نظرة موجزة عن اليابان
إن اليابانيين يختلفون عن بقية شعوب العالم , ولم طبائعهم الخاصة بهم , وقد وجدنا أن نسمي هذه الطبائع ( طقوس ) , لأسباب لن يفهما القارئ إلا بعد إنتهائه من قراءة هذا التقرير .
إنه لمن المحير أنه يزداد نسبة جهلك باليابانيين كما إقتربت إليهم وحاولت أن تكشف المجهول فيهم , لكن الذي لا يقبل الشك فيه , هو أن هذا الإنسان الياباني مسير على سلوك شبه موحد ( ) وفي كل شيء تقريباً , فلهم إيماءات وإشارات كثيرة لا يفهموها إلا فيما بينهم , ساعدتهم على إحترام بعضهم للآخر , دون حدوث أي شوشرة أو إزعاج داخل خليتهم الإجتماعية . إن هذه البوتقة المتناغمة تتم تحت هذه الكثافة السكانية العالية , وعلى هذه البقعة الصغيرة من الأرض , وتحت هذا الإرتفاع الفاحش في التكلفة المعيشية وقلة الموارد الطبيعية . يالهم من شعب , كدت أسميهم قوم يأجوج ومأجوج .
الموقع , السكان , الأرض والمناخ :
اليابان مكون من عدة جزر ( 4000 ) جزيرة على شكل أرخبيل طوله 3000
كم , أربعة منها رئيسية ( هونشو – شيكوكو – كيوشو – هوكايدو ) , وجزر اليابان مقسمة إدارياً من قبل الحكومة على 43 ولاية وأربعة بلديات , مساحتها الإجمالية 881,369 كيلو متر مربع .
ويبلغ إجمالي تعداد سكان اليابان حوالي 130 مليون نسمة , وهي بذلك تعتبر سابع دولة أكثر تعداداً بالسكان , عاصمتها طوكيو . ويشكل اليابانيون حوالي 99,4 % من السكان , والكوريون 0,5 % , وما تبقى وقدرة 0,1 % فهم من الجنسيات المختلفة .
ويعيش أكثر من 79 % من السكان في المدن الكبرى , والباقي في القرى والأرياف . يعمل 35% من السكان في الصناعة , بينما يعمل 27 % منهم في الزراعة , وهناك ما يقرب من 700 ألف صياد يعملون في مهنة صيد الأسماك . أما باقي السكان فيعملون في التجارة والمهن الحرة , وكموظفين في الدوائر الحكومية للدولة والمؤسسات الخاصة .
إن 75% إلى 80 % من أراضي اليابان عبارة عن جبال بركانية خضراء , تتخللها الأنهر المائية . أما الباقي القليل فيستخدم للزراعة والسكن والطرقات , مما أدى إلى ارتفاع في أسعار الأراضي والإيجارات , كذلك إلى إرتفاع أسعار السلع الإسـتهلاكية والأيدي العاملة , لذلك تعتبر اليابان من إغلى بلاد الدنيا وأصعبها معيشة .
من جهة أخرى تتميز اليابان بإعتدال ووضوح فصولها الأربعة , وجمال الطبيعة التي تعدد أنواع زهورها وأشجارها وأعشابها , مما ساعد على خلق حس الإبتكار وجمال الإبداع الثقافي والصناعي لدى الإنسان الياباني , ناهيك عن إعجاب وتعلق قلب كم من زارها من الخارج .
تاريخ اليابان الحديث
عاشت اليابان في أواسط القرن السادس الميلادي قبل حوالي 250 سنة , فترة من العزلة , أغلقت فيها اليابان جميع حدودها مع العالم الخارجي , وذلك خوفاً من تغلل المنصرين فيها وانتشار المسيحية ثم الإستعمار ( كما حدث في دول جنوب أمريكا اللاتينية ) . وقد أستثني من ذلك بعض التجار الهولنديين حيث سمح لهم بالإتجار في جزيرة ديجيما الصغيرة الواقعة في خليج ناجاساكي , كما أستثني بعض الصينيين الذين الذين يقطنون جزيرة ناجاساكي , وبعض المبعوثين الملكيين الذين يأتون بين الحين والآخر من أسرة (( لي )) الحاكمة في كوريا .
وفي عام 1853 أجبر الكومودور الأمريكي (( ماثيو بري )) اليابان على فك حدودها , عن طريق محاصرتها بأربع سفن حربية , وقعت على أثرها اليابان معاهدة صـداقة مع أمريكا وتبع ذلك إبرام معاهدات صداقة مع كل من روسيا وبريطانيا وهولندا في نفس العام , ومع فرنسا في العام الرابع . وتبع ذلك بقليل نوع من الإضطرابات والحروب الداخلية دامت عشرة سنوات , بسبب معارضة الإنفتاح على الخارج , ورغبة الإقطاعيين في تقوية حكومتهم ( حكومة توكوجاوا العسكرية ) , إلى أن إنتهى الأمر بإنهيار حكومة توكوجاوا هذه , وإعادة السيادة الكاملة للإمبراطور ( ميجي - ) في عام 1868 م .
