لم أقل بين بيت أبوك وبيت زوجك، لأن بيت زوجك هو بيتك أصلاً، إلا أن هناك الكثير من السيدات المتزوجات خصوصاً الجدد، من تحن إلى بيت أبيها أو أهلها كونها نشأت في تلك البيت وكان هناك اتساق كبير بينها وبين ذلك البيت وزواياه، في بيت أبوها تجد مساحة كبيرة من الحرية والخصوصية وقليل من المسؤولية، في حين أنها في بيتها الجديد مع زوجها تشعر بالمسؤولية كأولوية وقليل من الحرية والخصوصية، كونها يجب أن تراعي طرفاً آخر، وتشكل قليلاً من مشاعرها وخطواتها بناء على ذلك الزوج، مما يجعلها تشذب الكثير من الخصوصيات وجوانب الحرية في حياتها، وتتسع دائرة المسؤولية عليها وخسارة مساحة كبيرة لها كانت متاحة لها في بيت أبوها.
هناك البعض من يضقن ذرعاً بهذا الحال، وخصوصاً مع ضغوطات الحياة والواقع الجديد بإيجابياته وسلبياته، وقد يؤدي ذلك إلى كره للواقع الجديد وتعاسة مستمرة مع حنين لتلك الأيام وتلك اللحظات في بيت الأهل، ولاشك بأن بعضاً من المشاكل وحالات الطلاق نتيجة ذلك الإحساس، إن المرأة يجب أن تحاول جاهدة قطع الحبل والصلة بين ذلك الماضي وشخصيته وطبيعته، وبين الحاضر الجديد الذي له طبيعة أخرى مختلفة، والذي يمكن للسيدة أن تصيره جميلاً إذا استطاعت أن تتعامل مع بمعرفة طبيعة ودور وشخصية الزوجة التي تختلف عن البنت الغير متزوجة في بيت أهلها، هنا يحتم عليها ضرورة معرفة ذلك ومحاربة أي هجمة سلبية لها تقارنها بماضيها في بيت أهلها، إن للحياة الزوجية طبيعتها، ولحياة العزوبية طبيعتها، ولذلك يجب أن ندرك الفرق بين هاتين الطبيعتين، ونستمتع بطبيعتنا الجديدة لنعيش بسعادة وتفهّم.
الإنسان بطبيعته يألف ماعتاد عليه، وأي فكرة وحياة جديدة قد يواجه بعض الناس صعوبة في التأقلم معها، خصوصاً إذا كانت طبيعة المعيشة السابقة جميلة وممتعة وفيها الكثير من اللامسؤولية، لذلك من الضروري أن نكون واعين بذلك الأمر، ومستعدين لجعل الحياة الجديدة أجمل وأجمل من سابقها، فقط إذا أردنا ذلك.