عصبية المرأة تؤرق الغدة الدرقية
تصيب الغدة الدرقية النساء بنسبة تصل إلى ضعف الرجال، ويرجع ذلك للعديد من الأسباب مثل العصبية الزائدة للمرأة وعدم القدرة على تحمل الضغوط النفسية، والتعرض للدورة الشهرية التى تسبب زيادة فى حجم الغدة ، وهذه الزيادة طبيعية ولكن تصبح خطرا إذا صاحبها تعرض لمشكلة نفسية أو عصبية فى أثناء هذه الفترة. كما أن الحامل من الممكن أن تصاب بالغدة الدرقية نتيجة زيادة إفراز هرمونها، وتتمثل إصابات الغدة الدرقية فى ثلاثة أنواع، هى زيادة إفراز الهرمون، أو نقص إفرازه، أو نتيجة إصابة الغدة الدرقية بالتهابات، وتؤدى اضطرابات وظيفة الغدة الدرقية إلى عدم حدوث الدورة الشهرية وتعرضها للاضطرابات بسبب زيادة أو نقص في إفراز هرمون البرولاكتين وهو هرمون اللبن، مما يسبب قلة إفراز هرمون الاستروجين.
يقول الدكتور مغازى محجوب أستاذ السكر والغدد ورئيس وحدة زرع البنكرياس وأبحاث السكر بطب عين شمس: إن الغدة الدرقية تأخذ شكل الفراشة وتوجد بالجزء الأمامى من الرقبة، وهى لا تحس ولكن تتضخم فى حالة حدوث أى خلل فى وظيفتها، وتتمثل هذه الوظيفة فى إفراز هرمون"الثاروكسين" بالمعدل الطبيعى الذى يحتاجه الجسم، وهو هرمون مهم لجميع خلايا الجسم حيث يمتلك هذا الهرمون تأثيرين مهمين، الأول: هو زيادة تركيب البروتين في جميع أنسجة الجسم، أما التأثير الثانى: فهو زيادة استهلاك الأكسجين بشكل رئيسي في الأنسجة والأعضاء التى تحتاج إليه مثل المخ، والكبد، والكلى، والقلب والعضلات، والجلد، والعظام، وكذلك الهرمون مهم لخلايا الغدد الجنسية، وتعتبر الغدة الدرقية من الغدد الصماء التى تدخل إفرازاتها مباشرة إلى الدم دون الحاجة إلى قنوات خاصة لنقلها .
إصابة الحامل خطر
وبالنسبة للحامل فإنها تتعرض أيضا لزيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية ومع زيادة التوتر والانفعالات المعروفة للحامل تزيد خطورة هذه الزيادة لذلك ينبغى علاج الحالة وعدم إهمالها حيث يمكن تجنب الكثير من الأضرار للأم والجنين، فبالنسبة للأم يمكن أن تصاب بفقر الدم، وتتعرض المشيمة للتمزق، ونزف ما بعد الوضع، أو حدوث خلل في وظائف القلب، والإجهاض ، أما المضاعفات التى يمكن أن تحدث للجنين فتتمثل فى ولادة الجنين قبل استكمال نموه، ونقص نمو الجهاز العصبي لدى الجنين، أو وفاته فى بعض الحالات. كما أن اضطراب الغدة الدرقية من شأنه أن يؤدى إلى التأثير على هرمون اللبن وبالتالى قلة إفراز هرمون الاستروجين مما يؤدى إلى عدم حدوث الدورة الشهرية.
إصابات الغدة الدرقية وتتمثل إصابات الغدة الدرقية فى ثلاثة أنواع،
الأول: هو زيادة إفراز هرمون الغدة، والنوع الثانى: هو نقص إفراز هذا الهرمون، أما النوع الثالث: إصابة الغدة الدرقية بالتهابات، وبالنسبة للنوع الأول فهو نتيجة، خلل فى مناعة الجسم مما يؤدى إلى تكسير للخلايا المفرزة لهرمون الثاروكسين ويحدث بالتالى تضخم فى الغدة ولكنه بسيط، وهذه الحالة ترجع إلى التعرض لضغط عصبى شديد يؤدى إلى نشاط مفرط للغدة، وتتمثل أعراض زيادة إفراز الهرمون فى نقص وزن المصاب بالرغم من تناوله لوجباته بكميات مناسبة، وعدم القدرة على النوم، والقلق ، وزيادة إفراز الجسم للعرق، إلى جانب زيادة سرعة ضربات القلب، وكذلك الشعور برعشة فى اليدين وإصابة العين بالجحوظ .
