بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أولا جزاك الله خيرا على كتابة الكلمات و القصص التي تبث الأمل
وتبعث على التفاؤل، وتزرع الثقة وعلينا حسن التوكل على الله
والأخذ بالأسباب ، والسعي بطرق الكسب الحلال ليبارك الله في المال
وفي الرزق .
ولنعلم
أن الله تعالى أنزل الأرزاق وقسمها بحكمة ,
قد لا تظهر لك إلا بعد مدة طويلة فتحمد الله على ذلك لأنه لو أغناك وأنت مسرف
أو مستهتر فقد تضيع مالك ودينك , لكنه أغناك بعد ما اتبعت منهجه وتوسطت في الإنفاق بين التبذير والتقتيير ,
ثم إن الله تعالى من حكمته أن خلق الأغنياء والفقراء وخلق الاختلاف في الأجواء وغيرها لنعرف نعمة الله علينا
من رؤية هذا الاختلاف قال تعالى : (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ )
الشورى 27 , وخلق الله الأغنياء والفقراء لحكمة أيضا وهي تسيير أمور الناس والفقراء يقومون بالأعمال
الوضيعة ولكنها شريفة ومن يقم بهذه الأعمال لو خلق الله العباد كلهم أغنياء ؟
وقال سبحانه: (وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا) الزخرف : 32 .
ثم لابد من الحرص على الكسب الحلال:
إن الإسلام لا يحترم الملك الخاص إلا إذا كان من وجه صحيح ومن طريق مباح. أما أن يكون التملك من ربا،
أو من احتكار، أو من غصب، أو من قمار، أو من احتيال، أو من أي باب من أبواب السُّحت فإن الإسلام
يرفض هذا التملك رفضاً باتاً، بل يرى أن المرء إذا كسب ثوباً من حرام فصلى فيه لم تقبل صلاته، وإذا نمى جسمه
من سحت فإلى جهنم: ((لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت، النار أولى به))رواه أحمد وغيره
.هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد سلك الإسلام طريقا مزدوجا لتحقيق هذه الغاية بتربية نفس الإنسان
على الخضوع لأمر الله سبحانه ومراقبته في أعماله كلها ،
وأمره بتناول الطيب الحلال في مطعمه ومشربه وملبسه ،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا ،
وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً
)وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون )،
ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب. ومطعمه حرام، وغذي بالحرام فأنى
يستجاب لذلك)) رواه مسلم.
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/
size]،
أخوكم المحب الناصح همام hamam129