كثيراً ما أكتب أو يكتب غيري من الإخوان الأفاضل نصائح موجهة للزوج .. تتعلق بكيفية معاملة زوجته في الأمور المختلفة .. سواء العاطفية .. أو الحياتية .. أو حتى الجنسية .. وكثيراً ما يكتب الأعضاء للزوج يشرحون له كيف تفكر المرأة .. وبماذا تشعر .. وماالذي يدور في نفسيتها .. وكثيراً ما ترى الزوجات أن هذه النصائح مفيدة جداً بالفعل بل وأحياناً يظنونها رائعة .. وكثيراً مايؤيدنها .. ويفرحن بها .
ولكن المؤلم بالفعل هو ملاحظة كثير من ردود الزوجات .. التي تمتلأ بالحسرة .. تلك الزوجة التي تفرح كثيراً بما جاء من نصيحة للزوج .. ولكنها تعقب بمرارة قائلة " ليت زوجي يقرأ .. أو ليته ينفذ " .. وهذه الحسرة تضايقني كثيراً .. وأشعر أن الهدف من توجيه النصائح للزوج لم يتحقق أبداً .. لسبب بسيط أنه غير موجود .. أو أنه لا يقرأ .. وبالتالي يكون ماجاء في أي موضوع خاص بتوجيه نصح للزوج ناقصاً كثيراً .. وفائدته بسيطة جداً .. هذا إن كان له فائدة من أصله .
وأريد هنا أن أوجه نصيحة للأخوات الفاضلات من الزوجات .. وأحاول أن أشرح لهن كيف ينقلن إلى أزواجهن من غير أعضاء المنتدى ماأعجبهن من نصائح موجهة للزوج بها مايتمنين أن يطبقه أزواجهن .. وقبل أن أبدأ في سرد الطريقة .. فليسمح لي الرجال بأن أفشي بعض سرنا كرجال للأخوات الفاضلات .. فهناك أمور يجب أن يفهمنها عن الرجل أي عن الزوج ليسهل لهن جذب إنتباهه إلى مايرينه يسعدهن من نصائح يطبقها هذا الزوج .. فأقول :
1- الرجل بطبعه أقل كثيراً من المرأة في عرض مشاكله الزوجية .. ولو لاحظتوا مثلاً هذا المنتدى كمثال فإنكم ستجدون شكوى واحدة للرجل مقابل أكثر من عشر شكاوى للنساء .. وهذا يرجع إلى أن الرجل في العادة لايظن أن غيره قد يكون قادراً على حل مشاكله هو وبالذات الزوجية .. وهذا يفسر لماذا لا يهتم الرجل كثيراً بالقراءة عموماً عن المشاكل الزوجية أو الإجتماعية .
2- الرجل لا يستسيغ بسهولة أن يطبق نصائح الآخرين ( مهما كانوا هؤلاء الآخرين ) مع زوجته هو تحديداً .. لماذا ؟
لأنه ببساطة يعتقد أنه أفضل الناس فهماً لزوجته .. وبالتالي فإن نصائح الآخرين قد تنفع مع كل الزوجات إلا زوجته هو .. وهو محق في كونه أنه أفهم الناس بطبع زوجته .. ولكنه غير محق في ظنه أن ماينفع مع باقي النساء لاينفع مع زوجته .. لأن النساء عموماً بهن الكثير جداً من التشابه .. وعلى الأقل من ناحية الفطرة ومايصلحها أو ما يفسدها .. وبالتالي فإن هناك كثير من الحلول تنفع مع الغالبية العظمى من النساء مهما إختلفت شخصياتهن وطبائعهن .
3- الرجل به بعض الغرور الذي جبل عليه .. ولايد له فيه .. ولايمكن لومه عليه .. وبالتالي هو لايقبل بسهولة أن ينفذ نصائح الآخرين في أمر يخصه هو .. وبالذات لو كانت هذه النصائح قد جاءته عن طريق زوجته .. فهذا يعني أن زوجته ترى غيره أكثر عقلاً منه .. أو أكثر فهماً منه لطبيعتها .. أو أكثر عاطفة منه .. أو .. أو .. أو .. المهم أنها بذلك قد ترى غيره أحسن منه ولو في أي شيء .. وهذا مالايمكن أن يتقبله الرجل .. فهو وبفطرته أيضاً يريد أن يكون أفضل الناس وأحكم الناس وأعقل الناس في نظر زوجته على الأقل .. وهنا أيضاً لا يمكن لومه على ذلك فهذه طبيعته التي خلقه الله عليها .. وهذا هو الأفضل بالتأكيد لأجل حياة زوجية مستقرة وهانئة .
