السلام عليكم ورحمة الله ..


لا أدري أيتها الرائعة ، قد يبدو الموضوع سخيفا للبعض ، لكنه هام جدا بالنسبة لي ولتعاملي مع أطفالي ..

بدأت القصة من أوائل شهر رمضان ، عودت ابني ذو الخمس سنوات ونصف أن ينام لوحده في سريره دون أن أبقى بجانبه حتى ينام أو يغفو ...

هو عنده غرفة نوم مع أخته البالغة من العمر تسع سنوات ...

ابنتي متفوقة دراسيا ومؤدبة جدا في المدرسة ، والمعلمات يمدحن منها جدا جدا ، وهي ابنتي الوحيدة ولديها ثلاث أخوة ذكور ، اثنان أكبر منها والفارق خمس سنوات بينها وبين أخيها الأكبر التالي ، وواحد أصغر منها بثلاث سنوات ونصف ...

أنا لاحظت عليهما كل يوم يقولان عند النوم سنلعب في عالم الأحلام ،مع "سيد بطيخة"
وهو شخصية خيالية اخترعاها ، وأنا كل دقائق أطل عليهما حتى أتأكد أنهما ناما ... لكن لاحظت أنهما يتكلمان عن سيد بطيخة وماذا يفعل وأنه يقول كلاما وسخا ويخرب الألعاب ، ويوسخ الكرسيين الدوارين الخاصيين بمكتب غرفتهما ...

ومرة ابني قبل النوم مد يده تحت الوسادة ، سألته ماذا تفعل ، قال: آكل دونات بالفراولة من سيد بطيخة ..

وأنا جاريته وسألته أن يطعمني من الدونات

ومد يده ليعطيني دونات خيالية وأنا تظاهرت بأكلها وأنها لذيذة ....

وكنت أظن أنهما يلعبان ..وأحيانا أجاريهما ...


لكن من يومين ، قال الصغير : ماما عاقبي سيد بطيخة لأنه يقول كلاما وسخا ...
وسألته ماذا يقول : قال نشيدة فيها كلمات أنا أنبههم دائما ألا يقولوها مثل " كلمة مؤخرة بالعامية "

تدخلت ابنتي وقالت أن سيد بطيخة أصيب بكرة الوساخة فأصبح وسخا ويتلفظ كلاما وسخا ...
وقلت لهما أنهما يجب أن يُعلِّما السد بطيخة الكلام الجميل واللطيف ، وأنني أريد رؤيته ..

فقالت : أنه يخاف منك ومن بابا ، ويختبئ عند رؤيتكما ...

سألتها : هل تروون سيد بطيخة ؟؟
قالت : نعم ، إنه حقيقي ...
واعتقدت أنها تمزح وقلت لها : احلفي

لأنها لاتحلف أبدا كذبا ، فحلفت ...


مما أثار دهشتي وخوفي ، وتذكرت فلم شاهدته من زمان عن طفل يرى شبح ويلعب معه وأمه لا تصدقه حتى حاول أذيتهما ...

تقربت من ابنتي وبدأت أسألها أسئلة ، وطلبت منها أن ترسم سيد بطيخة ولم يرها أخاها، وهذه رسمتها : ( ممكن أن تفيدك في التحليل ) :





سألت الصغير أن يرسمه ، وهو لم ير رسمة أخته فرسمه بهذ الشكل :





صراحة أنا خفت كثيرا ، وبحثت عن النت عن الصديق الوهمي للأطفال ، وتخيلات الطفل
تبين لي أن الصديق الوهمي لا يستمر لعمر التسع سنوات ، وأنه من الممكن أيضا أن يستمر ، وله إيجابيات وسلبيات ...


تقربت من الصغيرة ، وسألتها أن تكتب لي ما تخاف منه وما تحبه وماذا تريد أن تصبح في المستقبل ، فكتبت هذه الأجوبة :





وسألتها أن ترسم أي شيء يخطر في بالها فرسمت تاجا وووردة كما في الصورة :





ولم أشعر بوجود مشكلة في رسوماتها وأجوبتها ..

ورسوماتها بشكل عام جميلة وعن الطبيعة وبيوت وشمس وشجر وطفلات جميلات مبتسمات ، وملونة بألوان جميلة ...

شاهدتني أبحث عن النت واقتربتْ وقرأتْ الصديق الوهمي ، وسألتني ماذا يقولون ؟؟

قلت لها ،يقولون أنك إن كنت تعرفين أنه خيال فهذا يعني أنك كاتبة قصص مبدعة وجميلة
وإذا كنت تعتقدين أن سيد بطيخة حقيقة ، فهذه مشكلة ...

وسألتني لم مشكلة ؟؟

قلت لها لأنه إما شبح أو أنت لا تميزين بين الواقع والخيال ...

فخافت ، وقالت : كلا يا ماما سيد بطيخة غير حقيقي ، وهو يخرج عندما نناديه في عالم الأحلام ...

سألتها : لم حلفت أنه حقيقي ؟؟

قالت : لأني كنت مفكرة انو حقيقي ...

وقلت لها : والآن ؟؟

قالت: لا ، ليس حقيقة عندما ألمسه يكون خيالا وليس حقيقة ...

***

الليلة عندما أخذتهم للنوم ، سألتها أريد أن أرى سيد بطيخة ، فابتسمت وقالت : ليس اليوم
والصغير سألني أن أنام بجانبه ففعلت حتى غفى ...

لا أدري إذا حللت المشكلة جيدا ، أم زدت الطين بلة ؟؟؟أو أن هناك مشكلة بالفعل ؟؟

أحببت أن أعرض الأمر عليك أختي أنلمتد ، لظني وثقتي بك فما رأيك؟؟

وألف شكر مقدما على كل شيء وجزاك خيرا على كل ما تقدمينه هنا ...

وأي سؤال أنا جاهزة ...

الحمد لله هم سمحا لي بدخول عالمهم الخيالي
وسيد موزة موجود بالفعل هههههه

لا يتحدثون عن العفاريت أبدا ، كل تخيلاتهم طفولية

ودائما ألوانها معها ... حفظها الله وأخوتها

وحفظك من كل سوء وأحبتك وعائلتك أنلمتد ..

تشبيهك جميل جدا

نعم لا بأس من الخيال ، لكن لابد من التعايش مع الواقع ...

هي ما زالت صغيرة
لكني لا أريدها أن تُفجع بعالم الحقيقة ...