التشوّهات الخلقية في الرّحم
والطرق الجراحية لعلاجها
يتكون الجهاز التناسلي الأنثوي في الحياة الجنينية من ثلاثة مصادر
1- المبايض : وتتكون من خلايا جنينية تأتي من (yolk sac) الكيس الموحي الذي هو بداية تكون الجنين حيث تنتقل هذه الخلايا إلى التجويف البريتوني للجنين لتطور إلى خلايا داعمة البويضات داخل المبيض
2- الثلث الأسفل من المهبل وهذا يأتي من ما يسمى ( sinovaginal bulb) حيث يلتحم مع الثلثين العلويين ليكون بالنهاية المهبل
3- الجزء الثالث هو ما يسمى (Müllerian duct) وهما قناتين يتم اتحادهما ليكونا معظم أجزاء الجهاز التناسلي عند الأنثى وهي الرحم ، قناتي فالوب ، عنق الرحم ن والثلثين العلويين من المهبل ، وهذا الجزء هو موضوع النقاش حيث سيتم التطرق بالتفصيل لطريقة تكون الجهاز التناسلي وما هي أهم التشوهات وكيف تحدث
يكتمل تكون الجهاز التناسلي الأنثوي باكتمال الخطوات الثلاث التالية عند التحام قناتي مالرين :
1-تكون القناتين وتمايزهما إلى أنسجة الرحم حيث يحدث أحيانا خلل في تكون إحدى القناتين الذي ينتج عنها الرحم ذو القرن الواحد أو خلل في تكون القناتين معا ويؤدي ذلك إلى الرحم الضامر أو الرحم الولادي الصغير
2- اتحاد القناتين:
هنالك نوعان من الاتحاد يحدث في هذه المرحلة
* الاتحاد الجانبي لتكوين الرحم وعنق الرحم وأي اضطراب في هذا الالتحام قد يؤدي إلى الرحم ذو القرنين وأحيانا وجود عنقين للرحم
* الاتحاد الأفقي حيث يتكون المهبل من اتحاد الثلثين العلويين لقناتي مالرين بالثلث الأسفل الذي يكون مصدره (sinovaginal bulb) وفي حالة وجود خلل في هذا الالتحام فالنتيجة قد تكون حاجز مهبلي أو انسداد فتحة غشاء البكارة
3- اضمحلال الحاجز الوسطي:
الحاجز الوسطي يكون الجدار الانتيني من قناتي مالرين والذي يذوب تلقائيا ليكون التجويف الرحمي وهنالك حالات متفاوتة من الحاجز الرحمي حيث يتراوح بين حاجز كامل septate uterusويفصل تجويف الرحم إلى حاجز جزئي بسيط قد لا يكون واضح arcuate uterus
فرص حدوث هذه الحالات :
تحدث هذه الحالات بين 1%- 5% بعض الدراسات إشارة إلى وجود هذه الحالات بنسبة 3,2% من النساء والذين لا يعانون من مشاكل صحية ومشاكل عقم
الإعراض:
تختلف الأعراض باختلاف التشوهات الخلقية ودرجتها وفي حالات كثيرة يتم اكتشاف بعض التشوهات بالصدفة لعدم وجود أي أعراض أو مشاكل صحية ويمكن تلخيص الأعراض والمشاكل الصحية بهذه النقاط:
1- عقم أو تأخر الحمل
2- ولادات مبكرة
3- إسقاط متكرر
4- توقف نمو الجنين
5- وفاة الجنين في الرحم
6- في حالات انسداد فتحة البكارة يؤدي إلى تجمع الدورة في الرحم
التشخيص:
لا يعتمد تشخيص حالات التشوهات الخلقية للرحم على الفحص ألسريري إذ إن معظم الحالات لا تكون الأعراض واضحة ولا توجد علامات خارجية على المريض ويعتمد بالدرجة الأساس بالتشخيص على التصوير ألشعاعي بعدة طرق
1- الأشعة الملونة للرحم من الطرق الجيدة لتشخيص بعض الحالات ولكن تحمل احتمالات خطا عالية تتراوح بين 28-38% ويصعب التميز بين حالات الرحم ذو القرنين والحاجز الرحمي في الكثير من الحالات إذ أن التصوير يشمل تجويف الرحم فقط ولا يمكن مشاهدة جدار الرحم الخارجي
2- الرنين المغناطيسي:
يعطي صورة واضحة ومفصلة عن التجويف الرحمي والجدار الخارجي ويمكن خلاله الفصل بين حالات التشوهات الخلقية ولكن من مساوئ هذه الطريقة هي الكلفة العالية وكذلك تأخر التشخيص حيث يجب تحويل المريضة المشتبه بحالتها لمركز متخصص
3- فحص التراساوند الثلاثي الرباعي الأبعاد وهذا الفحص يوفر معلومات دقيقة جدا وحتى أفضل من فحص الرنين حيث يمكن تصوير الرحم بالصورة الثلاثية الأبعاد من جميع الجوانب ويشاهد خلالها تجويف الرحم الداخلي وجدار الرحم الخارجي وكذلك يمكن خلاله إجراء فحص مشابه للصورة الملونة بحقن سائل ومشاهدة السائل داخل التجويف الرحمي ويتميز هذا الفحص بسهولته وتوفره في معظم العيادات الحديثة
كذلك من الملاحظات المهمة للطبيب المشرف على تشخيص هذه الحالات إجراء فحص شامل للكليتين حيث ترتبط أحيانا هذه الحالات بعدم وجود إحدى الكليتين
*بعض القياسات المهمة لتأكيد التشخيص
1- المسافة بين القرنين
اقل من 2سم – حاجز رحمي
أكثر من 4سم –رحم ذو قرنين
2-4 سم – رحم طبيعي
2- الزاوية بين التجويفين
اقل من 60 – حاجز رحمي
أكثر من 60 – رحم ذو قرنين
4- صورة البطانة على شكل حرف T
في حالات التعرض لهرمون الاستروجين أثناء الحمل