والنقطتان السابقتان (الثانية والثالثة) هما مايفسر لماذا في الغالب لاتنجح أبداً الحلول للمشاكل الزوجية .. والتي تأتي بها الزوجة لزوجها من كتابات الآخرين .. وتطلب منه قراءتها أو تنفيذها .. فهو سوف يواجه هذه الحلول بالكثير من التحدي للسببين السابقين .. وبرغبة داخلية في تسفيه من كتبها .. أو السخرية منه ومن حلوله .. وفوق كل ذلك قد يتسبب له إتيان زوجته بهذه الحلول الخاصة بتصرفاته هو بنوع من الإحساس بالإهانة أو إنتقاص الكرامة .. لأنه كما فهمنا يظن بذلك أن زوجته تعتقد أن غيره أفضل منه .
ولكل ما تقدم فأنا ضد بعض الإقتراحات التي تقترحها الأخوات على بعضهن البعض .. بأن من رأت منهن موضوعاً أعجبها متضمناً تصرفات تحب أن يقوم بها زوجها .. بأن تقوم بطباعته وتركه في مكان ظاهر حتى تقع عليه عينا زوجها ويقرأه .. وأظن أن هذه الطريقة لن تؤدي أبداً إلى المطلوب .. بل ربما قد تتسبب إن كان الزوج حساساً في إثارة مزيد من المشاكل .. أو في شعور الزوج بالمرارة من زوجته لأنها تظن الآخرين أقدر منه .
والطريقة السابقة تلك تنفع فقط في حالة ما إذا كانت هذه النصائح عامة أو موجهة لكلا الزوجين ( الزوجة والزوج ) .. أما أن تكون موجهة للزوج وحده .. فهذه الطريقة سيئة وأظنها قد تأتي بنتائج عكسية للأسباب السابق ذكرها .
عذراً على المقدمة الطويلة .. ولكني رأيتها ضرورية جداً .. لتفهم الزوجة طريقة تفكير زوجها .. وتشعر بما يشعر به .. ليسهل عليها إتباع النصيحة في الطريقة التي أظنها الأفضل والتي سأقوم بشرحها .. وأعتذر كذلك من إخواني الرجال بأنني قد أكون أفشيت بعضاً من أسرارنا نحن الرجال .. ولكن لا بأس بذلك أبداً طالما النية سليمة .. وطالما أن ذلك قد يؤدي إلى سعادة زوجاتنا .. واللاتي إن سعدن فسنسعد نحن معهن بكل تأكيد .
والآن يا أختي الفاضلة .. إن قرأتي موضوعاً أعجبك جداً سواء هنا في المنتدى أو في غيره به نصائح موجهة للزوج وحده .. وتوافقين تماماً عليها .. وتظنين أن زوجك لو قام بها لأدخلت السعادة والسرور على نفسك .. أو لتسببت في حل مشكلة تعانين منها في حياتك الزوجية .. وتمنيت لو أن زوجك يقرأها .. فعليك أن تقومي بالآتي :
1- تقومين بطباعة الموضوع أو النصائح .. أو تقصينها إن كانت في كتاب أو مجلة .. أو حتى تحفظينها على الحاسب إن لم يكن لديك طابعة .. وإن كان من الأفضل كثيراً أن تكون مطبوعة ليسهل تداولها بينك وبين زوجك .
2- إن كنت مثلاً لسبب أو لآخر لا ترغبين في أن يعرف زوجك المصدر الذي جئتي بها منه .. كأن لاتكوني ترغبين أن يعرف أنك عضوة في هذا المنتدى مثلاً لئلا يقرأ مشاركاتك التي تشتكين فيها منه أو غير ذلك .. فلتقومي بتجريد الموضوع من مصدره .. ولتكتفي بحفظه أو بطباعته على شكل أحرف نصية .. وإن كان الموضوع من منتدى فلا داعي أبداً للإشارة لكاتبه أو لأنه عضو في منتدى أنت عضوة فيه .. ولتقولي له أنك جئت بالموضوع من الإنترنت وكفى .
