معظم الازواج يشتكون من نكد زوجاتهم كما ان العكس صحيح ايضا ولعل ذلك لان النكد اختلط بالعتاب فالزوج لا يحب ان يسمع سوى ما يريدو هو فقط ولايريد ان تحاسبه زوجته او ان تلفت نظره او حتى تعاتبه على تصرفاته وكأنه يعيش وحيدا فإذا تصرف تصرفا يسيء اليه والى مركزه ولفتت نظره عد ذلك نكدا واذا حدثته عن مشكلة فهذا نكد ايضا واذا عاتبته على اهماله او تصرفاته فقد اوصلته الى قمة النكد وفي النهاية سوف ينظر الى زوجته على انها نكدية دائما
ولكن الزواج كما انه معروف شراكة بين شخصين على الحلوة والمرة ولفت النظر والعتاب او الشكوى ليس نكدا بل في اغلب الاحيان يكون لمصلحة الطرفين فبعد مرور زمن تكون الزوجة الصالحة حريصة على مظهر ومصلحة زوجها والحفاظ على مركزه امام المجتمع وامام اولاده ولذلك تقوم بكل ما يمكن ان يحافظ على هذه الجوانب
أما (فن النكد) الذي يجيده النكديون الاصليون فهو نكد مقصود اي مع سبق الاصرار والترصد بهدف قتل كل ما هو جميل وعدم الاستمتاع به حتى ولو كان من ابسط الامور فيصبح كل شيء سواء فيظن الشخص خطأ ان الجمال قبح ولايرى الا السيىء في اي شيء لذلك فأنه لايدرك الجمال ولايسعد بأي شيء
والنكد الذي اقصده ليس العتاب ولا الغيرة ولا العناد ولكنه السلوك الذي يجعل صاحبه لايعرف الابتسام طريقا الى وجهه ولايعرف الفرح طريقا الى قلبه
ومن الطبيعي ان الانسان النكدي لايعجب بشيء وينتقد كل شخص وكل من حوله باستمرار ولا اعلم من اين يأتي ابطال النكد بكل هذه الطاقة للاستمرار في تقاسيم فنهم
فالنكد لا يمكن ان يكون فنا ولكنه مرض يجب استئصاله او عزل صاحبه حتى لا تنتقل العدوى الى غيره فنحن لسنا بحاجة الى فنون مؤذية ولسنا بحاجة الى ضغوظ اضافية فلدينا ما يكفي من الضغوظ الخارجية الاخرى التي نواجهها كل يوم حيث نلجأالى بعضنا البعض من اجل راحتنا النفسية والاستقرار والسكينة ونركن الى الابتسامة لعلها تنسينا همومنا وتقوي عزيمتنا
اذا لنبتعد عن كل من يمتلك فن النكد الذي يعتقد بأن نكده سيوصله الى اهدافه وليعلم كل نكدي ان مرضه سيأكله هو اولا قبل ان يصل الى انسان اخر