تزوجته وفرحتُ به.. ثم خانني.. ماذا أفعل..؟
سؤال :
* تزوجته بعدما تقدم إليَّ واطمأن والدي إليه، فكأنه سأل عنه، فتزوجته وارتحت إليه كثيراً، وعشت معه أنظر وأدرس طباعه، رجلُ متدين مُتعلم وكريم، وفيه حدة طبع ونباهة، فهو ذكي مفرط الذكاء أمِنته أماناً كبيراً واطمأننت إليه، بعد سنتين اكتشفت أنه يخونني مع قريبتي التي تسكن فوقنا، وهي لم تتزوج بعد، صُدمت كثيراً وقلقت من هذا، ولا سيما أنه - لا أدري أحياناً - يصوم الاثنين والخميس وأشك في هذا، كرهته ونفرت منه ولا أجد معه متعة مع أنني دخلت عليه طاهرة نظيفة، فالمهر حلال، وما ينفقه علي حلال من علاج وسواه، هل أطلب الطلاق..؟
الجواب :
- لستُ ألومك ذلك اللوم الذي تفهمين منه ما يدفعك إلى الهم وزيادة القلق، لكن أود التنبيه إلى ذلك:
1 - ليست خيانة لك بل ذلك خيانة لنفسه وضرر عليه.
2 - آمل التأكد مما تقولين فهناك فرق بين:
1 - الشك.
2 - الإحساس.
3 - الظن.
4 - التوجس.
وإذا اجتمعت هذه الأربعة ولدت الحساسية بدرجة 90%، وإذا صاحبتها غيرة ولدت شكاً مرضياً شديداً 100%، فانظري ما تقولين وعيه جيداً، فإن كان ما تقولين حقاً فليس هو من مُوجبات طلب الطلاق لكنه دافع إليه، وهنا ناقشيه ولمحي بإحساسك نحو هذا، وشددي في التلميح كثيراً، ثم اجزمي وبيني له الحقيقة، لكن بدليلها المادي الصحيح دون انفعال أو تهور أو بكاء أو سرعة غضب ثم خروج، بل تتماسكين وتعترضين، وليكن موقفك موقف الهجوم المحكم على سبيل الإنقاذ لا على سبيل الانتصار والغلبة، وهذه ناحية نفسية يجب أن تتنبهي إليها بحضور الإرادة القوية؛ لأن بعض الرجال لا يُعرف معناه إلا عند المصادمات، فتنبهي إلى هذا، ولستُ مُهملاً ما أُحب تذكيرك به حسب سياستي القضائية والعلمية، وذلك أن تتحسسي بدقة وجودة متابعة (وعمق بعد عن الحساسية والغيرة) ما يقوم به، فقد يتبين لك في العاشرة من النظرة ما لم يتبين لك من النظرة الأولى، بل وحتى الخامسة.
ولعلي أجد منك ما يسرني فإياك أن تخلطي الأوراق ثم إياك.
الشيخ صالح سعد اللحيدان
\\
منقول