عصر ( ميجي -) 1868م – 1912م ) :
يعتبر المؤرخون أن تاريخ اليابان المعاصر يبدأ بعصر ( ميجي - ) وهو العهد الذي تلى فترة ( الشوجن _ ) أو النظام الإقطاعي للساموراي , حيث وضعت فيه الأسس الحقيقية لنهضة اليابان المعاصرة في جميع المجالات , وفي هذا العصر , انتقلت العاصمة اليابانية من كيوتو إلى طوكيو , كما ألغي فيه النظام الطبقي , وانصرفت الدولة كلياً إلى دراسة الحضارة الغربية وتبنيها .
وقد تلى عصر ميجي ثلاثة عصور : عصر ( تايشو _ ) 1912م , وعصر ( شووا - ) 1926م , وعهد الإمبراطور الحالي المسمى بعصر هيسي - ) 1989م .
تخللت هذه الفترة تورط اليابان في حروب مدمرة مع الصين وروسيا وكوريا , ثم جاءت الحرب العالمية الأولى فالثانية والتي إنتهت بإستسلام اليابان في عام 1945م , بعد واقعة قنبلة هيروشيما وناجازاكي الذرية . أصبحت اليابان من بعدها دولة صناعية مسالمة
علم اليابان
النظام السياسي :
يتكون نظام الحكم في اليابان من ثلاث سلطات : -
1- السلطة التشريعية .
2- السلطة الإدارية .
3- السلطة القضائية .
وكل سلطة من السلطات الثلاثة مستقلة عن الأخرى .
فالسلطة التشريعية في اليابان تخول ( الدايت ) أي البرلمان , في سن القوانين , وهي أعلى سلطة في البلاد والهيئة الوحيدة التي تقوم بسن القوانيين , ويتكون الدايت ( البرلمان ) من مجلس النواب ومجلس المستشارين , وكليهما يتشكل من أعضاء منتخبين يمثلون كافة فئات الشعب .
ومن بين صلاحيات الدايت صلاحية إختيار رئيس الوزراء , والموافقة على الميزانية , وتعديل الدستور . ويقوم رئيس الوزراء المنتخب بتشكيل الحكومة المكونة من عشرين وزارة , وهذه الوزارات هي :
- وزارة العدل
- وزارة الخارجية
- وزارة المالية
- وزارة التعليم والرياضة
- وزارة الصحة والرعاية الإجتماعية
- وزارة الزراعة والغابات الثروة السمكية
- وزارة التجارة الدولية والصناعة
- وزارة النقل
- وزارة العمل
- وزارة البريد والإتصالات السلكية واللاسلكية
- وزارة الإنشاءات
- وزارة الشؤون الداخلية
- وزارة الدولة ( سكرتير عام مجلس الوزراء )
- وزارة الدولة ( المدير العام لوكالة الإدارة والتسويق )
- وزارة الدولة ( المدير العام لوكالة التخطيط الإقتصادي )
- وزارة الدولة ( المدير العام لوكالة تنمية جزيرتي هوكايدو و أوكيناوا )
- وزارة الدولة ( المدير العام لوكالة الدفاع )
- وزارة الدولة ( المدير العام لوكالة العلوم والتكنولوجيا )
- وزارة الدولة ( المدير العام لوكالة البيئة )
- وزارة الدولة ( المدير العام لوكالة الأراضي القومية )
رئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي
الأمبراطور الياباني :
ينص دستور اليابان , والذي سريانه في عام 1947م , على أن ( الأمبراطور هو رمز الدولة ووحدة الشعب , ويستمد مركزه من إرادة الشعب الذي يتمتع بالسلطة المطلقة ) .
وهذا يعني أن النظام السياسي في اليابان , هو نظام (( إمبراطوري مقيد )) , لذلك فإن أغلب قرارات الإمبراطور لا تصبح نافذة إلا بعد أخذ الموافقة من مجلس الوزراء . ومن صلاحيات الإمبراطور , إصدار المرسوم الخاص بتعيين رئيس الوزراء , الذي يكون البرلمان قد إنتخبه , وكذلك إصدار المرسوم الخاص بتعيين رئيس الوزراء , الذي يكون البرلمان قد إنتخبه . وكذلك إصدار المرسوم المتعلق بتعيين رئيس قضاة المحكمة العليا , الذي يكون مجلس الوزراء قد إختاره لذلك المنصب .
وللأمبراطور الياباني مهام أخرى مثل :
- إعلان تعديل الدستور والقوانين ومراسيم مجلس الوزراء والمعاهدات .
- حل مجلس النواب .
- إعلان الإنتخابات العامة لأعضاء البرلمان .
- إعلان الإنتخابات العامة لأعضاء البرلمان .
- التصديق على تعيين وإعفاء الوزراء والمسؤولين , والتصديق على وثائق المفوضين وأوراق إعتماد السفراء والمبعوثين القنصليين .
- التصديق على قرارات العفو العام والخاص , وتخفيف العقوبات , وإرجاء تنفيذ الأحكام وإستعادة الحقوق .
- منح الأوسمة .
- إستقبال السفراء والمبعوثين القنصليين الأجانب – حضور المناسبات الرسمية .
يتبع