بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قرأت قبل فترة مشاركةً لأحد الأخوة الأعضاء عن تحرش الزوجات بأزواجهن جنسياً !!
وكنت أنوي أن أعقب عليها ، ولكني آثرت أن أكتب موضوعاً مستقلاً عن ثقافة العيب !!
ويكون ذا علاقةً بمشاركة ذلك العضو ، ( ويعلم الله بأني كتبت ذلك الموضوع تقريباً ثلاث
مرات ، وكان الإتصال ينقطع ويروح عني جهد ماكتبت ولا أدري ماهي المشكلة ؟!! وإذا
كان عند أحد المشرفين الأعزاء أي توضيح يخبرني مشكوراً أو أي أحد من الإخوة
الأعضاء!! ) أقول بكل أسف بأننا بالغنا كثيراً في أمور ظننا بأنها عيباً وهي ليست كذلك!
ولا يقول بأن الحياء عيباً فالبون ( الفرق ) شاسع بين العيب والحياء !! ولا علاقة لإحدهما
بالأخر ، ولكني أقول بأن زوجاتنا يبالغنا في كثير من الأمر ظناً منهن بأنها من الحياء ،
وهي منه وهو منها براء !! فمثلاً مالذي يمنع المرأة بأن تصارح زوجها إذا رغبت بالجماع،
وأعتقد بأن التفاهم في بداية الحياة الزوجية أساس بين الزوجين في تلك الأمور إلا إذا
كان أحد من أولئك الأزواج من فئة الجهلة ، فهذا موضوع آخر !! ففي إعتقادي بأننا بالغنا
كثيراً في ذلك العيب الذي ليس بعيب ، وبالمثال يتضح المقال : فانظروا لحال البنات حينما
يبلغن فقد يجهلن أشياء كثيرة ( قطعاً ) عن أحكام الحيض ، وعن الغسل وما يترتب عليه ،
فأمها لا تخبرها ، ولا تحاول تعليمها التعليم الكافي ، وكل ذلك بدعـــــــوى ( العيب !! )
لا سيما حينما تكون الأم متعلمة ( ولا أقول معلمة !! ) فكيف بالأم غير المتعلمة !! فالبنت
ـ حسب علمي ـ تأخذ دروس الحيض وهي لا تزال في الصف السادس الإبتدائي !! فا بالله
عليكم في هذه السنة الدراسية وفي هذه السن هل تدرك تلك البنيه ذلك الكلام هذا على
إفتراض على أن المعلمة أسهبت في الشرح !! وقد لا تبلغ إلا في الصف الثالث متوسط !!
بمعنى أن كل ما أخذته ذهب مع أدراج الرياح !! ( وهذا حصل لزوجتي بأن الدورة أتتها
وهي في الصف الثالث متوسط ) وأنا لا أقول بأن كل البنات كذلك ، ولكن هذا على سبيل
المثال فقط !! وإلا كثير منهن يبلغن قبل المرحلة المتوسطة مما يعني عدم إدراكهن لمعنى
دورة إن لم تكن وراها أماً من طراز ما مدحهن به شاعر النيل حافظ إبراهيم ( رحمه الله ) حيما أنشد قائلاً :
الأم مدرسةً إذا أعددتها ** أعددت شعباً طيب الأعراق !!
والتي تخبر إبنتها ولا تستحي في ما لا حياء منه ، فلا بد لها بأن تبين لها الأحكام ، والغسل
ولا تتركها لصديقاتها ومن في سنها يعلمنها بدعوى سوف تعرف عاجلاًً أم آجلاً !! وبالمقابل
الفتيان حينما يبلغ ينبغي على أبيه أن يعلمه أحكام البلوغ والغسل فبعضهم والله كبار ولا
بعرف كيف يغتسل جيداً !! وهذه مأساة بحد ذاتها ، وكلها بدعوى العيب تلك الشماعة التي
نعلق عليها أخطائنا ، وأيضاً ذلك الزوج الذي يعتقد بأن على زوجته ( فقط !! ) أن تتزين له
أما هو فلا !! فهل رأيتم مثل ذلك الجهل ؟!! فهو لم يستفد في عالم يموج بالثقافات من
حوله من كتب ومواقع على الإنترنت ( أنا أدين لموقع عالم الحياة الزوجية بالكثير بعد الله
في إكسابي ثقافة زوجية على أسس صحيحة
) تعلمه كيف يتعامل مع زوجته من
أجل إسعادها ، ويعلمها من أجل إسعاده هو !! ولو رجعنا لحال سلفنا من خيرة هذه الأمة
لوجدنا العجب العجاب مما يحصل في ذلك الوقت ، فاخذوا مثلاً إنسان مثل العالم عبدالله بن
المبارك ـ رحمه الله ـ مما يروى عنه بأنه كان يقول : إني أحب أن أتزين لزوجتي مثل ما
أحب أن تتزين لي !! فتأملوا مايقوله ابن المبارك في ذلك العصر الذي لم تكن فيه ألوان
الزينة مثل ماهي عندنا اليوم !! ولا عنده من المواقع ولا اكتب مثل ماهي عليه اليوم ؟!
فليتعلم ، وليتعض أولئك الرجال الجهلة بكل أسف !! وأنظروا بالمقابل إلى ماقالته عائشة
أم المؤمنين ( رضي الله عنها وعن أبيها ) في حق نساء الأنصار حينما قالت
رحم الله نساء
الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء من أن يتفقهن في الدين ) وإذا نظرنا إلى بعض النساء في
وقتنا الحاضر حينما يسألن المشايخ في برامج الإفتاء فلا تجد منهن من يتعمقن في الأسئلة
مثل ما كن يفعلنه النساء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، بل ثبت أن بعضهن كن
يسألن النبي صلى الله عليه وسلم عن الصفرة والكدرة !! فابالله عليكم من تسأل شيخاً
في هذه الأيام عن الصفرة والكدرة !! إلا من رحم الله منهن ، وقليل ماهن !! ،،،،،
إذاً أردت من قالي هذا أن أؤكد على أن ثقافة العيب تجاوزت حدودها في حياتنا بشكل
غير مقبول أبداًً .. أبداً !! ألستم معي بأننا بالغنا في مصطلح ( إن جاز التعبير بأن أسميه
مصطلح !! ) العيب بشكل غير منطقي !! أتمنى من الأخوة الأعضاء الكرام إثراء الموضوع
إن كان فعلاً في رأيكم بأنه جدير بأن يخاض فيه !! ،،،،،
محبكم / الديموقراطي ،،،،،،