التعليم أم الزواج أم السفر أم ....؟
السلام عليكم
اليكم حكاية صديقتي
حائرة جدا الى درجة ان كل حياتها توقفت ، فلا اي انجاز يذكر سوى انتظار مجهول
سبب الحيرة هو تعدد الخيارات في حياتها وانعدام الواقعية في أي من هذه الخيارات مما جعل طريقها صعباً جدا
هي فتاة في مطلع الثلاثينيات تعيش في بلد اوروبي ولديها الاقامة الدائمة هناك ولديها الخيارات التالية هناك
أولاً الدراسة : حيث بامكانها ان تقدم على احدى الجامعات مستفيدة من بعض المساعدات المالية لمن هم في وضعها القانوني.. ما يخيفها في هذه المسألة هو انها ستعيش في غربة ولوحدها وهي لا تحتمل هذا وتشعر انها لن تستطيع ان تكمل لوحدها دون ان تشعر بدعم احدهم كان يكون زواج او اخ او اب او اي احد من اقاربها يعيش معها وتشعر بدعمه ومشاركته اياها بكل شي حتى تهون عليها الغربة والوحدة
الامر الثاني الذي يجعلها تتردد من موضوع الدراسة هو المادة ، حيث والى الان والدها يدعمها ماديا بشكل مستمر لكنها غير مستقرة نفسيا من هذه الناحية وتشعر ان هذا شي غيردائم وغير مستقر فكيف تجازف وتعيش في اوروبا وتلتزم هناك بدراسة قد تاخذ سنوات وهي غير متاكدة من وضعها المادي
والامر الثالث ان التفرغ للدراسة يعني نسيانها وتخليها عن اي افكار اخرى مهمة لاي امرأة واعني هنا الزواج والاطفال وتكوين عائلة.
ثانياً الزواج : حيث هناك رجل من بلدها غير موجود في اوروبا حاليا لكنه وعد والدها انه اذا وافقت الفتاة ان يتزوجها فهو على استعداد ان ياتي اليها كمستثمر ويوفر لها كل شي هناك ولن تكون بحاجة للدراسة.
هي رفضت هذا الشاب قبلا عندما كانت في بلدها ولاسباب كثيرة اهمها انها لاحظت انه لا يصلي .. حيث انها كانت تلاحظ خلال وجوده في بيتهم مع اخوتها انه وقت الصلوات لا يخرج للصلاة وعندما تسأل بطريقة غير مباشرة احد اخوتها تفهم انه لا يصلي
بالاضافة انه في احدى الايام كان في حوش منزلها وهي في الطابق العلوي من غرفتها ودون ان يراها احد كانت تلاحظ تصرفاته ووجدته قاسياً جدا مع بعض العمال هناك بطريقة جعلتها تبكي حزنا على من اهانهم واستهزء بهم. فشخص كهذا لا تستطيع هي ان تثق به نهائياً.
ثالثاً : السفر الى بلد غربي اخر وبدء حياة جديدة مع رجل عربي يرغب بالزواج بها وبالتالي ستتمكن ايضا من الدراسة هناك لكنها ستبدأ وضع قانوني جديد باوراق جديدة في بلد جديد وهي ايضا مجازفة قد تخسرها اقامتها الدائمة في البلد الذي تعيش فيه حاليا بالاضافة الى انها لا تثق ان سعادتها ستكون مع هذا الرجل الذي يختلف عنها كثيرا واليكم بعض من مواصفاته
هو انسان ملتزم جدا وينظر الى الامور بنظرة الملتزم الذي يعيش في البادية متناسيا وجودة في واحدة من اكثر دول العالم تحضراً والتي قد تتطلب منه احيانا تغير بعض مما تعود على فعله في بلده بالاضافة الى غيرته التي تعدت كل الحدود بالاضافة انه قد يتطلب من زوجته مثلا ان تلبس النقاب وهي حتى في الجامعة الامر الذي لا تقبل به هي خلال وجودها في الغرب
بغض النظر من منهم على حق لكن الاختلاف واضح والقبول به مجازفة تضاف الى مجازفة تركها الى وضع شبه مستقر في المكان الذي تعيش به حاليا
واشير هنا الى ان الاختلافات تشمل ايضا العمر حيث انه اكبر منها ب 16 عاما وقد سبق له الزواج بالاضافة الى انه ليس من بلدها وان كان عاش في بلدها لمدة طويلة وعمل هناك.
رابعاً : العودة الى بلدها والاستمتاع بنعمة وجودها بين اهلها مع من تحب لكن هذا ايضا له محاذيره فهذا يعني المجازفة بكل شي قد تحققه في خلال وجودها في اوروبا مثل الحصول على الجنسية وعلى فرصة التعليم بمستوى عالي الذي لن تجده في بلدها.
احب ان اذكر ايضا ان الفتاة تحب شخصا وتتواصل معه وهي ترى انه يناسبها كثيراً فهي درست طبائعه واهتماماته ودينه طويلا وترى انه مع هذه الصفات بالاضافة الى وجود الجانب العاطفي الذي يهمها كثيراً فانه شخص مثالي ربما ليس لأي فتاة لانه ايضا لديه مشاكله .. لكن بالنسبة لها مناسب جدا لكن حتى هذا خيار مستحيل فالشخص متزوج ومستقر مع زوجته ويحبها وتحبه ولديهم اولاد وظروفه المادية ايضا لا تساعده على الزواج باخرى بالاضافة الى اعتبارات اخرى من الاهل ووجوده في الغرب الذي سيصعب عليه الزواج باثنتين... هي تدرك انه بسبب هذه الظروف وبسبب عقلانيته وعاطفيتها لن يجتمعا ابدا لهذا فهذا لم يعد خيار لها بل امنية مستحيلة
لكني احببت ان اذكر لكم هذا الامر حتى تفهموها اكثر
ان كان هناك من يريد التعليق والنصح فله الاجر باذن الله لانها تنتظر اي خيط يساعدها على البداية الصحيحة حتى لا تقع بخطأ تدفع ثمنه غاليا ..
وجزاكم الله خيرا