أما نقص إفراز الغدة الدرقية، فيحدث نتيجة وجود مشكلة بالغدة تعوق إفراز هرموناتها، وفى هذه الحالة تقوم الغدة النخامية بإعطاء إشارات للغدة الدرقية لتزيد من هرموناتها ولكنها لا تستجيب لذلك، مما يؤدى إلى تضخمها الذى يمكن أن يأخذ شكل عدة حويصلات والتى ينبغى علاجها حتى لا يحدث اختناق للمصاب نتيجة ضغطها على القصبة الهوائية، بالإضافة إلى خطورة تعرض هذه الحويصلات للنزف، وتتمثل أعراض نقص إفراز الغدة للهرمون فى الشعور بالخمول والكسل، والإحساس الشديد بالبرودة، وزيادة الوزن، إلى جانب الشعور بالإمساك، وخشونة الجلد، أما النوع الثالث من إصابات الغدة الدرقية نتيجة الالتهابات فيحدث بسبب إصابة الجسم بالفيروسات مثل الأنفلونزا، والالتهابات الكبدية الفيروسية، وكذلك تعرض الغدة للميكروبات الموجودة بالدم، وتتشابه هذه الأعراض مع أعراض زيادة إفراز الغدة الدرقية ولكن هذه الأعراض لا تدوم لمدة طويلة.
للوراثة دور
و فى بعض الحالات يمكن أن يكون تضخم الغدة الدرقية نتيجة عامل الوراثة، فقد أتضح فى بعض الحالات أن بعض العائلات تنتشر فى أجيالها الإصابة بهذا المرض. كما يمكن أن يحدث نوع من التضخم بالغدة الدرقية بسبب نقص عنصر اليود، ولكن هذا السبب ليس منتشرا فى مصر لأن الطعام أصبح به كمية مناسبة من اليود، إلى جانب الاهتمام بإضافته لملح الطعام حيث يؤدى النقص فى اليود إلى نقص كمية (الثاروكسين) المنتجة مما يحفز الغدة النخامية لزيادة إنتاج الهرمون، مما يسبب تضخم بالغدة الدرقية .كما أن وجود خلل بالغدة النخامية يمكن أن يؤدى إلى زيادة إفراز هرمون النمو وبذلك يمكن أن يؤثر سلبيا على الغدة الدرقية و يجعلها نشيطة بصورة كبيرة أو يزيد من تضخمها .
التشخيص والعلاج سهل
وعن تشخيص الغدة الدرقية يوضح الدكتور مغازى، أنه لابد من عمل سونار لمعرفة حجم ونوع إصابة الغدة، وعمل تحاليل للدم وكذلك تحليل هرمون الغدة النخامية وتحليل مستوى هرمون (الثايروكسين) الرباعي الكُلي و الحُر في الدم، إلى جانب تحاليل الدم الأخرى التى تبين وجود فقر الدم، وارتفاع مستوى الكوليسترول, وانخفاض مستوى الصوديوم في الدم، وارتفاع بعض الإنزيمات به .
ويتمثل علاج الغدة الدرقية حسب نوع الإصابة، فيوجد العلاج الدوائى الذى يعطى فى شكل أقراص فى حالة زيادة نشاط إفراز الهرمون،أما فى حالة نقص إفراز الغدة فيتم تعويض ذلك بهرمون (الثايروكسين). كما يمكن اللجوء إلى العلاج باليود المشع الذى تلتقطه الغدة فيقوم بتدميرها، أما العلاج الجراحى فيتم فيه استئصال جزء من الغدة الدرقية، ويتم اللجوء إليها فى حالة عدم استجابة العلاج الدوائى .