في البداية احترت اين اضع هذا الموضوع الذي نقلته لكم .......قسم المتزوجين ....
قسم المطلقين......
قسم المقبيلن على الزواج .............
قسم التنمية الاسرية .................
لأنه موضوع شامل ......اتمنى من الله عز و جل ان ينفعنا جميعا ..... #1
الدعاء يطفئ نار الخلافات الزوجية
--------------------------------------------------------------------------------
الدعاء يطفئ نار الخلافات الزوجية
زورق التقوى يقود الزواج إلى شواطئ الأمان
بقلم: م. عيسى المسكري
,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الدعاء في حياتنا الزوجية ثمرة يانعة لمن يقطفها.. ودُرة ساحرة لمن يبصرها.. ووردة فواحة عند شمّها.. يَهُبّ على رياض المحبين منها عليل السحر، وبها تفيض من سماء الزوجين أنوار البدر، وانتظام الدرر.
بفضله قد أينعت ثمرات الاستجابة فأصبحت دانية القطوف، وتجلّت أنوار البِشِر فظهر بدرها بلا كسوف، وابتسمت أزهار الهداية فنوّرت شمسها بلا خسوف. قال الله تعالى: (( وَالذِينَ يَقُولُونَ رَبنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرياتِنَا قُرةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتقِينَ إِمَاماً )) /الفرقان:74/.
الدقائق الغالية
ما أجمل أن تفتح الحياة الزوجية بالصلاة والاستخارة والدعاء، وما أجمل أن تمتزج نسائم الألحان وأريج الأفراح بالدعاء (بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير).
إنها قصة الحب الزاهية الهانئة، فبدايتها الذكر والدعاء، وعنوانها الخير والوفاء، وخاصة عندما يجتمع الزوجان في ظلّ بوتقتهما الخالدة بأجمل حُلة وأجلّ خلة، يرسم الزوج بلمساته الأولى ألوان الوداد بنسماتها الأخّاذة ورياشها الخلابة، ويضع يده على رأس زوجته داعياً ربّ السماوات والأرض أن يفتح بينهما أبواب الخير والبركة في هذه الحياة (اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه).
وتمر الدقائق الغالية فيستشعر الزوجان معاني النشوة العاطفية، وقبل أن يفتح الزوج ستار المودّة والمحبة، وقبل أن تتنزل قطرات الماء على أرضه الخصبة، يذكرهما الإسلام بأهمية الذكر وفضائل الدعاءبسم الله، اللهم جنّبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا) فإن قدر بينهما في ذلك ولد، لن يَضُرّ ذلك الولد الشيطان أبداً.
فما أعظم الدعاء، وما أحلى أوقات الاستجابة، وما أجمل ما يحمله الدعاء من سكون الجوارح والفكر، وهدوء البال والخواطر، واستقرار العواطف والمشاعر، فالزواج والدعاء حب ومودة وسكن وولاء.
محنة ومنحة
عليك أن تعلم أنّ الدعاء تحتاجه في السراء والضراء.. في المحن والمنح.. في الأفراح والأتراح.. فماذا تفعل إذا ادلهمّت عليك الخطوب وضاقت عليك الأرض بسبب المشاكل الزوجية المعقدة التي قد تنشأ في أول شهر الهناءة والصفاء والنقاء واللقاء؟
ماذا يفعل الزوج إذا شعر أنّ حياته أصبحت كأنها رؤوس الشياطين؟ فطريق الإصلاح مسدود أمامه، وأبواب التفاهم مع زوجته مغلقة، والحوار معها معدوم، والمحبّة الوردية تحوّلت إلى غيمة سوداء، والمودّة في بيته الآمن انقلبت إلى نار تلظى، حتى ضاقت عليه الأرض بما رحبت، هنا يدرك أهمية إظهار الفقر والعجز والتذلل والاعتراف برحمة الله وقدره، فيرتمي على أعتاب من رحمته وسعت كل شيء.
