أجزم أن الأغلبية من المقبلين على الزواج والمملكين لديهم شعور كبير أن الطرف الأخر لديه من المميزات مالا يمكن عدها ويظن أن الحياة الزوجية سيكون فيها من الرغد الذي لا يمكن تخيله، وهذا ممكن إذا وفق الطرفين بأدارة حياتهما الزوجية برقابة الله وبالصفات الرائعة من الحب والوفاء والأخلاص والوعي، إلا أن شيئاً مهماً قد يغيب عن وعي المقبلين على الزواج، وهو أن الطرف الأخر لديه من العيوب الكثيرة، وبالتالي يجب أن نستعد لها ونتقبلها، سواء كانت تلك العيوب على مستوى التعامل أو على مستوى الشكل، وبالتالي فإن علينا تطويرها وتغييرها إلى الأفضل.
من المؤسف أن بعض المتزوجين حين يدخل الزواج وهو يشعر أنه تحقق حلمه وأصبح في جنة كبيرة لا زلل فيها، وحين تمر الأيام تظهر العيوب وتنكشف الطبائع، وبالتالي يأتي التذمر والسخط من قبل الطرفين أو أحداهما وتتحول البيت إلى حالة من السكون أو المشاكل التي لا تنتهي والتي قد تكبر وتنفجر، لذلك حريٌ بمن يريد الزواج أن يتوقع ويتهيئ لاستقبال بعض العيوب التي في شريكه لكي لا ينصدم مع مرور الأيام.
إن التعامل الأمثل والراقي هو في تفهم تلك العيوب وتقبلها وأصلاحها إن أمكن ذلك بالأسلوب الأمثل، وإذا لم يمكن أصلاحها وكانت عيوب لازمة أو شبه لازمة فإنه يجب تقبلها والتعايش معها لأننا جميعنا قد نملك عيوباً يصعب تغييرها، لذلك من الوفاء والأخلاص أن يتقبل المرء الطرف الأخرعيوبه التي لايمكن تغييرها، والعمل بحب وهدوء وبعد نظر للتغير العيوب التي يمكن تغييرها وهذا لا يتم إلا بطول النفس والصبر والمعايشة، فبدلاً من أن تكون تلك العيوب عامل على دخول الشيطان وعامل للتذمر والسخط وبث جو من الكائبة على البيت فإنه من الذكاء والعقل ألا نجعلها تؤثر على حياتنا وجمالها في البيت الزوجي.
إن تهيئة النفس لأمكانية وجود عيوب غير مرغوبة في الطرف الأخر يدل على الحكمة لدى الشخص، وهذا لا يعني أن يفكر المرء بهذه الفترة بالعيوب وكيفية معالجتها كأن تكون مسيطرة على تفكيره، بل على المقبلين على الزواج أن يتفائلوا ويحلموا ويستمتعوا ويحسنوا الظن بالله بأن الحياة الزوجية ستكون جميلة وراقية ورائعة وفيها من الخير والأشياء الجميلة التي لايمكن حصرها، لكن المهم ألا يكون ذلكَ حائلاً عن تهيئة النفس للتعايش مع العيوب في الطرف الأخر وتقبلها ومعالجة وأصلاح مايمكن أصلاحه.
وفقني الله وإياكم وهدانا إلى مافيه خير بالحياة الزوجية وجعلنا زوجين صالحين مصلحين، وحقق لنا كل مانرجوه في تلك الحياة المقدسة.