3- تزيني وتعطري .. ثم تقومين بعد ذلك بعرض الموضوع على زوجك .. بشيء من الإستنكار والإستغراب والبراءة الشديدة حتى ولو كنتي مقتنعة بما جاء فيه 100% .. كأن تقولي له مثلاً : " أنظر مايقوله هذا المخبول !! وتضحكين " .. أو ( هل من المعقول فعلاً أن ذلك صحيح أنا عن نفسي أشك .. ما رأيك أنت ؟ ) ... أو إن كان الموضوع مثلاً في الناحية الجنسية .. تقولي : " أرأيت هذا الرجل ؟ أنه يظن أن الجنس هو كل شيء .. لا أدري كيف يفكر !!"
أو إن كان الموضوع في الأمور العاطفية أو الرومانسية تقولي : " أرأيت هذا الكلام المضحك .. هذا كاتب يعيش في الأحلام والأفلام الهندية .. هل توافقني ؟ )
وغير ذلك من أساليب عرض للأمر يشترط فيها أحد شيئين :
* فإما أن تعرضي الأمر ببعض الإستنكار والتندر الفكاهي .
* وإما أن تعرضيه بتساؤل عريض جداً وبريء براءة الطفولة .. تريدين من زوجك أن يعلمك هل هذا صحيح بالفعل أم هو تخاريف .
وطريقة العرض هذه هامة للغاية .. لأن زوجك من المستحيل أن يفهم منها أنك تظنين غيره أعقل منه أو أحسن تدبيراً منه .. بل بالعكس سيشعر أنك تطلبين منه أن يقوم بدور المعلم .. ويعلمك ويفهمك مالاتفهميه .. وهذا الدور يسعد الرجل بالتأكيد ويطرب كثيراً له .. فيقبل على موضوعك بمنتهى الهمة .. كما أن إستنكارك وإستغرابك لما جاء في الموضوع لن يجعل زوجك يأخذ منه موقفاً عدائياً أبداً .. بل بالعكس سيتعاطف ولو بشكل بسيط معه .
وكذلك لن يفهم زوجك أبداً أنك تشتكين منه .. أو أنك تعلميه أن يفعل كذا وكذا .. فيقبل على الموضوع وهو هادىء نفسياً تماماً .. كما ستدفعه غريزة حب الإستطلاع لما أضحكك أو أذهلك .. وكذلك غريزة المعلم الموجه .. لأن يقبل بكل كيانه على الموضوع ليقرأه .. ثم يناقشك فيما جاء فيه .. وهو المطلوب تماماً .
4- إن كان زوجك من النوع الذي يكره القراءة تماماً .. فيمكنك بعد المقدمة الهامة في النقطة السابقة .. أن تقومي أنت بقراءته له .. بل ربما هذا من الأفضل .. ولكن لاتنسين تعبيرات الإستغراب والإندهاش والتساؤلات والرغبة في التعلم منه هو طبعاً .
5- إن كان زوجك من النوع الثقيل جداً .. أو من النوع شديد الغرور .. ولم يهتم أبداً لكل مقدمتك تلك .. وقال لك مثلاً : " ياشيخة الناس لا تكف عن التخريف .. دعك منهم " .. فلا تيأسي بل بادريه بقولك : " لا .. لا .. غير معقول .. هل تعرف أحداً من الناس يقول مثل ذلك القول العجيب ؟ " ... أظن أن مقاومة زوجك لا بد أن تنتهي عند هذا الحد .. ولابد أن يهتم بما جئتيه به .
6- الآن أبو الشباب قد سقط في فخك الجميل .. وإنصرف بكيانه إلى قراءة ما جئتيه به ومناقشته معك .. بل تعليمك عنه ما جهلتي .. وأظن أن ردة فعله ستبدأ بأن يقول مثلاً :
" لا .. ليس الأمر كما فهمتي .. فكاتب الموضوع يقصد .... وهذا .................. "
ثم يبدأ أبو الشباب في التفلسف الطويل ... والشرح .. والتوضيح .
7- قومي بالإنصات جيداً لما سيقوله .. وأبدي موافقتك التامة له .. وسيعارض بعض ما جاء من نصائح في الموضوع .. فأبدي موافقتك على كلامه .. وسيؤيد بعض ماجاء فيه .. وعندها أشيدي به تماماً وقولي كلمات من نوع " ماشاء الله عليك .. لم أكن أعرف أن ذلك صحيح " .. ومن نوع " الحمد لله أنت بالفعل تقوم بذلك " ... وخلال كل تلك المناقشة إياك أن تأتي بإسم كاتب الموضوع وسواء كان هذا الإٍسم حقيقياً أو مستعاراً .. ولكن إكتفي بقول " كاتب الموضوع "
سأكمل في الرد التالي لطول الموضوع .....................