اليقين والإلحاح
الدعاء كلمة تحمل في كلّ حرف من حروفها معاني التعلق والرجاء.. اليقين والإلحاح.. القرب والاستجابة. فتشعر الزوجة المطلّقة المجروحة التي أثقلتها الأيام وطال سواد الليل بين عينيها وقت الدعاء بلذة الانكسار.. وحلاوة التذلل.. وأمل القرب والاستجابة.. فتعيش سعيدة بقربها من خالقها، عزيزة بتذللها أمام ربها، رفيعة برفع يدها إلى مولاها.. فمن الذي يخفف آلامها ويحفظ أبناءها غير الله سبحانه وتعالى!!
كما تشاركها الفتاة العانس هذا الشعور، وخاصة عندما تنقطع بها الأسباب والحيل فتغيم في خواطرها سحابة الغمّ، وتطفو على قلبها أمواج الهمّ، فتتوجه تلقائياً إلى خالقها لتجد عند قربها منه، ومناجاتها له في السحر الشعور بالطمأنينة والسكينة والرحمة والأمان.. يقول تعالى( إِن رَبي قَرِيبٌ مُجِيبٌ )) /هود:61/
آلام عاطفيّة
إنّ هذه الآلام العاطفية الزوجية ووخزها المحرق قد تصل إلى نبضات القلب، حيث توتّر الأعصاب، وشلل المشاعر، وإعاقة الفكر، وضياع الخواطر، وتشتت الذهن، وارتعاد الفرائص، واصفرار الأبدان، فلا بدّ أن تقابلها دموع الخاشعين.. وآهات الذاكرين.. ودعاء المتوسلين.. وأنس المتضرعين.. وأنين المستغفرين.
لا تَسْــــألن بُنَي آدم حــاجــة ** وسَلِ الذي أبوابــه لا تحجبُ
الله يغضبُ إن تركت سؤالـــــه ** وبُنيّ آدم حين يُسأل يغضبُ
علينا أن ندرك جميعاً أنّ الدعاء بألفاظه الساحرة هو أقرب وسيلة يرتقي الزوجان بها إلى مدارج المقربين ومقامات الصاعدين، كما أن أنفاس التضرع الطاهرة هي أسرع وسيلة للوصول إلى السعادة الزوجية، والنشوة الإنسانية، وأيامٍ تحفها الرحمة، وبيوتٍ تزيّنها المروج الوضاحة.. والينابيع العذبة.. فتدفع عن ذاكرة الأيام المشاكل الأسرية المشتعلة، والخلافات الزوجية المستعرة التي لا يطفئها إلا دموع المبتهلين.
دمعة وأمل
كم من بيوت كادت أن تنهار وتتحطم لولا سجدة الزوج ودعاؤه في الأسحار؟
وكم من أطفال كادوا أن ينحرفوا وتأخذهم أمواج الفساد والضلال لولا دعاء الآباء والأمهات؟
كم من زوجة كانت ستفقد سعادتها الزوجية وحياتها الهانئة لولا حرارة دموعها في خلوتها مع ربها؟
كم حالة من حالات الطلاق أوشكت أن تقع لولا سرعة الإلحاح والتوسّل بأسماء الله الحسنى واسمه الأعظم؟
كم من زوج كان يتمنى أن يسمع أنغام طفل في بيته ينشد له أناشيد الأمل، فجاء الدعاء وحقق حلمه وسعادته؟
وكم من زوجة كان يؤلمها تأخّر الإنجاب ورؤية طفل يملأ عليها البيت سعادة وفرحاً، فجاءت دموعها الخاشعة وفتحت لها أبواب الفرح والفرج؟
نعمة الأولاد
قصة استوقفتني كثيراً وهزت مشاعري وفكري وجمدت جوارحي وأناملي، فعندما كنت أقدم برنامجاً في إذاعة القرآن الكريم من أبوظبي، استقبلت مكالمة من إحدى الأخوات الفاضلات تقول وقد خنقها البكاء واغرورقت في عينيها الدموع:
«لم يرزقني الله تعالى بمتعة الأطفال ولذة الإنجاب وذلك منذ خمس عشرة سنة، لم أترك العيادات الحكومية والخاصة داخل الدولة وخارجها إلا وزرتها، لكن فضل الله علينا كان أوسع، ففي شهر الصيام والقيام التجأت إلى الله أدعوه دعاء المضطر المسكين ألحّ إليه بالتوسّل والإنابة والاستغاثة أن يرزقني برحمته ولداً أو بنتاً!« وأضافت المرأة باكية:
«بعد رمضان وفي شهر شوال إذا بها تبشر بأنها حامل، وتقول بصوت مرتفع: والذي خلق السموات والأرض أنا حامل، أنا حامل، أنا حامل«.
