
ولعل من أعظم ما استفدته من هذا المنتدى، بل أظن الكثيرين استفادوا مثلي، ما يطرح في المنتدى من مشكلات، فبقدر الألم الذي يعصر قلوبنا على مشكلات الآخرين، وبقدر أملنا في صلاح حال كل البيوت، إلا أننا ننظر بعين الواقع وعين الحقيقة إلى تلك المشكلات وكثرتها، أنها في كثير من البيوت، نسمع ونعلم أن في كل بيت مشاكل، لكننا حين نرى الجميع يشكو، نوقن بذلك، فمن حدثت له مشكلة فجاء شاكيا لهذا المنتدى، فإنه نفسه ترتد إليه بالسكون، لأن يرى كثيرين مثله موجوعون بمشكلاتهم، ومهمومون بقضاياهم، ومع ذلك يدخلون ليساهموا في حل مشكلتي ومشكلتك.
ففي كل بيت هَمّ، وتحت كل سقف أسرار، وخلف كل باب حكايات، فلست وحدك، إن مشكلتك ليست قضية القضايا، ولم ينته العالم بها، إنها واحدة من مشكلات تكتظ بها البيوت، فيما يكاد يحتك شخص بآخر، زوجه أو ولده أو والده أو أخيه أو أخته أو غيره إلا يحدث بينهم الخلاف والاختلاف، فمنهم من يعرف كيف يواري هذا الخلاف ويتخطاه، ومنهم من يقف على دقائق الأمور متفحصا، فيتعب ويتعب من معه، (ولا يزالون مختلفين...)
من الناس من يرى المشكلة بعينه، فيقف مشدوها لا يدري كيف يتعامل معها، فيتعامل بعواطفه وما تمليه عليه اللحظة الحاضرة، دون تفكير في حل المشكلة، يفكر كيف يأخذ حقه فقط، ويفكر كيف ينتصر في المعركة، يفكر كيف يكسر خصمه، ولم يدر بخلده أن الحل ليس هكذا، وليس بالانتقام، وإنما هناك طرق ينبغي أن تتخذ بالتدريج والترتيب.
غردت صباح اليوم حول هذا الموضوع فقلت: (الحياة الزوجية اشتراك وتعاون وتكامل وتغافر، وهذا هو الوضع الصحي. وحين تتحول لتعارك وتغالب، فإنها تنتهي بهزيمة الفريقين).
وقصدت بذلك أولئك الذين يملؤون عقول المستجدين على الحياة الزوجية وقبل ولوج بابها بنصائح في كيفية السيطرة على الطرف الآخر، (لا ترضخي له، لا تتركي له مجالا، لا تكن لينا معها فتركبك، لا لا لا لا إلى آخر اللاءات) ويزعمون أن المرأة تحب من يقول لها: لا.
لست أعني بهذا الكلام أن تستكين المرأة أو يرضخ الرجل للطرف الآخر، مهما بدر منه، ولكني أدعو لقراءة المشكلة من جوانبها واستشارة من يوثق باستشارته، واليقين أن المشاكل جزء من طبيعة الحياة، يمكننا أن نصنع منها ذكريات جميلة لو أحسنا التعامل معها، كما يتذكر أحدنا يوم تعطلت به سيارته، أو غرزت به في مكان ما، ثم انتهت المشكلة، ولم يبق منها إلا الذكريات.
أحبتي الكرام، في ختام مقالي أدعوكم للتعليق على المقال بما يناسب.
كما أدعوكم لكتابة فوائد استفدتموها من هذا المنتدى، وإن كانت بطريق غير مباشر.
شكرا لكم لسعة صدوركم.