أرجوكم اسمعوا وعوا... ((خواطر أب))
أيّها الأحباب الكرام...
لو أمكنني أن أكتب عمّا في نفسي عن هذا الموضوع لضاع نهاري كلّه...
إنّ المحزن المبكي أن نرى في واقعنا أمثلة عديدة ومتنوعة يتجسد فيها مثال المضيع لرعيته..
أحبتي ألم يقل المصطفى صلّى الله عليه وسلم: ((كلكم راع وكلك مسؤول عن رعيته ))
إلى أي مدى هذه المسؤولية..؟؟
أتقف عند حد البيت ؟ أم عند حد المدرسة؟ أم عند حدّ الشارع؟؟؟
من وجهة نظري أنّها لا تقف عند حد أبدا أبدا أبدا .. بل تتعدّى كل حد يتوقعه الإنسان المسلم... كيف لا والمسؤولية تصل إلى مرحلة يكون فيها الدعاء اللذي هو عمل قلبي تعبدي واجب على الأباء تجاه الأبناء..
إخوتي...
إذا أردتم الخلاصة وعدم الإطالة... فهاهو ماأريد باختصار ..
اتقوا الله في أنفسكم وأولادكم واسعو بكل جهدكم وسعتكم أن تجعلو منهم جيلا ومستقبلا مشرقا...
يتعجب الإنسان كل العجب حينما يرى كيف يسعى الوالدين من أجل توفير الملبس والمطعم والبعض يضيف عليها التعليم..
ولكن وللأسف تجد التربية في آخر الأولويات..
أعظم مثال عرفه التاريخ هو محمد صلى الله عليه وسلم أكانت أولويات قبيلته الملبس والمطعم لا وألف لا...
كانت أولويات العرب التربية بدليل إرساله إلى بني ساعده...
فمحمد صلى الله عليه وسلم دليل ساطع حتى قبل بعثته وهو المصطفى والمجتبى على أنّ فطر وعقول المشركين في ذاك الوقت تحثهم على هذا الأمر...
أحبابي لم يكن الفقر اللذي عاشه صلى الله عليه وسلم عائقا أمامه أبدا في أن يتبوء ما تبوءه من مكارم الأخلاق طوال حياته..
فليس الملبس والمطعم يعوّل عليهما أبدا في صناعة الأجيال...
وعليه فإن ماتراه اليوم في مجتمعنا من أطفال نشؤوا في ظل ظروف نظرية الملبس والمطعم ترى آثاره اليوم في كل مكان:
1. في المسجد.
2. في المدرسة.
3. في البيت.
4. في بيوت الأقارب.
5. مع الجيران.
وفي كل مكان....
أقسم باللذي فطر السماوات والأرض أن الإنسان لا يسعه في بعض المواطن اللتي ذكرت إلا أن يبكي مّما يرى..
والله رأيتها على مدى سنوات عديدة كيف يتأذى أئمة بعض المساجد ومصلّوها من بعض الصبية اللذين شبّوا بهذه الطريقة..
أحبتي حينما ترى عبثية الأطفال أمام الكبار وربما تجد طفلا لم يلغ الحلم يسبّ ويتعدّى هلى من يكبره دون أي رادع...
إذا رأيت بعضهم كيف يتعاملون مع أبناء عمومتهم وأقاربهم.... رأيت العجب العجاب مما لا يتسع المجال لذكره...
مفاهيم التربية وأساسياتها ليست بحاجة أن ندرسها بقدر ما نحن بحاجة أن نستشعر أننا مسؤولون أمام الله...
نحن بحاجة إلى قلوب مخلصة لله تهب حياتها وذريتها لله...
أباء وأمهات يتضرّعون إلى الله يبكون في جوف الليل داعين راجين: (( اللهم ياواحد يا أحد يا فرد يا صمد يا فعالا لما تريد أسألك كما رزقتني ذرية طيبة من عندك ولم تذرني فردا وأنت أرحم الراحمين...
أسألك أن تعينني على تربيتهم وتوفقني.. اللهم اجعلهم هادين مهديين غير ضاليين ولا مضليين..))
إخلاص العمل لله والإيمان بالمسؤولية هو حل مشكلة فساد الأبناء.. وفي نفس المقام هما عنوان كبير يندرج تحته الكثير..
وأمّا أن ترى أما غارقة في ملذّاتها وشهواتها وأبا كذلك دون الشعور بعظم المسؤولية أمامهما وأنّ متع الدنيا بأسرها لا تقارن بصلاح جيل...
واللبيب بالإشارة يفهم وسوف يأتي ساعة وموعد لا يمكن فيهما التصحيح..فكل ما كان كان..
والسلام