فما كان منا نحن أسرة البرنامج إلا أن شاركناها هذه المشاعر المتدفقة بروح الالتجاء، فالله قريب من المؤمنين الصادقين، مجيب يسمع الدعاء والبكاء. قال الله تعالى: (( وَزَكَرِيا إِذْ نَادَى رَبهُ رَب لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ))/الانبياء:89-90/.
يقول أحد العلماء:
«الدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه، وحصول المطلوب، وهو أنفع الأدوية، وهو عدوّ البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه أو يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن«.
انظر ماذا صنع الدعاء في عهد رسولنا عندما دعا لأنس بن مالك رضي الله عنه قائلاً: «اللهُم أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ«. قال أنس فالله إنّ مالي لكثير، وإنّ ولدي وولد ولدي ليتعادون نحو المئة اليوم« /البخاري/ وكان له رضي الله عنه بستان يحمل في السنة الفاكهة مرتين، وكان فيها ريحان يجيء منها ريح المسك /الترمذي/.
شكر الواهب
كان من هدي السلف الصالح رضوان الله عليهم أن يهنئ واحدهم صاحبه بقدوم مولود له بهذا الدعاء: «بَارَكَ اللـهُ لكَ في الـمَوْهوبِ لكَ، وَشَكَرْتَ الواهِبَ، وبَلَغَ أشُدّهُ، وَرُزِقْتَ بِرّهُ«. فيرد صاحب المولود بدعاء جميل آخر: «بَاَرَكَ اللـهُ لَكَ وبَارَكَ عَلَيكَ، وجَزَاكَ اللـهُ خَيراً وَرَزَقَكَ اللـهُ مِثْلَهُ وأجْزَلَ ثَوَابَك«.
ما هكذا يا سعد تورد الإبل
هناك تجربة حيّة، أحببت من خلالها أن ألقي الضوء على بعض الجوانب السلبية في حياتنا الزوجية، ففي يوم من الأيام وبعد خروجي من أحد المساجد التقيت برجل صلّى معنا في هذا المسجد، فتبادلنا الحديث بعد السلام والتحية، وفجأة ظهر ولده أمامنا خائفاً يترقب، فقال والده والغضب مرسوم على وجهه:
- عليك لعنة الله، وعلى من رباك، أين كنت؟!!
فقلت له يا هذا:
أوْرَدَها سَعْدٌ وسعدٌ مُشْتَمِلْ ** ما هكذا يا سعدُ تورَدُ الإبلُ
هذه قصة من بين القصص المتكررة في حياتنا اليومية، ففي حالة الغضب نجد الزوج يدعو على زوجته بأن يأخذها الله أخذ عزيز مقتدر، بل يلعن يومه وبيته، والزوجة تدعو على زوجها بالهلاك والفقر والويل والعذاب. أليس الذي يدعو على زوجته يدعو على نفسه؟ ألم يخلق الله الزوج والزوجة من نفس واحدة؟.
فعن جابر رضي الله عنه في الرجل الذي لعن بعيره، فقال رسول الله : «من هذا اللاعن بعيره؟« قال: أنا يا رسول الله! قال: «انزل عنهُ فلا تصحبنا بملعونٍ، لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسألُ فيها عطاءٌ فيستجيبُ لكم« /مسلم/.
ولو علم أحدنا نعمة الأبناء وأنّ اللعنة معناها الطرد من رحمة الله لما أقدم أحدنا على لعن ابنه.
أتهزأ بالدعــــــــاء وتزدريـــــه ** وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطي ولكن ** لها أمد وللأمد انقضـــــا