السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخواتي وإخواني
يعلم بعضكم أنني أعيش مع زوجي في إمارة وأهلي يعيشون في إمارة أخرى ... وبحكم عملي سابقاً فإنني كنت أزورهم على فترات متقطعة .. ربما كل شهرين أو شهرين ونصف تقريباً .. ولمدة زمنية قصيرة لا تتعدى الأسبوع في غالب الأحيان ... وبعد استقالتي لم يتغير الوضع كثيراً .. وظل وضع زيارتي لهم على ما هو عليه ..... وزاد الأمر بعد دخول ابني للمدرسة فتقلصت مدة الزيارة وأصبحت لا أستطيع المكوث عندهم أكثر من مجرد يومي إجازة نهاية الأسبوع,
والمرة التي أطلت فيها مكوثي عند أهلي كانت بعد انتهائي من النفاس بعد ولادتي سلطان .. حيث مكثت عند أهلي حوالي ثلاث أسابيع حسبما أذكر .... والمرة الثانية كانت مدتها شهران تقريباً بسبب ظروف مرض والدي رحمه الله وسفره للعلاج,
وما يحدث إنني في كل مرة أذهب فيها لزيارة أهلي أجد موقفاً غريباً وتعليقات أغرب من أمي (أم زوجي)
أول تلك التعليقات:
(ليش)؟!!!!!!
بالله عليكم هذا سؤال؟؟
واحدة ذاهبة لزيارة أهلها ... يسألونها ليش رايحة عند اهلج؟!!!!!!!!!!!
مع العلم أن حياتي مع زوجي مستقرة جداً ولله الحمد ولا مشاكل بيننا تستدعي ذهابي لبيت أهلي غاضبة مثلاً .. فلا يقول أحد إنها ربما تعتقد أنني زعلانة مع زوجي ولذلك تسأل هذا السؤال.
ولا أبالغ عندما أقول إنني طوال الست سنوات الماضية وفي كل مرة أخبرها إنني سأذهب لزيارة أهلي فإن أول شيء تقوله:
(ليش) ........ كل مرة !!!!!!
وطبعاً هذه الـ (ليش) يرافقها رفع الحاجبين وتبريق العينين وارتسام دهشة عارمة على الوجه واستنكار كبير في نبرة الصوت وكأنني ارتكبت أمراً غريباً عجيباً لم يفعله أحد قبلي ولن يفعله أحد بعدي!!!!!!!
وحتى أعفيكم من كثرة التفكير .. فإن الهدف هو ابني وليس أنا .... يعني يعز عليها ألا ترى سلطان .. وهو أمر مفهوم وأقدره تماماً.
ولكن إليكم تعليق آخر:
(طيب خلي سلطان وروحي انتي)!!!!!
هذا التعليق يقال منذ أن كان سلطان رضيعاً.
يعني هل يعقل أن أترك ابني وأذهب بمفردي؟!!!!
(كيف يعني ما بنشوف سلطان كم يوم)!!!
يا جماعة حتى أخواله يريدون أن يروه .. هو عندكم طول السنة .. وهم يرونه فقط بضعة أيام.
(طيب خليهم هم يجون يشوفونه)
الحقيقة لم أجد رداً مناسباً على هذه الجملة حتى الآن لأقوله لها .. وأستحي أن أقول لها (عيب)
الطامة
(سلطان يوم يروح هناك يضعف)!!!!!!!!!
سلطان هذا اللي هو ابني وأنا أمه! ... يعني باخليه هناك من غير أكل؟!!!!!!!!
الطامة الأكبر
(لالالالا انتي خلاص لا تروحين هناك مرة ثانية)!!!!!!!!!!!!!!!!
يومها بكيت من القهر والغيظ واتصلت بزوجي وأخبرته .. فهدأني وقال لي: انتي شورج عندي مب عند حد ثاني .. بس هم يحبونه وما يصبرون عنه,
في إجازة عيد الأضحى الماضية .. ونظراً لأن زوجي كان في الحج .. فقد اتفقنا أن أقضي العيد عند أهلي .. وظننت أنني سأرتاح هذه المرة من تلك التعليقات نظراً لأن أمي (أم زوجي) كانت معه في رحلة الحج .... ولكن للأسف تولت المهمة أخته .. وتكررت نفس الاسطوانة بكثافة أكبر وحصاراً يخنق أكثر.
في اليوم السابق لذهابي:
قالت: (متى بتروحين)؟
قلت: (غداً بعد العصر سيأتي أخي ليأخذني إن شاء الله)
قالت: (لازم يعني تروحين)؟
قلت: (كيف يعني)؟
قالت: (البيت مب حلو بدون الصغار)
قلت: (كلها كم يوم وبارجع بإذن الله)
في يوم ذهابي صباحاً
قالت: (ما غيرتي رايج)؟
قلت: (وليش اغير رايي)؟
وغيرت الموضوع.
عندما حضر أخي كانت هي خارج المنزل .. فرأيت من باب الذوق أن أتصل بها كونها الأخت الكبيرة وأسلم عليها قبل ذهابي:
قالت: (هااا خلاص غيرتي رايج وما بتروحين)؟
ودخلنا في نقاش لمدة عشر دقائق تحاول فيه إقناعي بعدم الذهاب .. وأنا أجاريها .. مرة أقول لها: اخواني يريدون رؤيتهم .. ومرة أقول لها: الزيارة في بيتنا ستكون سريعة أما في بيت أهلي فهناك فرصة ووقت أطول لأبنائي مع أخوالهم .. ومرة أقول لها: على الأقل ترتاحون من شقاوة سلطان وإزعاج مهرة .. ومرة أقول لها: حرام خليهم يعيدون هالمرة مع خوالهم على الأقل ياخذون نصيبهم من العيدية ... وهي أبداً لا تسكت ... أروح لها يمين تجيني شمال!!!!!!!!!!!!
نعم أنا أفهم أنهم يحبون ابناي .. وأفهم أن يعبروا عن مشاعرهم مرة أو مرتين .........ولكن كل مرة طوال ست سنوات؟؟!!! .. كل مرة نفس الكلام ونفس الاسطوانة؟؟؟!!!!!!!!!!!
ويا حسرة كلها يومين أو ثلاثة بالكثير وذلك كل شهرين وأحياناً كل ثلاثة شهور .... فماذا كانوا سيقولون لو كنت أذهب لزيارة أهلي كل شهر أو كل أسبوع؟!!!!!!
يا جماعة هل ما يحدث طبيعي؟!!!!!!!!
تعبت!!!
مللت!!!!
أصبح الأمر مزعجاً جداً!!!
أصبحت أكره اللحظة التي أعلن فيها ذهابي عند أهلي!!!!!